كتب : محمد سمير
كعادة أي بطل عالمي لم يكن أبدا الطريق مفروشا بالورود بالنسبة لرنيم الوليلي قبل تحقيق الإنجازات، لكن دائما ما تواجه صعوبات وكان لرنيم نصيبا في ذلك إذ كانت قاب قوسين أو أدنى من اعتزال اللعبة نهائيا منذ 9 سنوات.
رنيم الوليلي ابنة الإسكندرية والتي ستصل إلى عامها الـ29 بعد أيام قليلة توجت الإسبوع الماضي بلقب بطولة العالم لرياضة الإسكواش للمرة الأولى في تاريخها والثالثة في تاريخ مصر في إنجاز كبير للاعبة المصرية.
كانت رنيم الوليلي أول "لاعبة" مصرية تصل إلى قمة التصنيف العالمي لأي رياضة بعد تربعها على صدارة التصنيف العالمي لسيدات الاسكواش في سبتمبر 2015 لمدة أربعة أشهر.
رنيم تغلبت على المصاعب ووصلت إلى نهائي بطولة العالم مرتين من قبل في أخر ثلاث سنوات لكنها خسرت في المناسبتين اللقب قبل أن تتوج به أخيرا في نسخة 2017 والتي أقيمت بمدينة مانشستر الإنجليزية.
تحدث FilGoal.com مع بطلة العالم للاسكواش والتي سردت مشوارها منذ البداية حتى التتويج التاريخي بالنسبة لها.
- في البداية كيف تغلبتي على الإخفاق في نهائيين ببطولة عالم وتحقيق اللقب أخيرا في المرة الثالثة؟
في الحقيقة كان للعامل النفسي دورا في ذلك فلأول مرة أخوض منافسات بطولة العالم كأي بطولة تقام في الموسم وهو ما أزال الضغط العصبي من على عاتقي عكس نهائي بطولة العالم التي أقيمت في الجونة إذ كنت أفكر كثيرا في أول نهائي شاركت به وخسرت اللقب وهل سأنجح في التتويج أم أخفق مرة أخرى فكانت النتيجة الطبيعية هي الخسارة.
- كيف حفزتي نفسك قبل البطولة لحصد اللقب؟
تحدثت مع نفسي قبل انطلاق البطولة للحصول على هدوء أكبر، لم أيأس أو أشعر بالفشل من عدم تحقيق بطولة عالم من قبل فأخبرت نفسي أن هناك الكثير من الأبطال حققوا عددا كبيرا من الإنجازات وفي النهاية لم يحصدوا لقب بطولة العالم لذلك لن تكون نهاية المطاف بالتأكيد أرغب في التتويج لكن إن لم يحدث سأكتفي وقتها بالإنجازات الأخرى.
- مبارياتك أمام نور الشربيني دائما ما تكون صعبة كيف رأيتي سير المباراة؟
دائما ما تكون المباراة النهائية صعبة ومبارياتي أمام نور بالأخص تكون متكافئة، لن أنكر اندهاشي من الخسارة في الشوط الأول سريعا بنتيجة 11-3 وتفاجأت من ثقتها الكبيرة لكن قررت مراجعة نفسي بين الأشواط من أجل أن تكون النقطة أطول من ذلك واستطيع العودة مرة أخرى في المباراة وهو ما نجحت فيه في النهاية الحمد لله وفزت بثلاثة أشواط متتالية.
قبل المباراة النهائية الأخيرة بين رنيم الوليلي ونور الشربيني تواجهت اللاعبتان من قبل 14 مرة فازت كل منهما في 7 مباريات.
- كان يفصلك نقطة واحدة عن التتويج بلقب 2014 لكن نجحت نيكول دافيد وقتها في حصد اللقب هل فكرتي في ذلك بنقطة المباراة أمام نور؟
هذه المرة لم أفكر في ذلك تحديدا وعندما خسرت أول فرصة لتحقيق اللقب قررت التركيز على إطالة زمن النقطة واللعب بطريقة آمنة ونجحت في ذلك إذ جاء الخطأ من كرة لنور.
- بعيدا عن التتويج بلقب بطولة العالم لماذا فضلتي الاسكواش منذ البداية؟
تعود البداية منذ كان عمري 6 سنوات كنت أذهب مع والدتي لمشاهدة شقيقي الأكبر تميم وهو يتدرب على رياضة الإسكواش، كنت طفلة صغيرة واعتدت على الجلوس خلف زجاج الملعب حتى دعاني المدرب أحمد عبد الله لدخول الملعب ومن أول مرة نجحت في ضرب الكرة بالمضرب وهو أمر ليس سهلا على من يفعله للمرة الأولى فطلب وقتها من والدتي السماح له بتدريبي متوقعا أن يكون لي مستقبل جيد خاصة وأن الموهبة متوفرة من وجهة نظره.
- هل توقعتي تحقيق الإنجازات على المستوى المحلي بعد انطلاقتك لممارسة اللعبة؟
لم أفكر في ذلك الأمر وقتها بدأت فقط الإنضمام للبطولات المحلية ومع الوقت شعرت بشعور رائع بسبب سفري مع والدتي وشقيقي لخوض المنافسات والحصول على مراكز متقدمة كل ذلك كان يحفزني كثيرا، وكانت فترتي في مرحلة الناشئين رائعة بالنسبة لي توجت وقتها بعدد من البطولات لكن الأبرز بالتأكيد كان الحصول على لقب بطولة العالم مرتين عامي 2005 و2007 خاصة مع اكتشافي لاختلاف في المعاملة معي بعد التتويج ببطولة العالم للناشئات.
