كتب : إسلام مجدي
منذ أشهر قليلة أعلن ستيفن جيرارد عن اعتزاله كرة القدم وأنهى مسيرة استمرت لـ19 عاما كلاعب كرة قدم محترف وأسطورة لنادي ليفربول.
بعد انتهاء مسيرته كلاعب، بدأ منذ 6 أشهر مسيرة جديدة كمدرب لفريق ليفربول تحت 18 عاما، وما حققه كان جديرا بالاهتمام، إذ أن الحمر معه لم يخسروا في أي مباراة خاضوها ويتصدرون الدوري.
وأجرت صحيفة "جارديان" حوارا مع جيرارد تحدث فيه عن تجربته التدريبية بزاوية مختلفة خاصة وأنه قال إن التدريب في هذا المستوى "جنون".
يقول جيرارد :"في أعياد الكريسماس أفتقد للتدريبات، لقد اعتدنا على نظام معين، نتدرب في الأعياد ساعة وحيدة لكن في الأيام الطبيعية نتدرب لوقت طويل للغاية، الآن سأكره كثيرا إن لم تكن هناك كرة قدم لأسابيع".
كيف وجد جيرارد التدريب
تحول الأمر مع ستيفن جيرارد إلى تحد شخصي، لم يعد ذلك القائد التاريخي للحمر الذي يعتمد على اسمه وشهرته، ولا حتى نصائح يورجن كلوب، بل أصبح يعاني من الضغط الشديد ويقود الفريق على مستوى أخر.
يقول صاحب الـ37 عاما :"أشعر بذلك بكل تأكيد، لقد تقدمت في السن عامين في 6 أشهر فقط، نصيحة يورجن كلوب لي كانت أن أستمر في العمل لفترة، لأنني بحاجة لعدد من الأعوام التي أرتكب فيها الأخطاء، واختار فيها فريقي الخاص وتكتيكي الخاص وإيجاد فلسفتي التدريبية الخاصة وطريقة اللعب، والتعامل مع المشاكل الفردية".
وواصل "ثم الثناء على الأفراد لديك في الفريق ومساعدة الأخرين والشعور بالإحباط والانتكاسات وبعد تلك الأعوام سترسم صورة حقيقية لجيرارد المدرب".
لم يكن جيرارد يتصور أن الأمر سيحدث بهذه السرعة، في فترة قليلة فريقه تصدر ونافس ويواجه قوة أكاديميتي مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد.
تابع أسطورة الحمر :"في أخر 5 أشهر شعرت بكل ذلك، الانتصارات والانتكاسات وخبرة التعامل اليومي مع الطاقم التدريبي والتعايش مع كل ما يرم به المدرب، وعلى الرغم من أنه على صعيد الشباب، لكن بكل تأكيد سيحضرني للخطوة المقبلة".
مستقبل جيرارد
"لا يخيفني ذلك مطلقا، أعلم أنه سيكون هناك ضغط وانتباه وأراء وانتقادات وثناء أكثر أتفهم ذلك، بالنسبة لي من المهم تذوق كل شيء بعيدا عن أعين الكاميرات واختبار كل شيء قبل الدخول إلى الجنون في المستوى القادم".
يعمل جيرارد في أكاديمية ليفربول لمدة 6 أيام في الأسبوع، لكن ذلك أضاف له الكثير من الخبرة.
"اضطررت لتعليم لاعبي أخلاقيات العمل والحصول على ثقتهم، الساعات التي تعمل بها كلما كثرت كلما زادت المحصلة".
جيرارد اللاعب وجيرارد المدرب
"كلاعب كانت علاقتي بالمباراة تنتهي مع صافرة الحكم، لكن الأمر صعب للغاية كمدرب، هذا هو الفارق الرئيسي، الآن بعد كل مباراة أفكر ما الذي كان جيدا وما السيء ومن يحتاجني للعمل معه على مدار الأسبوع المقبل ومن أنا بحاجة للثناء عليه ومن بحاجة للحديث معه ومن كان مشاغبا في مدرسته؟ التعامل مع كافة الجوانب من الأمر وهو شيء مختلف كليا عني".
"لم أكن ملاكا في المدرسة لكن كان هناك فيل روسكو الذي كان يعلمنا الكثير من الأشياء وهو رائع، كنت سأخسر الكثير إن لم يكن روسكو بجانبي ويدعمني، الطاقم ساعدني كثيرا".
"هناك الكثير من الأشياء التي لم تكن موجودة حينما كنت لاعبا، أحترم المدربين والإداريين أكثر الآن لطالما احترمت من عملت معهم لكن لم أدرك حجم عملهم وطريقة سير أدوارهم حتى جربت الأمر بنفسي".
جيرارد يعلم جيدا ما ينتظر المدرب الذي كان لاعبا كبيرا يوما ما، خاصة وأن الأجيال الجديدة قد لا تخضع لنفس المعايير التي خضع لها حينما كان لاعبا، واتخذ قرارا منذ توليه المهمة بفصل شخصيته كقائد فاز بدوري أبطال أوروبا وأسطورة فريق عن شخصيته كمدرب صاعد.
"لا أتحدث أبدا عن أيامي كلاعب أو أجعل اللاعبين يشاهدون مقاطع فيديو لي وأنا ألعب".
"إن أردت أن أريهم شيئا تكتيكيا فسأفعل ذلك وسأستخدم فريق ليفربول الأول الحالي أو شخص أخر من الفريق الول الحالي، لا أعتقد أنه من الصواب أن أقول لهم انظروا كيف كنت أركض ولا تفهموني بصورة خاطئة إن كان فقط موقف حدث لي وهو واضح ولا يحتاج لشرح وسينتفعون منه سأحكيه لهم وأنفعهم لا أكثر من ذلك".
