"نسيطر ونضغط بشكل متواصل في المباريات ولكن الفرص تكون قليلة، إلى جانب بعض الأخطاء التي تخدم المنافس. سنركز مع اللاعبين على حل ذلك وسنتناقش معهم بشكل مختلف" حسام البدري.
المسؤول عن نقل الكرة للأمام في مواجهة فرق تتكتل دفاعيا وتعتمد على الضغط المتوسط أولا هو ثنائي الدفاع (محمد نجيب وأيمن أشرف) وبالفعل كان له أدوارا هجومية في منتصف ملعب الخصم سواء بالتقدم بالكرة أو التحرك بشكل عرضي خلف الظهير الطائر من أجل استلامها وتوسيع الملعب عند التحضير في الثلث الأوسط.
لاحظ خريطة استلام كلا اللاعبين.
ولكن بعد التقدم دائما كان قرار التمرير منهما للاعب في موقف صعب وبالتالي كانت النتيجة فقده للكرة (دائما كانت تمريرات الثنائي هي الأخيرة في هجمات الفريق).
ننتقل للخط التالي في منتصف الملعب مسؤولية التدرج بالكرة من الثلاثي أحمد فتحي وعمرو السولية وعبد الله السعيد، ثنائي منهم مرر 35 تمريرة خاطئة (فتحي 17 تمريرة خاطئة، السعيد 18 تمريرة خاطئة) أما عمرو السولية فكانت له 8 تمريرات خاطئة وهو أمر مقبول في ظل أنه أكثر اللاعبين تمريرا مباشرا حيث كان الأكثر تمريرا لوليد أزارو.
وبالمقارنة بين أحمد فتحي وحسام عاشور نجد أن الأخير كان معدل تمريراته الخاطئة في المباراة الواحدة بالدوري حتى الآن هو 3 تمريرات تقريبا، أي أن فتحي مرر أضعاف أضعاف تمريراته الخاطئة في مواجهة طنطا فقط.
بل الأكثر كارثية من ذلك أنه في كل المواجهات يكون المهاجم في أي فريق هو أكثر اللاعبين فقدا للكرة لطبيعة لعبه في أخطر المراكز ورقابته الدائمة من قبل الخصم، ولكن في مواجهة طنطا كان أحمد فتحي الارتكاز المدافع هو الأكثر فقدا للكرة في فريق الأهلي بفارق 3 مرات عن أزارو!
لم تكن التمريرات الخاطئة فقط من نصيب لاعبي الوسط بل ظهر جونيور أجاي ومؤمن زكريا رغم الوقت القصير الذي شارك به وأحمد الشيخ بتمريرات خاطئة وصلت إلى 25.
هل تتذكر الخطأ الدفاعي في مواجهة مصر للمقاصة والوداد حينما ينطلق لاعب الوسط المهاجم للخصم وسجل في مرمى الأهلي عن طريق الكرات العرضية؟
الخطأ ذاته تكرر في انطلاقة المباراة ففي الدقيقة الأولى حول محمود غالي لاعب الوسط المهاجم لطنطا عرضية رضا العزب برأسه في الزاوية البعيدة بعد انطلاقته من وسط الملعب دون رقابة والتمركز بين قلبي دفاع الأهلي.
في تحليل مواجهة المقاصة سلطنا الضوء على عمل الأهلي عن طريق الطرفين والذي يتوقف عند حدود منطقة الجزاء ودائما ما تقتل هجمات الفريق في تلك المنطقة بدخول الجناح للعمق لعمل تمريرات ثنائية وثلاثية أو للتصويب أو حتى بإرسال العرضية من تلك المساحة البعيدة فتسهل من مهمة الدفاع وحارس المرمى للخصم، الأمر ذاته تكرر أمام طنطا في الجبهة اليسرى. 64 استلام للكرة عند حدود منطقة الجزاء ولكن دون استغلال هجومي أشرس حيث وصل الفريق للمربع الأخير في الملعب جهة اليسار 9 مرات منها فقط!
الأمر ذاته حدث في الجبهة اليمنى أمام المقاصة.
وتأكيدا لذلك الأمر كان المربع الأكثر استلاما في الجبهة اليسرى هو الأكثر فقدا للكرة أيضا من لاعبي الأهلي.
نعود من جديد للأخطاء المكررة في صفوف الفريق، ففي مواجهة المقاصة فقد الأهلي الاستحواذ بنسبة مرعبة لصالح المقاصة في أول 15 دقيقة من الشوط الثاني، وهو الأمر ذاته أمام طنطا في أول 15 دقيقة من الشوط الثاني كان التفوق في الاستحواذ لصالح طنطا.
ويعود االسبب في ذلك الأمر إلى ما سلطنا عليه الضوء أيضا في تحليل مواجهة المقاصة وهو فقدان الأهلي لهيكله الدفاعي بسبب التحرر الهجومي للرباعي الأمامي بعد التحول لما يشبه الـ4-4-2.
ففي مواجهة طنطا في الشوط الثاني انتقل السعيد إلى الجانب الأيسر ودخل أجاي بالعمق إلى جوار أزارو ومع امتلاك الكرة يدخل السعيد للعمق ويتحرر ومع فقدانها لا يعود للجانب الأيسر بسرعة فيصبح هنالك خللا في طرفي الفريق على الجانب الدفاعي حيث بات الهيكل أشبه بالـ4-2-2-2 دفاعيا دون وجود أجنحة وبالتالي يفشل الفريق في الضغط واستخلاص الكرة فيصبح استحواذ الخصم أفضل.