- أي اختلاف؟
كان جميع من معي في المدرسة وقتها يشعر وأني أقوم بشئ بلا فائدة لكن بعد حصولي على لقب بطولة العالم للناشئات 2005 قدّر المدرسون وزملائي ما أفعله بل وقاموا بتقديم الدعم المتواصل لي خاصة مع ارتباطي بالسفر لخوض المنافسات واضطراري للغياب عن المدرسة.
- إذا هل تعرضتي لصعوبات بمشوارك قبل التتويج باللقب هذا العام للمرة الأولى في تاريخك؟
بالتأكيد تعرضت للكثير من الصعوبات وبدأت بالتحديد في عام 2007 عندما تحولت إلى مرحلة الكبار وإنهاء مرحلة الناشئين، تغيرت الحياة كثيرا بالنسبة لي وبدأت الصعوبة بالانتقال إلى القاهرة لنادي هيليوبليس والسفر دون والدتي التي كانت تدعمني دائما. أصابني ذلك بنوع من اليأس إذ تعودت على عدم تحقيق البطولات والخسارة في المباريات وفكرت جديا في الاعتزال عام 2008 قبل أن أعود من جديد للمشاركة بلا جديد في النتائج.
شعرت بإحباط كبير، لم أصدق وقتها أن أصل لقمة التصنيف أو التتويج ببطولة العالم بالرغم أن ذلك هدفي وحلمي الدائم لكن كيف سأصل لذلك وقد اعتدت على الهزيمة وعدم التتويج بالبطولات.
- وكيف تغلبتي على ذلك؟
استمريت على ذلك حتى عام 2011 تقريبا حتى توجت بلقب بطولة كارول ويمولر وقتها فلن أنسى أبدا عندما كنت أقوم بالاتصال بعائلتي عقب كل مباراة أفوز بها وأشعر من صوتهم الاندهاش بقدرتي على تحقيق ذلك ربما كانوا قد فقدوا الأمل في تحقيق الإنجازات على مستوى الكبار بعد مرحلة من الإحباط واليأس وفي الحقيقة كان لديهم حق فأنا بصفة شخصية لم أصدق ذلك.
بعد تلك البطولة بالتحديد دخلت أجواء البطولات الكبرى ومن هنا بدأت مسيرتي الحقيقية حتى وصلت إلى قمة التصنيف العالمي اليوم الذي طالما حلمت به لم أصدق ذلك في البداية حتى رأيت ذلك بنفسي في تصنيف شهر سبتمبر 2015.
كنت أحلم أيضا بالفوز ببطولة العالم وصلت إلى النهائي مرتين لكن لم يحالفني الحظ لكن الهدوء النفسي هذه المرة منحني التتويج أخيرا فلم أيأس أبدا في تحقيق ذلك اللقب بالرغم من الإخفاق مرتين.
- هل يؤثر الزواج بالسلب على البطلة الرياضية؟
ربما في حالات أخرى لكن رزقني الله بزوجي طارق مؤمن بطل اسكواش هو الأخر ومن أهم أسباب نجاحي الفترة الأخيرة منذ زواجنا في 2014 فهو يعلم جيدا المطلوب من لاعب الاسكواش لذلك هو أكبر داعم لي بل على العكس يعطيني دائما نصائح من أجل تطوير مستواي واستمرار النجاح.
- بعد التتويج بلقب البطولة حققتك حلمك الثاني من أصل ثلاثة هل فكرتي مثلا في إنهاء مشوارك؟
لا مطلقا مازالت أمامي طموحات أخرى أريد تحقيقها في فترة ممارستي للعبة، لم أفز بعدد من البطولات الكبرى مثل بريطانيا المفتوحة وأمريكا المفتوحة وهونج كونج سأسعى لتحقيق ذلك الفترة المقبلة أما عن أحلامي فكانت بالتأكيد الوصول على قمة التصنيف العالمي وتحقيق لقب بطولة العالم وهو ما وفقت في تحقيقهما والحلم الثالث كان أن أكون لاعبة أولمبية لكن قرار اللجنة الدولية الأولمبية بعدم إدراج الاسكواش في طوكيو 2020 حال دون ذلك.
- هناك محاولات جديدة لضم اللعبة في أولمبياد 2024 بباريس هل من الممكن أن تستمري لذلك التوقيت أو تعودي من الاعتزال لتحقيق ذلك الحلم؟
كل فرد له وقته وكل فرد له زمنه، 2024 ستكون بعد أكثر من 6 سنوات أتمنى أن أكون قد أنهيت مسيرتي قبل ذلك التاريخ ووقتها سيكون ظلما للأجيال المقبلة أن أخوض منافسات الأولمبياد على حساب أحد اللاعبات لذلك لا أتوقع ذلك بكل صراحة.
- مستقبلا هل تكون رنيم الوليلي مدربة إسكواش أم تخوض تحد جديد بعيدا عن اللعبة؟
شخصيا لا أرى نفسي في تدريب الإسكواش وفي نفس التوقيت لا أرى نفسي بعيدا عن اللعبة لذلك لا أعرف تحديدا ما هو مصير مستقبلي لكن أتمنى أن يوفقني الله فيما سأقرر خوضه بعد إنهاء مسيرتي كلاعبة.
- أخيرا ما هو مشوار رنيم الوليلي بعد نهاية النصف الأول من الموسم؟
لدينا عدد من البطولات الدولية الكبرى قبل نهاية الموسم في يونيو المقبل والبداية ستكون مع بطولة السعودية الدولية للسيدات واحدة من البطولات الكبرى من حيث النقاط والمقامة للمرة الأولى في الرياض وسأغادر القاهرة يوم 6 يناير المقبل إن شاء الله إذ تقام البطولة في الفترة من 7 إلى 12 يناير المقبل.