"مسيرتي كلاعب انتهت، الأمر حول ما سيحدث في الغد وليس ما حدث في الأمس".
كيف يتعامل مع لاعبيه
قاد جيرارد كذلك فريق ليفربول تحت 19 عاما في دوري أبطال أوروبا للشباب، وأثناء مباراتي سبارتاك موسكو خلال الموسم الجاري اضطر للتعامل مع لاعبين تعرضوا للعنصرية في روسيا وهما بوبي أديكاني وريان بيوستر.
"اختبرت ذلك في فترتي كلاعب كرة قدم، وكان عدد من زملائي يتعرضون لمضايقات".
"لكن حينما يصبح الأمر لاعبك وليس زميلك وأنت تقود الفريق كمدرب فهذا درس للتعلم منه واكتساب الخبرات، أهتم لهؤلاء الأولاد كثيرا، إنهم يلعبون لفريقي وأحتاج لأظهر لهم الدعم وسأفعل ذلك".
ليفربول اعتلى صدارة ترتيب الدوري بعد الفوز بنتيجة 2-1 ضد ولفرهامبتون.
"ارتكبت خطأ في تلك المباراة كان سيكلفنا النقاط، ما هو؟ لا يمكنني إخبارك، أحد الأسباب التي جعلتني أقبل بتلك الوظيفة كانت هي أنني بإمكاني ارتكاب الأخطاء دون أن يتم الحكم علي في كل صحيفة أو موقع تواصل اجتماعي".
وقاد جيرارد فريق تحت 19 عاما إلى تصدر مجموعته بدوري أبطال أوروبا بعد حصده لـ5 انتصارات في 6 مباريات وتأهل إلى دور الـ16 كمتصدر مجموعته بفارق 7 نقاط عن سبارتاك موسكو صاحب المركز الثاني.
يواصل نجم ليفربول السابق :"لست واحدا من هؤلاء الأشخاص الذين يقولون إنهم يعملون في الأكاديمية للتطوير والنتائج لا تهم، يجب أن تعلم اللاعبين فلسفة الفوز، يجب أن تفوز لكي تخلق السلوك والعقلية حول النادي".
"لا يمكنك أن تقول للاعبين في عمر الـ18 عاما إن الأمر كله منوط بالفوز، لكن من عمر 7 إلى 17 عاما يجب أن تقول لهم إن الفوز هو كل ما يهم، إن سألتني عما إذا كنت أرغب في الفوز بالدوري أو أدفع بلاعبين للفريق الأول سأقول لك تصعيد اللاعبين، لكنني أريد الاثنين معا".
لماذا يفشل الشباب في الدوري الإنجليزي الممتاز؟
"الأندية الأكثر ثراء بإمكانها شراء اللاعبين بأموال طائلة، منذ 10 أو 15 عاما مضت كان بإمكانك المشاركة مع فريقك إن كنت لاعبا جيدا، الآن يجب أن تكون أسطوريا لكي تستمر مع فريقك".
"انظر للاعبين مثل بيروستر وفيل فودين لاعب مانشستر سيتي ودومينيك سولانكي لاعب الفريق الأول، جميعهم جيدين وبإمكانهم الوصول للمستوى التالي، لذا متى يحصلون على فرصتهم؟ المعايير مرتفعة جدا في الدوري هنا عما كان عليه الحال في الماضي".
الخطوة القادمة
يورجن كلوب عمل مع جيرارد لتطوير عقليته كمدرب، والأخير أصبح يستخدم طريقة 3-4-3 وأكثر من طريقة أخرى لتطوير فلسفته التدريبية.
ماذا عن الخطوة المقبلة هل ينضم إلى الفريق الأول أم يدرب ناديا أخر بعيدا عن ليفربول؟
يقول جيرارد :"لا لن أجلس في مكاني وسأقول إنني قمت بعمل جيد في 5 أشهر لذا سأذهب للبحث عن عمل على مستوى أكبر".
وواصل "بعد 6 أشهر أو عام أو عامين قد أحصل على فرصة، فقط حينما أشعر أنني مستعد أكثر مما أنا عليه، وظيفة إم كي دونز التدريبية على سبيل المثال والتي ظهرت بعد إنهاء مسيرتي التدريبية، كانت مثل صفعة على الوجه، لم أكن مستعدا لقيادة نادي مثله، هل أنا قريب من ذلك الآن؟ نعم بالطبع لكنني سعيد بوضعي الحالي".
"قد أحصل على وظيفة مدرب للفريق الأول وتتم إقالتي بعد 4 أو 5 مباريات، قد ينهي ذلك على مسيرتي التدريبية للأبد".
"قد أحصل على وظيفتي الأولى وأفوز بالدوري وقد يساندني ذلك للـ10 أو الـ20 عاما المقبلة، لا يمكنني توقع المستقبل، كل ما يمكنني فعله لنفسي هو أن أستعد قدر الإمكان لما هو قادم".
"بعد أعوام قد أحصل على 3 فرص وقد لا يكونوا مع ليفربول لا يمكنني البقاء هنا وقول إنني أرغب في العمل من أجل ليفربول، فقط في عالم مثالي يعرف الناس ما أريده، لكن حاليا الأمر لا يستحق التفكير".
مباراة جيرارد المقبلة ستكون ضد بلاكبيرن روفرز في الدوري.