كتب : علي أبو طبل
بخلاف مقعدي الصدارة والوصافة، تستمر لعبة الكراسي المتحركة بين الأندية على مراكز جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
مانشستر سيتي ينفرد بالصدارة بفوز جديد سهل، ومانشستر يونايتد يستمر في ملاحقته أملا في الانفراد بالمركز الثاني بفارق مريح على أقل تقدير في ظل سطوة "الجار المزعج".
انتصارات صعبة لأرسنال وتشيلسي، وتعثر جديد لتوتنام أمام مانشستر سيتي، كما سقط بيرنلي في فخ التعادل أمام مضيفه برايتون، كلها نتائج جعلت ترتيب الـ6 الأوائل ثابتا كما هو.
في صراع الهبوط، تستمر ثورة وست هام وكريستال بالاس بقوة ليحتدم القتال على النجاة بشكل أكبر، ولازلنا في انتظار معطيات جديدة قد تشعل الصراع أكثر فأكثر مع سوق الانتقالات الشتوية الوشيك.
ماذا حدث تفصيليا في الجولة 18 من الدوري الإنجليزي الممتاز؟ دعونا نستعرض في هذا التقرير من FilGoal.com
- قطار بيب جوارديولا
لم يعد فقط الاهتمام بقوة نتائج مانشستر سيتي بقدر الاهتمام بمدى تأثير المدير الفني الإسباني بيب جوارديولا على شكل المنافسة في الدوري الإنجليزي هذا الموسم.
اكتساحات مانشستر سيتي والانتصارات المتتالية أمر لا يتوقف، وهو أمر غير معتاد في انجلترا.
لم تشهد المنافسة من قبل أن انتصر فريق محدد في أكثر من 14 مباراة متتالية، وهو الرقم السابق لأرسنال، ولكن الآن مانشستر سيتي يكسر القاعدة ويصل إلى الرقم 16.
قبل أسبوع، اجتاز مانشستر سيتي غريمه يونايتد في "أولد ترافورد" ليتسع الفارق بينهما إلى 11 نقطة، ثم اكتسح سوانزي سيتي بسهولة قبل أن يكتسح توتنام بنتيجة 4-1 في الجولة 18.
مباراة كبيرة كان نجمها الأبرز كيفن دي بروين الذي سجل مرة وصنع في أخرى ضمن رباعية فريقه في شباك هوجو لوريس، بينما كان هدف كريستيان إريكسن بمثابة حفظ لماء وجه توتنام في الوقت بدل من الضائع.
مانشستر سيتي في طريقه نحو النقطة 52 اجتاز كلا من مانشستر يونايتد وأرسنال وليفربول وتشيلسي وتوتنام ولم يتلق منهم جميعا سوى 3 أهداف، لذلك فلا يمكن التشكيك حول عدم الاستحقاق.
كرة القدم مليئة بالتراجيديا والدراما، وفارق 11 نقطة نظريا يمكن تعويضه، ولكن مع ما يقدمه مانشستر سيتي في الموسم الحالي فالأمر يتجه نحو اعتراف الجميع بحسم الفريق الأزرق السماوي للقب.
19 مباراة متتالية هو أكبر عدد متتالي من الانتصارات يحققه فريق في الدوريات الأوروبية الكبرى، وكان الرقم من نصيب بايرن ميونيخ قبل 3 سنوات مع بيب جوارديولا أيضا.
بهذا الأداء التصاعدي، ربما لا يجد مانشستر سيتي صعوبة في معادلة الرقم أو ربما تجاوزه والوصول لرقم غير مسبوق.
- ملاحقات يائسة
في مواسم سابقة، ربما كان وصول مانشستر يونايتد للنقطة 41 بعد 18 جولة بمثابة أمر جيد، وربما كان الفريق في مقدمة الجدول.
الأمر يختلف هذا الموسم بسبب تألق استثنائي لكتيبة بيب جوارديولا، تضع كتيبة غريمه جوزيه مورينيو في الوصافة وبفارق يصل لـ11 نقطة الآن.
سقط يونايتد على ملعبه أمام مانشستر سيتي قبل أسبوع لتتوقف سلسلة من اللاهزيمة على "أولد ترافورد" امتدت لـ40 مباراة، ولكن مانشستر يونايتد استعاد توازنه سريعا.
ربما الفوز على بورنموث لم يكن مقنعا، ولكن تبعه فوز آخر خارج القواعد على حساب وست بروميتش ألبيون، ليبقي الفريق على انفراده بالمركز الثاني بعد مبارتين سجل خلالهما روميلو لوكاكو بعد 4 مباريات سابقة في الدوري شهدت صياما تهديفيا.
