قبل انطلاق المباراة حل كلا المدربين ضيفين على قناة "بي إن سبورتس" للحديث عن المواجهة بشكل عام، وتحدث الإسباني بيب جوارديولا المدير الفني لمانشيستر سيتي عن أهم نقاط المباراة قائلا:"هي مباراة ستحسمها جودة اللاعبين، فهناك ثنائي دفاعي لكل فريق يراقب مهاجم وحيد وبالتالي يتبقى 8 لاعبين لكل فريق سيكونوا في مواجهة بعضهم البعض على أرضية الميدان رقابة رجل لرجل، وبالتالي جودة اللاعبين لها اليد العليا في حسم اللقاء".
عند سماع التصريح لم يكن غريبا ولكن عند بداية متابعة المباراة وتأكد الأمر ثم اتخاذ بيب قراره بإحداث الخلل بين الكفتين، عدت لدقائق للخلف لأسمع مجددا ما قاله واستغله الفيلسوف الإسباني.
من يعرف جوارديولا جيدا يعرف أنه لا يترك شيئا لجودة اللاعبين فقط، جوارديولا بدأ اللقاء بطريقته المعتادة ولكن مع تأكده من فرض مورينيو رقابة رجل لرجل على كل اللاعبين في أرض الملعب وبات الأمر بالفعل يعتمد على لاعب يجيد المراوغة أو التحرك من أجل التخلص من الرقابة.
لاحظ الحالات التالية ثنائي الارتكاز يراقب ثنائي الارتكاز الحر(free 8's) والظهيران يراقبا الجناحين وقلب الدفاع يراقب المهاجم، والجناحان يراقبان الظهيرين.
رفض بيب ذلك الأمر ليجري أول تغييراته بعد مرور 3 دقائق من عمر المباراة، تغيير داخلي على أرض الملعب بتحول رحيم سترلينج الجناح الأيمن إلى مهاجم وهمي وتحرك ليروي ساني إلى جناح أيمن كي ينطلق بالعمق (بعكس أغلب مواجهات الفريق خلال الموسم خاضها في الجانب الأيسر) وتحرك جابريل خيسوس إلى الجانب الأيسر.
في البداية نجح الاختراق فقط بفضل ماطبقه دي بروين من تحرك تخلص به من رقابة نيمانيا ماتيتش ليتسلم الكرة في المساحة بالعمق بعد أن خلقها مع سيلفا بتحرك عرضي عكس بعضهما البعض واستدراج رقابة أندير هيريرا وماتيتش خلفهما.
بعد ثلاث دقائق بدأ التغيير الذي صنع الفارق والسيطرة لصالح سيتي وأربك حسابات يونايتد، سترلينج بجوار سيلفا ودي بروين في وسط الملعب بين الخطوط يراقبهما ثنائي فقط ماتيتش وهيريرا وبالتالي دائما هناك لاعب حر (كما يريد بيب في تطبيق أفكاره) وعند استلام هذا اللاعب للكرة ويتحرك نحوه الخصم فيصبح زميله حرا وهكذا.
لاحظ هذه أول حالة بعد دخول سترلينج للعمق، دي بروين مراقب من قبل ماتيتش، ثم يظهر سترلينج فيتحرك له ماتيتش ويصبح دي بروين حرا.
وتكرر الأمر بعدها بات دي بروين يعود للخلف ويتسلم الكرة بل وينطلق دون أي رقابة.
ولكن ماذا لو تقدم أحد قلبي الدفاع لوسط الملعب لرقابة سترلينج بالطبع سينتهي التفوق العددي لسيتي ولكن ستظهر ثغرة في عمق دفاع يونايتد يمكن تمرير الكرة من خلالها إلى ساني المنطلق بالعمق.
بعدها لم يتكرر الأمر ويتقدم أي من قلبي الدفاع خلف ستيرلينج وكانا دائما يصرخان في زملائهما لرقابته ولكن دون فائدة فلا يوجد عدد كافي.
وحالة أخرى الثنائي سيلفا ودي بروين مراقبان وسترلينج يتحرك بلا رقابة فيحاول ماتيتش رقابته ليصبح الثنائي سيلفا ودي بروين في مواجهة هيريرا الذي يصرخ لصعوبة موقفه.
محاولة أخرى بعد فشل محاولة تقدم قلب الدفاع لرقابة ستيرلينج، قرر مورينيو دخول الجناح لعمق وسط الملعب لرقابة اللاعب الإضافي، ليرد جوارديولا بتحول الظهير الأيمن ووكر للاعب ارتكاز ويتسلم الكرة ويتقدم ويصبح الجناح ماركوس راشفورد وحيدا بين ثنائي.
أخيرا ظهر تنوع في أسلوب دفاع مانشستر يونايتد بين التراجع والتكتل على حدود منطقة الجزاء في فترات.
والتقدم في حالات اخرى لتطبيق الضغط العالي على الخصم بل وتقدم أحد قلبي الدفاع لإنجاح المهمة فالكرة في الثلث الدفاعي للسيتي وبالتالي لا خوف فهم لا يعتمدون على التمرير الطولي من هذه الثلث.
هنا تقدم سمالينج ونجح في الضغط على سترلينج.
وهنا تقدم روخو مع ستيرلينج أيضا.
أما عن الأهداف فكلا الفريقين سجل من أخطاء فردية مباشرة من لاعبي الخصم.