كتب : نادر عيد
بإمكان زين الدين زيدان التركيز على دوري أبطال أوروبا الآن، أما الدوري فعليه أن يقبله قبلة الوداع بعد السقوط المدوي اليوم السبت لريال مدريد أمام برشلونة 3-صفر.
هزيمة كالصاعقة على رأس ريال مدريد الذي كان في أمس الحاجة للفوز من أجل تقليص الفارق في صراع الليجا لكن رجال إرنستو فالفيردي كانوا بالمرصاد.
تسيد الملكي الشوط الأول على ملعبه لكنه لم يستطع النيل من شباك برشلونة، فرد الأخير بقوة في الشوط الثاني وحسم المواجهة لصالحه.
انتهى كلاسيكو الجولة 17 بثلاثية كاتالونية مستحقة تعكس أفضلية برشلونة للفوز بالدوري هذا الموسم.
زحام في وسط الملعب
فضل زين الدين زيدان الدفع بماتيو كوفاسيتش بدلا من إسكو من أجل سيطرة أكثر على وسط الملعب لمواجهة رباعي برشلونة.
وفي المقابل، شارك المخضرم أندريس إنييستا منذ البداية كما كان متوقعا ليعوض المصاب باكو ألكاسير.
فأصبح إنييستا مع إيفان راكيتيتش وسيرخيو بوسكيتس وباولينيو في مواجهة رباعي ريال مدريد لوكا مودريتش وكوفاسيتش وكاسيميرو وتوني كروس.
صراع مثير في وسط الميدان.
وبدأ ريال مدريد مهاجما منذ إطلاق الحكم لصافرة انطلاق الشوط الأول وحصل على ركلة ركنية سجل منها كريستيانو رونالدو هدفا لكن تم إلغائه بسبب التسلل في الدقيقة الثالثة.
لعب كروس كرة عرضية تابعها رافاييل فاران برأسه ليتابعها رونالدو داخل الشباك لكنه كان متسللا.
بداية شرسة من بطل أوروبا وإسبانيا.
استمرت سيطرة الملكي وشن الهجمات من الجبهة اليسرى. انطلق كروس بشكل رائع في الدقيقة العاشرة ولعب كرة عرضية أرضية حاول رونالدو متابعتها لكن الكرة مرت من بين قدميه رغم وقوفه وحيدا ليتدخل جوردي ألبا ويبعدها إلى ركلة ركنية.
سيطرة الميرنجي على وسط الملعب كانت كاملة، تفوق على ضيفه في الالتحامات الثنائية واستطاع تناقل الكرة في وسط ملعب برشلونة.
وانطلق مودريتش باتجاه مرمى أندريه تير شتيجن ليقابله توماس فيرمايلين بعرقلة حصل على إثرها على البطاقة الصفراء الأولى في المباراة.
وسط ملعب متمكن منذ البداية لريال مدريد، يركض أكثر ويبذل مجهودا كبيرا.
الضغط الواقع على ريال مدريد قبل اللقاء لابتعاد برشلونة في صدارة الليجا بفارق 11 نقطة انعكس على توتر لاعبي الفريق، اعتراضهم كان مستمرا على أي قرار للحكم لصالح الضيوف.
هدأ الإيقاع نوعا ما وتراجع لاعبو ريال مدريد إلى وسط ملعبهم بعد ضغط عال قوي منذ البداية كلفهم الكثير من الطاقة.
وفي الدقيقة 30 كشر برشلونة عن أنيابه عن طريق الساحر ليونيل ميسي الذي لعب كرة طولية بينية لباولينيو الذي ركض خلف مدافعي ريال مدريد وسدد الكرة لكن أبعدها الحارس كيلور نافاس إلى ركلة ركنية.
دور صانع الألعاب الذي تقمصه كوفاسيتش، حاول تقليده باولينيو.
رد "الدون" جاء سريعا، تلقى الكرة في الجبهة اليسرى إثر هجمة مرتدة للملكي ودخل منطقة جزاء برشلونة ثم سدد لكن تير شتيجن تصدى للكرة وأبعدها إلى ركنية.
5 تسديدات لريال مدريد على المرمى مقابل واحدة لبرشلونة بعد مرور نصف ساعة، أفضلية لبطل العالم!
طوفان
أصبح اللقاء متوازنا مع الدقائق الأخيرة من الشوط الأول المثير، فرصة خطيرة لبرشلونة شهدتها الدقيقة 39 بعد كرة عرضية من ميسي تابعها باولينيو برأسه لكن نافاس أبعدها إلى ركنية.
وصار الإيقاع جنونيا، هجمة هنا وهجمة هناك. كريم بنزيمة كاد أن يتقدم لريال مدريد بعد كرة عرضية رائعة من مارسيلو تابعها الفرنسي برأسه لترتطم الكرة بالقائم الأيسر وتخرج إلى ركلة مرمى!
ريال مدريد لا يزال أخطر.
وانتهى الشوط الأول الرائع بتسديدة ميسي من ركلة حرة اصطدمت بالحائط البشري لريال مدريد. صفر-صفر.
لم يبح اللقاء بكامل أسراره بعد.
