كتب : علي أبو طبل
عندما غضب الجماهير من "تدمير" تقاليد ناديه المفضل، فجاء القرر بتأسس نادي جديد!. هنا نتحدث عن قصة "ويمبلدون".
في عام 1889، تأسس نادي ويمبلدون لكرة القدم بمسمى "ويمبلدون أولد سينترالز".
"بلاف لين" ظل ملعبا رئيسيا للنادي منذ 1912 وحتى 1991 قبل أن يتم بيعه لإحدى الشركات الاستثمارية ثم يتم هدم الملعب في 2002.
كان الملعب جزء من هوية النادي اللندني، ولكنه ليس الشئ الوحيد الذي تم العبث به في تلك الفترة.
في 2002 أيضا، طلب ملاك النادي من الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم تحويل الوجهة نحو "ميلتون كينز" والتي تبعد 90 كيلومتر جنوبا عن مقاطعة ويمبلدون، في خطورة رأوها ضرورية لإنقاذ النادي من الإفلاس.
وافق الاتحاد الإنجليزي على الطلب، مما أثار حفيظة جماهير النادي التي رأت أن ما يحدث يدمر تقاليد نادي عريق تأسس في القرن التاسع عشر ويمتلك لقبا من كأس الإتحاد الإنجليزي في 1988.
لا يمكن قبول فكرة أن يكون النادي الخاص بويمبلدون واقعا في مدينة أخرى بعيدا عن الموقع الأصلي الذي ينتمي له النادي وجماهيره، وهو ما دفع مجموعة كبيرة من الجماهير للانشقاق وتأسيس نادي جديد بمسمى "ويمبلدون إي إف سي".
في 13 يونيو 2002، قدمت مجموعة الجماهير المؤسسة للنادي الجديد قميصا جديدا وشعارا جديدا للنادي الناشئ ومديرا فنيا جديدا لوسائل الإعلام.
تمت الدعوة إلى اختبارات للاعبين الذين لا يرتبطون بنادي من أجل تكوين قائمة للفريق. 230 لاعبا تقدموا لتلك الخطوة ليتم اختيار الأفضل بينهم لتكوين الفريق الذي بدأ من الصفر.
النادي الأصلي "ويمبلدون إف سي" انتقل إلى ميلتون كينز بالفعل في 2003، قبل أن تدفعه الظروف لتغيير مسمى النادي تماما إلى "ميلتون كينز دونز".
نعم. هو النادي الذي تمكن من التفوق على مانشستر يونايتد في كأس رابطة المحترفين برباعية نظيفة قبل عامين.
بملكية خالصة للجماهير، صعد نادي ويمبلدون درجات كرة القدم الإنجليزية من الأدنى تماما.
خلال 13 عاما، صعد الفريق 6 درجات كاملة، بداية من الدرجة التاسعة وصولا للدرجة الثالثة، أو ما يسمى في نطاق مسابقات كرة القدم المحترفة الإنجليزية "دوري الدرجة الثانية".
في هذه الأيام، يحطم مانشستر سيتي أرقام عدد الانتصارات المتتالية، كما يمتلك أرسنال سلسلة طويلة سابقة من اللاهزيمة، ولكن في الحقيقة فإن نادي ويمبلدون يمتلك السلسلة الأكبر من اللاهزيمة في نطاق مسابقات المحترفين الإنجليزية لكرة القدم، حيث استمر لـ78 مباراة متتالية بدون هزيمة ما بين فبراير 2003 وديسمبر 2004.
يتواجد ويمبلدون حاليا في دوري الدرجة الثانية، وهو الدوري الأقل بدرجتين فقط من الدوري الإنجليزي الممتاز، ليصبح أول نادي يتأسس في القرن الحادي والعشرين يصل لهذه الدرجة.
يقع الفريق في المركز الـ23 من أصل 24 فريقا، وهو المركز المؤدي إلى الهبوط إن بقى فيه، ولكن ما زال هناك متسعا من الوقت لإنقاذ الوضع من أجل إبقاء الفريق في الدرجة الثانية لموسم ثالث على التوالي.
