كتب : إسلام مجدي
اعتدنا أن نرى في الكريسماس ذلك العجوز الخارق الذي يرتدي الأحمر ويذهب إلى العائلات ليحقق لهم الأمنيات ويمنحهم الهدايا في كل عيد. وإن ذكر "الكريسماس" فأول ما سيدور في بالك هو سانتا كلوز.
في فنلندا يوجد فريق باسم إف سي سانتا كلوز، مشهور بالاحتفالات والمرح والملعب الثلجي وعدد من الأشياء الأخرى، لكنه لم يصل مطلقا إلى دوري الدرجة الأولى.
تأسس النادي عام 1993، بعد دمج فريقي روفانيمين ريباس وروفانيمين لابي.
روفانيمين ريباس "روري" كما يشتهر في فنلندا هو الطرف الأنجح ولعب في دوري الدرجة الثانية في 12 موسما، وفي دوري الدرجة الثالثة 3 مرات. أما الطرف الأخر روفانيمين لابي "رولا" فلعب موسمين في الدرجة الثالثة.
تم دمج النادي حسبما أوضحت التقارير ليشارك في دوري الدرجة الثانية، وقضى 8 أعوام في تلك الدرجة حتى هبط إلى الدرجة الثالثة، ولم يفز طوال تاريخه سوى بقلب وحيدة هي بطولة "كأس شمس منتصف الليل" في عام 1994.
قال تارهو إلين أحد مؤسسي النادي في وقت سابق :"حينما كنا ننشئه كنت أقول إننا يجب أن نسميه سانتا كلوز".
وأضاف "الجميع فكر في الأمر لمدة قليلة ووافقنا، أردناه أن يكون شيئا للمستقبل يحقق الأمنيات".
لكن ذلك لم يحدث سانتا كلوز يحقق الأمنيات لكنه لم يحقق أمنية نفسه بأن يكون أحد الكبار بل ظل عالقا بين الدرجة الثالثة والرابعة. على غرار المثل المصري "باب النجار مخلع".
وصفت صحيفة "تيليجراف" وضع النادي قائلة :"لم يكن يوما جادا في أمره، حتى في 2010 حينما كاد على وشك التأهل إلى الدرجة الأولى خسر أمام إتش آي إف كيه.
إلين لعب دورا رائعا في نمو النادي اقتصاديا، وتم بناء فندق باسمه، وكل ركن في المدينة سيذكر بالكريسماس حتى في الصيف، ونمت السياحة في مدينة روفانايمي بسبب النادي.
لكن في عام 2012 وبسبب الفشل في التأهل أفلس النادي، وقررت الإدارة ضم لاعبين محليين من المدينة فقط لتوفير النفقات، وساعدوا النادي على العودة مرة أخرى للطريق الصحيح.
وسريعا توصلت شركات "إي إيه سبورتس" المنتجة للعبة فيفا و"بوما" المصنعة للملابس الرياضية لاتفاق لمدة عام للشراكة لكن لم يتم ضمهم إلى اللعبة بعد.
في موسم 2016 قضى فريق سانتا كلوز موسمه في الدرجة الثالثة ورحل عن صفوفه عدد من اللاعبين أصحاب الخبرات، ولم يحصد سوى 8 نقاط من 22 مباراة واستقبل 102 هدف. والهبوط كان حتميا خاصة وأنهم أنهوا الموسم على بعد 19 نقطة من مناطق الأمان في الدوري وخسر أخر 13 مباراة له في الموسم.
صرح تومي كوسكي عن الأمر قائلا :"بصدق؟ لم أكن أعد الأهداف لكنها كانت كثيرة جدا".
يعد كوسكي هو قائد الفريق وأكبرهم سنا إذ أنه في الـ26 من عمره. وأضاف :"لا أعلم ماذا حدث لكننا فريق صغير السن، ربما كان هذا السبب في هذه الخسائر، وطالما أننا خسرنا 3 أو 4 مباريات على التوالي فمن الصعب أن نركز".
أكبر خسائرهم المذلة خلال ذلك الموسم كانت بنتيجة 16-0 من كاجاني. وهناك أيضا خسارة بنتيجة 9-0 من فريق هيركوليس الذي يدربه النجم النيجيري دانييل أموكاتشي.
ساكو ذو الـ18 عاما تحدث عقب الخسارة المذلة قائلا :"إنه أمر سيء جدا، لعبت في تلك المباراة والناس سألوني هل خسرتم فعلا بنتيجة 16-0؟".
وواصل "لكننا كانت لدينا عدد كبير من الإصابات ولم نمتلك ما يكفي من لاعبين لائقين بدنيا للمشاركة".
فيما تحدث كوسكي عن الغيابات قائلا :"كانت هناك أعذار غريبة، الجميع علم أننا سيخسر لذا لم يحضروا فقط إلى اللقاء".
وأتبع "اضطررنا لإشراك 3 حراس مرمى داخل الملعب واثنين منهما لعب في الهجوم وحاولوا أفضل ما لديهم".
وأكمل "كان الوضع محرجا، صمدنا لأول 7 دقائق، بعد ذلك قلت لنفسي ها هي تبدأ، دخل الهدف الأول وضربوا العارضة أكثر من مرة ثم سجلوا كثيرا، من كل تسديدة سددوها على المرمى تقريبا".
يمتلك فريق سانتا كلوز 5 حراس مرمى، في تلك المباراة ميكو رانتالا والذي كان في عمله مسؤولا عن الحسابات في ملهى يدعى "فيل فيجاس".
واسترسل كوسكي:"عليك أن تسمع النكات الكثيرة التي يطلقها علينا خصومنا، أصبحت الخصوم تشعر أنه من المحرج أن تخسر ضدنا".
وأضاف: "في الشتاء الماضي كنت أقف في ملعبنا هناك متر من الثلج فيه، وملعبنا في الغابات والمنطقة شديدة البرودة وأرتدي زيي الكامل كـ سانتا كلوز، وكنت أفكر، لماذا أقف هنا؟ أنا لاعب كرة ما الذي أفعله؟ لكن بقية الأندية الأخرى لا تحظى بنفس المرح الذي نحظى به".
نمت سمعة النادي سريعا، وقررت شركة "بي وين سبورتس" الصينية أن ترعى النادي وأصبح يخوض مباريات خيرية في الصين، وخاض مواجهة في الكريسماس الماضي في مدينة بيكين ولعب ضد مجموعة من مشاهير الصين أمام 60 ألف مشجع.
كتبت مجلة "فور فور تو" عن النادي قائلة "من الصعب ألا تضحك حينما تشاهد أو تقضي الوقت في هذا النادي الغريب، كل شيء سيذكرك بسانتا لكن بطريقة كوميدية".
وواصلت "لم يقل النادي يوما إنه الأفضل في العالم، والنتائج تقول إنه لن يصبح كذلك يوما، لكنك لن تجد فريقا أخر في العالم مثله، قد يحقق سانتا الأمنيات، لكنه لم يحقق قط أمنية فريقه".