هل يوجد ما هو اسوأ من الاصطفاف في طابور تكريمي لتحية غريمك التقليدي والأذلي الذي حسم الدوري مبكرا؟

نعم.. أن تكتمل الليلة ويذلك غريمك بهزيمة كبيرة، فهو قمة الكوابيس وأكثرها رعبا.

لم يكن كابوسا، فليلة الثامن من مايو من عام 2008 كانت ليلة للنسيان لجماهير البلاوجرانا.

قبل أسابيع قليلة من المواجهة، ازدادت التكهنات حول إمكانية حسم النادي الأبيض للقب في الجولة 35 قبل أن يلتقي برشلونة في الكلاسيكو في الجولة 36، وكان ذلك السيناريو الأكثر رعبا لجماهير برشلونة في موسم للنسيان تحت قيادة الهولندي فرانك ريكارد، ولكنه حدث.

على ملعب "سنتياجو برنابيو"، حيث اعتاد ريال مدريد أن يتخذه معقلا له، كانت مواجهة الكلاسيكو الأخيرة لفرانك ريكارد، وقبل الأخيرة للألماني بيرنارد شوستر الذي رحل عن تدريب ريال مدريد في منتصف الموسم التالي.

اصطف لاعبو برشلونة على جانبي مدخل ملعب المباراة لتحية البطل ريال مدريد، في تجربة وصفها رموز برشلونة التاريخيين تشافي هيرنانديز وكارلس بويول بأنها اللحظات الأكثر إهانة في مسيرتهم الكروية.

الـ "Pasillo"، وهي الكلمة المرادفة للطابور التكريمي في اللغة الإسباني، كانت تمثل كل شئ في مدريد، ربما أكثر من المباراة نفسها أو نتيجتها النهائية، فقد تم حسم لقب الدوري بالفعل.

فنانون اصطفوا في عروض مسرحية، وبعض الجماهير فعلت الشئ ذاته عند مداخل محطات المترو في العاصمة الإسبانية، مرتديين قمصان نادي برشلونة في محاكاة لما سيحدث في "سنتياجو برنابيو" قبل أن يتم حقا بساعات.

تحدثوا أيضا عن بعض الجماهير التي حضرت للملعب فقط لرؤية تلك اللحظة، مثل أم وابنها قد حضروا لمدرجات "سنتياجو برنابيو" لمشاهدة الاصطفافمن لاعبي برشلونة قبل بداية المباراة قبل أن يغادرا لأن الابن يتوجب عليه الذهاب للمدرسة صباحا.

الأمر كان داعيا للخجل أيضا في الجبهة الأخرى. تحدثوا عن بعض الصحف المحلية في كتالونيا التي وضعت جدول برامج القنوات المحلية وحددت موعد مواجهة الكلاسيكو في الساعة 10:05 مساء، أي بعد موعد الانطلاق الحقيقي للمباراة بـ5 دقائق، حتى لا تشاهد الجماهير تلك اللحظات المخجلة.

مرت كل تلك اللحظات وانطلقت المباراة.

توجب على برشلونة أن يحافظ على بعض من كرامته في هذه الليلة، ولكن رجال شوستر لم يسمحوا لذلك أن يحدث وأرادوا أن تكتمل الليلة بأقصى إهانة ممكنة للغريم.

كانت ليلة عصيبة على لاعبي برشلونة التائهين. الشاب ليونيل ميسي حاول فعل أقصى ما يمكنه حينها ولكن دون جدوى، مع غياب تام للاعبي وسط الملعب عن أداء أدوارهم، والأمر كان مأساويا في خط الدفاع.

تلاعب مامادو ديارا في هذه الليلة بخط وسط برشلونة كما شاء، وسجل راؤول جونزاليس وآريين روبن لريال مدريد في أول 20 دقيقة من المباراة.

كان مأساويا لجماهير برشلونة كذلك أن يشاهدوا جونزالو هيجوايين ورود فان نيستلروي يسجلان للغريم مع أول لمسة لكل منهما بعدما حلا كبديلين خلال المواجهة، ولم يكن هدف تيري هنري كافيا لحفظ ماء الوجهة لبرشلونة في تلك الليلة التي تستحق أن تمحى من ذاكرة الكتلان.

"لقد عانينا!" هكذا فقط كان تعقيب الهولندي فرانك ريكارد والذي رحل على كل حال مع نهاية الموسم، ليخلفه بيب جوارديولا الذي حقق أشياء عظيمة في تاريخ برشلونة الحديث.

بينما كانت ردة فعل حارس مرمى الفريق فيكتور فالديز: "لقد كانوا أفضل منا في كل شئ".

الأمر كان مأساويا للجميع في كتالونيا، حتى أن صحيفة "الموندو ديبورتيفو" المحلية اكتست صفحتها الرئيسية بالسواد معنونة إياها: "نهاية تراجيدية: لقد لوثت شرف قميص برشلونة".

انتهت الليلة على كل حال، وتجددت احتفالات الملكي، وما كانت إلا مسألة وقت قبل أن يسيطر برشلونة على كل شئ في إسبانيا لمواسم متتالية في ظل تخبطات متتالية في جبهة مدريد.

ولكن تظل ليلة 8 مايو بكل أحداثها سواء ما قبل المباراة أو ما حدث خلال المباراة من العلامات البارزة في تاريخ مواجهات الكلاسيكو.

اقرأ أيضا

في الكلاسيكو – مؤتمر زيدان: رونالدو جاهز بنسبة 100%.. ولا أهتم بالممر الشرفي

في الكلاسيكو – مؤتمر فالفيردي: علينا الانتصار لأن أتليتكو يطاردنا.. وهذه ميزة مدريد

خبر في الجول – اجتماع هام بين الخطيب والبدري لحسم الصفقات الجديدة.. ومصير متعب

مران الأهلي - مشاركة وربيعة وأزارو في التدريبات الجماعية.. غياب أجاي وسعد يبدأ الركض

محارب أفضل بديل والشناوي حارس الأسبوع في أبرز ظواهر وأرقام الجولة الـ14 من الدوري المصري

رسميا – الأهلي يعلن تشكيل لجنة الكرة بتواجد زيزو وعبد الصادق

سموحة لـ في الجول: تعاقدنا مع عبد الله السعيد الجديد.. و3 لاعبين مطلوبين من الأهلي والزمالك