الشوط الثاني
انطلق الجزء الثاني من حكاية كلاسيكو السبت بسيطرة كاتالونية وتراجع ميرنجي، استحوذ رفاق إنييستا على الكرة في وسط الملعب لكن إيقاع نقل الكرة للأمام لم يكن بسرعة هجوم ريال مدريد.
وانطلق جوردي ألبا في الجهة اليسرى ولعب كرة عرضية أرضية للويس سواريز داخل منطقة جزاء ريال مدريد الذي سدد كرة ضعيفة أمسكها بسهولة نافاس في الدقيقة 53.
لكن الأوروجواياني عوض سريعا.
التراجع البدني كان واضحا ومتوقعا لريال مدريد في الشوط الثاني، بعد دقيقة واحدة انطلق راكيتيتش في هجمة مرتدة ولم يضغط عليه كوفاسيتش الذي فضل الاقتراب من ميسي ليفتح الطريق للكرواتي الذي مرر لسيرخي روبيرتو ومنه إلى سواريز الذي هز الشباك.
جووووول برشلونة.
استمرت السيطرة الكاتالونية، وانطلق ميسي في نصف ملعب اختفى فيه لاعبو ريال مدريد ومرر لسواريز داخل منطقة الجزاء الذي سدد في الشباك الجانبية في الدقيقة 58.
وتدخل سيرخيو راموس على سواريز بيده لينال البطاقة الصفراء في الدقيقة 59 في لقطة تظهر توتر لاعبي الميرنجي.
حكم أخر لربما أشهر البطاقة الحمراء لو كانت النتيجة مختلفة والميدان غير الميدان.
جنون
بلغت الإثارة ذروتها في لقطة جنونية في الدقيقة 63، انفرد سواريز بالمرمى فسدد ليتصدى نافاس، ارتدت الكرة إلى ميسي ليمرر إلى الأول مرة أخرى الذي سدد مجددا لكن القائم منعه من التسجيل، ارتدت الكرة لباولينيو الذي ضرب الكرة برأسه ليبعدها داني كارباخال بيده!
أشهر الحكم البطاقة الحمراء مباشرة في وجه الأخير واحتسب ركلة جزاء تقدم لها ميسي وسجلها بنجاح.
2-صفر لبرشلونة في الدقيقة 64. هيمنة كاملة للبلاوجرانا وأصبحت الثلاث نقاط مضمونة.
لم يجد زيدان حلا لعلاج النقص العددي سوى إخراج بنزيمة ودخول ناتشو فيرنانديز في الدقيقة 66.
ثم دفع بتغييرين دفعة واحدة، جاريث بيل وماركو أسينسيو بدلا من كوفاسيتش وكاسيميرو في الدقيقة 72.
لا يتمنى أحد مكان زيدان الآن، يلعب منقوصا، ومتأخر أمام برشلونة ووسط جماهير الملكي!
تغيير برشلونة الأول أجراه إرنستو فالفيردي في الدقيقة 77 فأخرج إنييستا ودفع بالظهير الأيمن نيلسون سيميدو.
لاعب سريع في الجهة اليمنى من أجل التصدي لأسينسيو.
وكاد ريال مدريد أن يعود للقاء في الدقيقة 78 بعد تسديدة رائعة من بيل الذي تلقى عرضية مودريتش لكن المتألق تير شتيجن أمسك بالكرة.
ريال مدريد لم يستسلم.
قتال
حاول برشلونة قتل اللقاء من خلال سيميدو الذي انفرد من الجهة اليمنى لكن تسديدته مرت جانبية في الدقيقة 80.
رغم النقص العددي قاتل ريال مدريد للنهاية، سدد راموس كرة من زاوية مستحيلة تألق في إبعاها مرة أخرى تير شتيجن وسط اعتراض من لاعبي الميرنجي مطالبين الحكم باحتساب ركلة جزاء بعدما لمست الكرة يد راكيتيتش داخل منطقة الجزاء.
محاولات الملكي ذهبت هبائا وفي المقابل، ضرب برشلونة الضربة القاضية في الدقيقة الأخيرة (93).
إبداع مستمر من ميسي الذي مر من مارسيلو ولعب كرة عرضية قابلها أليكس فيدال، الذي دخل منذ ثواني بدلا من سيرخي روبيرتو، داخل الشباك.
انتهت المواجهة، انتصار ثلاثي لبرشلونة.
سقوط قاس لريال مدريد على ملعبه، لقب الليجا أصبح في مهب الريح.
ورفع برشلونة رصيده إلى 45 نقطة في صدارة الدوري ليبتعد بـ14 نقطة عن ريال مدريد رابع الترتيب. الأخير له لقاء مؤجل ضد إيبار.
أصبح اللقب أقرب لبرشلونة من أي وقت مضى والدور الأول لم ينته بعد!
وحافظ برشلونة على فارق الـ9 نقاط مع أتليتكو مدريد ثاني الترتيب حاليا.
لم يعد أمام ريال مدريد سوى دوري أبطال أوروبا من أجل إنقاذ الموسم، حتى وإن حقق السوبر الإسباني والأوروبي ومونديال الأندية مؤخرا.
تنتظره مواجهة صعبة في دوري الأبطال أمام باريس سان جيرمان، الأمر نفسه لبرشلونة الذي سيلعب ضد تشيلسي.
أما الدوري الإسباني، فربما انتهى مبكرا هذا الموسم.