"لو اعتقدت أن المنافسة على اللقب قد انتهت لربما كنت قد ذهبت الآن في عطلة إلى لوس أنجلوس".
هكذا كان رد جوزيه مورينيو بعدما تم سؤاله ما إذا كان فقد الأمل في تحقيق الدوري الممتاز هذا الموسم، ولكنه يعلم في داخله مدى صعوبة حظوظه، فالأمر يحتاج لمعجزة تتمثل في سقوط مانشستر سيتي في مباراتين متتاليتين على الأقل لتشتعل المنافسة من جديد.
مركز الوصافة غير مضمون لمانشستر يونايتد حتى الآن، فبفارق لا يزيد عن 3 نقاط يستمر حامل اللقب تشيلسي في الملاحقة بعدما حقق فوزا في الجولة الأخيرة على حساب ساوثامبتون بهدف رائع لماركوس ألونسو.
يقدم تشيلسي أداء متماسكا، وستمر قلب الدفاع الدنماركي أندرياس كريستينسن في تقديم مستويات استثنائية، حيث حقق دقة تمريرات بلغت 100% لثالث مرة هذا الموسم. تمريرات متقنة وسليمة تعطي الأفضلية للفريق في بناء الهجمات وامتلاك الكرة.
مع تألق كريستينسن في تلك الجزئية تحديدا، هل يرحل ديفيد لويز للمرة الثانية عن تشيلسي في يناير؟ 13 يوما سيمرون وسنعرف بعدها الإجابة.
طموحات أزرق لندن تمثلت في بداية الموسم في رغبة الحفاظ على اللقب، ولكن مانشستر سيتي حطم أحلام الجميع، ليصبح الوضع الحالي للفريق مع سوق انتقالات صيفي غير مثالي أمرا يدعو للرضا.
- بريق صلاح الذي لا ينطفئ
موسم استثنائي للجناح الدولي المصري محمد صلاح مع ليفربول، عكس العديد من التوقعات عقب انتقاله من روما الإيطالي في بداية الموسم.
صلاح لا يستطيع التوقف عن التسجيل، فقد وصل للهدف رقم 14 في الدوري هذا الموسم بعدما سجل ضمن رباعية لكتيبة يورجن كلوب في شباك بورنموث.
أفضل مواسم صلاح التهديفية شهدت تسجيله لـ15 هدفا في دوري محلي، وكان ذلك في موسمه الأخير مع روما.
صلاح بالفعل يحقق أفضل مواسمه تهديفيا منذ بداية مسيرته الاحترافية، ولا زلنا في ديسمبر، والأمر لا يتوقف عند الحد الشخصي، ولكنه دخل سجل أرقام ليفربول التاريخية.
نجم منتخب مصر أصبح ثاني أسرع لاعب في تاريخ ليفربول يصل لـ20 هدفا في مختلف البطولات بعد 26 مشاركة فقط، فقط خلف جورج الآن الذي وصل لنفس العدد بعد 19 مباراة خاضها في عام 1895.
ليفربول يستمر في المركز الرابع، والإنهاء في المربع الذهبي مع انتصاف الموسم سيكون أمرا جيدا لكلوب الذي يضع عينه على المركز الثالث، وربما الثاني، بما أن فارق النقاط يسمح بالتعويض.
- بيرنلي المتماسك
يستمر بيرنلي في تقديم نتائج ومستويات جيدة، حيث حافظ على موقعه في المركز السادس بعد تعادل سلبي مع مضيفه برايتون.
بعد نهاية الجولة 18، أصبح بيرنلي أقوى خط دفاع في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم بالمشاركة مع قطبي مدينة مانشستر، حيث لم تتلق شباك كل منهم سوى 12 هدفا.
إنهاء نصف الموسم في تلك الوضعية، متقدما على نادي مثل توتنام الذي يحل سابعا، يعد أمرا يفوق المثالية لجماهير بيرنلي التي لا تطمح عادة في أكثر من احتلال مركز في نصف الجدول الأعلى.
بيرنلي برصيد 32 نقطة لا يبدو بعيدا عن المربع الذهبي الذي يحل فيه ليفربول رابعا برصيد 34 نقطة، ويتوسطهما أرسنال الذي يصل للنقطة 33 بعد فوز صعب على نيوكاسل يونايتد.