من قال أن تملك الجماهير لأسهم أنديتها لا تفلح؟
مثال قريب يتجسد في جماهير بورتسموث التي أنقذت ناديها من الإفلاس وحولت الخسائر الفادحة في الأعوام الأخيرة إلى أرباح.
ملاك نادي ويمبلدون الحاليين مثال آخر هنا.
كان الهدف من تأسيس النادي هو الحفاظ على تقاليد الفريق المنتمي إلى "ويمبلدون"، لذا فالعودة إلى "بلاف لين" كانت أولوية قصوى بعد سنوات طويلة من اللعب كضيوف على ملعب "كينجزميدو".
مساء الأربعاء الماضي، وقع ممثلو دوري الدرجة الثانية وإحدى الشركات الهندسية أوراق العمل التي تسمح لنادي "ويمبلدون إي إف سي" بإنشاء ملعب جديد يقع في منطقة "بلاف لين" التي كان يقع فيها الملعب الخاص بالنادي القديم الذي تحول إلى "ميلتون كينز".
خطوة هائلة في مسيرة إدارة النادي التي تعمل على استثمار 25 مليون جنيه إسترليني لتأسيس ملعب يتسع لـ11 ألف متفرجا لكي يكون جاهزا لاستقبال المباريات في موسم 2019/2020.
المدير التنفيذي للنادي، إيريك صامويلسون، لم يستطع إخفاء سعادته الهائلة بهذا اليوم "التاريخي".
وقال صامويلسون في تصريحات أبرزتها صحيفة "جارديان" البريطانية: "الجميع في منظومة كرة القدم يعلم كيف تأسس هذا النادي. مجموعة من الجماهير بدأت من لا شئ. لا ملعب ولا فريق ولا مدرب ولا لاعبين ولا قمصان للعب".
وتابع: "بعد 15 عاما، نحقق خطوة هائلة بالعودة إلى معقلنا الأصلي بملعب جديد خاص بنا كنادي يلعب ضمن مسابقات كرة القدم للمحترفين".
وأنهى: "إنه يوم تاريخي بالنسبة لنا. كل من ساهم في بناء النادي خلال تلك السنوات عليه أن يكون فخورا الآن".
لا يكتفي نادي ويمبلدون بمجرد كونه نادي لكرة القدم. تأسس النادي الجديد من فكرة جماهيرية، لذا فإن العمل أيضا جرى على نطاق المجتمع المحيط بالنادي والاهتمام بجوانب أخرى بجانب كرة القدم مثل الاهتام بالتعليم والاسهام في منظومة الصحة ونشر الثقافات الإيجابية لدى الأطفال.
في مارس 2012، حصل النادي على جائزة "المجتمع الكبير" المقدمة من رئاسة الوزراء البريطانية، كأول نادي كرة قدم بريطاني يحصل على هذه الجائزة، وحصلت أعمال وإسهامات النادي على إشادة من ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الحين، شخصيا.
العمل يستمر في منظومة رائعة، والطموحات بالتأكيد لا تتوقف هنا.
يوما ما، بعد سنوات قد تطول أو تمر سريعا، قد نجد النادي ضمن مصاف أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو فصل مستحق الوصول إليه كتكملة لقصة هذا النادي ومؤسسيه.
طالع أيضا..
أين يقع صلاح ضمن ترتيب المنافسة على الحذاء الذهبي
المنتخب والأهلي في القائمة النهائية للأفضل بجوائز الكاف
حجازي: بالروح هنا سنعود لطريق الانتصارات قريبا مع وست بروميتش
مدرب وست بروميتش: حجازي لاعب رائع.. سنبني طريقنا حوله
رسميا - وست بروميتش يضم حجازي حتى 2022
برشلونة: رئيس النادي قد يكون تفاوض مع عائلة جريزمان
صلاح يروي حكايته.. عن تقليد رونالدو وزيدان والرغبة في اللعب بأنفيلد منذ أيام تشيلسي