الغياب عن دوري أبطال أوروبا لموسم ثان على التوالي لن يكون أمرا سعيدا لجماهير ملعب "الإمارات"، وفي ظل منافسة حامية على المقاعد الأوروبية، يتطلب على المدفعجية بذل مجهودات أكبر لضمان مركز ضمن المربع الذهبي، أو ربما قد يلعب فينجر على بطاقة التأهل لدوري الأبطال من بوابة الفوز بالدوري الأوروبي كما فعل مانشستر يونايتد في الموسم الماضي.
- ماذا يحدث لتوتنام؟
الفريق تلقى 4 هزائم في مبارياته الـ10 الأخيرة، ومنها 3 أمام منافسين مباشرين على المركز المتقدمة، لتقل منجزات الفريق هذا الموسم عن ما هو متوقع بعد إنهاء مميز للموسم الماضي في الوصافة خلف تشيلسي.
الفريق يتراجع للمركز السابع الآن، ولا يوجد تفسير حقيقي حول تواضع الأداء في الشهرين الأخيرين.
هل التركيز على دوري أبطال أوروبا كان بمثابة لعنة على المنافسة المحلية للفريق اللندني؟ ربما الأمر كذلك.
- تحتاج ثورة لإخماد أخرى
خلال الجولات الماضية، قدم ليستر سيتي مستويات مميزة وحقق 4 انتصارات متتالية قادته للتقدم للمركز الثامن في جدول الترتيب مما رفع من طموحات جماهير "كينج باور" في المنافسة على مركز مؤهل أوروبيا.
المباراة التالية في معقل الثعالب كانت مناسبة للطموح لانتصار خامس على التوالي واستكمال ثورة الثعالب في الشهرين الأخيرين، ولكن ثورة كريستال بالاس كانت أقوى.
ثورة روي هودسون كانت حقيقية منذ أن تسلم قيادة الفريق.
كريستال بالاس الذي لم يحقق انتصارا واحدا أو نقطة واحدة أو حتى تسجيل هدف واحد في الخصوم في الجولات الـ7 الأولى تحت قيادة الهولندي فرانك دي بور، يصل الآن للمركز 14 في جدول الترتيب بعدما حقق 17 نقطة في الجولات الـ11 الأخيرة.
ثلاثية لكريستال بالاس كانت صادمة لجماهير ملعب "كينج باور" في ظل تألق كبير من ويلفريد زاها وكريستيان بنتيكي.
المهاجم البلجيكي بنتيكي أنهى صياما طويلا عن التهديف ليسجل هدفه الشخصي الأول هذا الموسم، كما صنع هدف زاها.
- آيلون للسقوط
"هزيمة جديدة تجعل مهمتي صعبة للغاية"
لا يكف بول كليمنت عن الحديث بهذه الطريقة بعد كل هزيمة يتلقاها سوانزي سيتي هذا الموسم، وبانهزامية شديدة.
الفريق تلقى هزيمته الـ12 هذا الموسم، ويعد خط الهجوم الأضعف من بين فريق الدوري الممتاز بإحراز 10 أهداف فقط.
كليمنت الذي أنقذ سوانزي من وضعية مشابهة في الموسم الماضي أعاد للفريق لنفس الوضعية السيئة. احتلال مؤخرة جدول الترتيب.
الهزيمة جاءت هذه المرة في "جوديسون بارك" أمام إيفرتون الذي قلب تأخره إلى انتصار بنتيجة 3-1.
هل بريق روني حقيقي؟
الفتى الذهبي الذي عاد من "أولد ترافورد" إلى "جوديسون بارك" هذا الموسم سجل 11 هدفا في 24 مباراة بمختلف البطولات هذا الموسم، وهو رقم أفضل كثيرا من 8 أهداف في 39 مشاركة مع مانشستر يونايتد بمختلف البطولات في الموسم الماضي.
روني وصل إلى 10 أهداف هذا الموسم في الدوري بعدما سجل في شباك سوانزي من ركلة جزاء بجانب هدفين آخرين لكيلفيرت لوين وجيلفي سيجوردسون، ليدخل نطاق المنافسة على القمة التهديفية للمسابقة، في حين أنه سجل خلال الموسم الماضي بأكمله 5 أهداف فقط في الدوري و8 في الموسم السابق له.
208 هو إجمالي عدد أهداف واين روني في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، ولا يزال بحاجة لـ52 هدفا آخرين لمعادلة الأسطورة ألان شيرار كهداف تاريخي للمسابقة.
إيفرتون يسير بثبات تحت قيادة سام ألاردايس. الفريق يستمر للمباراة الخامسة بدون هزيمة محققا 13 من أصل 15 نقطة، 10 منهم تحت قيادة المدير الفني الحالي، وارتفع الفريق إلى المركز التاسع بعدما كان قريبا من مراكز الهبوط قبل جولات قليلة.
استفاقة للـ "توفيز" تشعل المنافسة على المقاعد الأوروبية أكثر فأكثر.
- ضحايا محتملون
بجانب بول كليمنت، يظل مارك هيوز أحد الضحايا المحتمل الدفع بهم خارج جدران نادي ستوك سيتي في ظل استمرار النتائج المخيبة.
ستوك تلقى 10 هزائم هذا الموسم كان آخرها أمام المستفيق الآخر وست هام يونايتد بثلاثية نظيفة في ملعب "بريطانيا"، ليتراجع إلى المركز الـ17.
هيوز أرجع الهزيمة إلى "قرارات الحكم الخاطئة" كما ركز كثيرا على احتفالية لاعب الفريق السابق ماركو أرناوتفويتش التي استفزته كما استفزت جماهير الفريق في إشارة لعدائية كبيرة من اللاعب النمساوي تجاه فريقه السابق.
أرناوتوفيش سجل في مناسبة واحدة بجانب هدفي مارك نوبل وديافرا ساخو، لتتأمن 3 نقاط جديدة للفريق اللندني قادته إلى الانتصار الرابع هذا الموسم والارتفاع إلى المركز 15 تساويا مع كريستال بالاس في النقاط -17 نقطة-.
"أستطيع أن أؤدي المهمة بكفاءة كبيرة في أي نادي في العالم".
هكذا يعتقد ديفيد مويس في نفسه بعدما حقق انطلاقة جيدة مع فريقه الحالي الذي قاده في 5 مباريات حقق خلالهم 7 نقاط أبعدت عن الفريق قليلا عن دوامة الهبوط.
- في المنطقة الدافئة
بعيدا عن صراعات التأهل الأوروبي وصراعات الهبوط، تظل بعض الفرق قابعة في منطقة يمكن وصفها بالـ "دافئة".
واتفورد يحل عاشرا في جدول الترتيب، ولا يمكن نكران تراجع كتيبة المدير الفني ماركو سيلفا الذي تلقى الهزيمة الثامنة هذا الموسم والثالثة على التوالي، وكانت هذه المرة قاسية على ملعبه أمام الضيف هدرسفيلد تاون الذي انتصار بنتيجة 4-1.
هدرسفيلد، فريق آخر يقع ضمن نطاق المنطقة الدافئة، حيث رفع رصيده بهذا الانتصار إلى النقطة 21 في المركز الـ11 متأخرا عن ضحيته –واتفورد- بنقطة وحيدة.
6 انتصارات حققها هدرسفيلد هذا الموسم بجانب 3 تعادلات أخرى، والوقوع في هذا المركز في أول موسم في تاريخ النادي بالدوري الإنجليزي الممتاز مع انتصاف الموسم شئ لم تكن لتحلم به جماهير النادي مع المدير الفني ديفيد فاجنر الذي لا يزال يمتلك طموحات كبيرة.
- الأفضل × الأسوأ
هل يمكنك تسمية لاعب قدم مستوى أفضل مما قدمه كيفن دي بروين في هذه الجولة؟
سجل البلجيكي في شباك توتنام وقدم مستويات مذهلة كما حصل على جائزة رجل المباراة.
من الأتعس حظا في هذه الجولة من ويلفريد نديدي؟
أتم النيجيري في يوم مباراة ليستر سيتي الأخيرة ضد كريستال بالاس عامه الـ21، ولكن لم يحتفل بالشكل المناسب.
حصل نديدي على بطاقة صفراء في الشوط الأول، وأخرى في الدقيقة 61 من عمر المباراة ليتلقى البطاقة الحمراء التي أدت لنقص عددي ساهم في تسهيل مهمة الضيوف في الانتصار بثلاثية نظيفة.
اقرأ أيضا
ماذا حدث في الجولة الـ18 من الدوري الإنجليزي الممتاز؟
المصري: بانسيه في طريقه إلى مصر.. ونتمنى استمراره
بعدما هزم السرطان مرتين .. لاعب ساسولو يحقق رقما فريدا بالمشاركة 100 مباراة كاملة على التوالي
مصر في مونديال 34 (1) - المهمة الأولى.. الذهاب أمام منتخب "مهاجري ألمانيا اليهود"
أكبر انتصارات صلاح.. 7 ليفربول 6 تشيلسي وخماسيات روما والمنتخب
هل ردت صورة إيكاردي مع ماكسي لوبيز على اتهام مارادونا؟