ماذا حدث في جولتين متتاليتين من الدوري الإنجليزي؟ أرقام قياسية ومفاجأة بين الكبار
الجمعة، 15 ديسمبر 2017 - 17:17
كتب : علي أبو طبل
ساعات قليلة تفصلنا عن بداية الجولة 18 من الدوري الإنجليزي ولا يمكننا الخوض فيها قبل أن نتذكر ماذا حدث خلال جولتين متتاليتين تمت إقامتهما هذا الأسبوع من عمر المسابقة.
الموسم انتصف تقريبا، ومانشستر سيتي يغرد وحيدا في الصدارة بلا منافس، بينما تشتعل المنافسة في مواقع أخرى في جدول الترتيب.
دعونا نستعرض ما حدث سريعا مع التركيز بشكل أكبر على أحداث الجولة 17 في هذا التقرير.
أرقام قياسية
لا يكتفي بيب جوارديولا بقيادة فريقه للصدارة المطلقة فقط، ولكنه يستمر في تحقيق أرقام قياسية غير مسبوقة في تاريخ الدوري الإنجليزي محطما أرقاما قديمة صمدت لسنوات.
14 انتصارا متتاليا رقم احتفظ به أرسنال منذ عام 2003، ليأتي مانشستر سيتي ويعادله هذا الموسم بعد انتصار في بداية الأسبوع على حساب الغريم مانشستر يونايتد، والذي رفع فارق النقاط بينهما إلى 11 نقطة أيضا كمكسب إضافي.
هل اكتفى بذلك؟ بالطبع لا.
مانشستر سيتي انتصر في منتصف الأسبوع برباعية نظيفة على حساب سوانزي سيتي، لينفرد بأفضل سجل من الانتصار المتتالية في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، والذي يبلغ 15 انتصارا الآن.
هل هذا الرقم هو الأفضل في الدوريات الأوروبية الكبرى؟ الإجابة لا أيضا.
يتعيب على مانشستر سيتي أن ينتصر في المباريات الأربعة القادمة ليعادل رقم بايرن ميونيخ في موسم 2013/2014 والذي بلغ 19 انتصارا متتاليا في الدوري الألماني، وللصدفة كان ذلك تحت قيادة بيب جوارديولا أيضا.
وجه جديد بين الكبار
تواجد ليستر سيتي في صراع الـ6 الأوائل قبل موسمين كان بمثابة مفاجأة كبرى، انتهت بمفاجأة أكبر بتتويج الفريق بلقب الدوري للمرة الأولى في تاريخه.
في ظل هيمنة مانشستر سيتي الحالية يصعب تكرار الأمر لهذا الحد، ولكن يمكنك أن تتواجد كعنصر قوي ضمن المراكز المؤهلة أوروبيا.
هذا ما يفعله بيرنلي تحت قيادة شين دايتش هذا الموسم.
بيرنلي حقق انتصارين متتاليين هذا الأسبوع على حساب واتفورد وستوك سيتي.
واقعية يتش في اللعب بأسلوب دفاعي واقتناص أقل الفرص الممكنة تؤتي بثمارها.
الفريق تواجد في المركز الرابع مؤقتا قبل أن ينهي الجولة 17 في المركز السادس بالتساوي في النقاط مع ليفربول وتوتنام اللذان يأتيان في المركز الرابع والخامس.
الفريق سجل 16 هدفا فقط هذا الموسم، بالمقارنة مع فرق وصلت لـ30 هدفا على الأقل في نفس المنطقة في جدول الترتيب، ولكن ذلك كان كافيا ليصل بيرنلي إلى 9 انتصارات، وهو نفس عدد ما حققه أرسنال وتوتنام من انتصارات، وأكثر من ليفربول بمباراة واحدة.
الآن التحديات أصبحت أكبر، وأصبح ديتش مطالبا بقيادة فريقه نحو المزيد من النجاحات فيما تبقى من الموسم، وربما التواجد الأوروبي للمرة الأولى في تاريخ النادي فقط بعد 18 شهرا من الصعود للدوري الممتاز رفقتهم.
المنافسة في تلك المنطقة من جدول الترتيب تبدو حامية، مانشستر يونايتد يتواجد ثانيا برصيد 38 نقطة وبفارق ليس بكبير عن الفريق الذي يليه، تشيلسي الذي جمع 35 نقطة.
يتساوى خلفهما كل من ليفربول وتوتنام وبيرنلي برصيد 31 نقطة، ثم يأتي أرسنال برصيد 30 نقطة في المركز السابع.
هل يستمر بيرنلي ويصبح الحدث الأبرز في كرة القدم الإنجليزية هذا الموسم؟ سنتابع ما يتبقى منه.
ثورة بويل
من يمتلك أكبر سلسلة انتصارات لا تزال سارية بعد سلسلة مانشستر سيتي التي أصبحت علامة في تاريخ الدوري الممتاز؟
الإجابة هي ليستر سيتي، وتحت قيادة الفرنسي كلود بويل.
منذ قدوم بويل، تحسن أداء الفريق بدرجة كبيرة بعدما كان أقرب لمراكز الهبوط تحت قيادة كريج شاكسبير.
بويل حقق انتصاره الخامس مع الفريق من أصل 8 مباريات قادهم فيها، والرابع على التوالي في أسبوع كان رائعا للثعالب، وحصدوا فيه 6 نقاط كاملة من خارج قواعدهم أمام نيوكاسل وساوثامبتون.
8 مباريات سجل فيها الفريق 15 هدفا، وفشل في التسجيل في مباراة واحدة كانت ضد مانشستر سيتي وتلقى 7 أهداف.
بالمقارنة مع 12 هدفا مسجلا للفريق و16 هدفا هزوا شباك كاسبر شمايكل في الجولات الـ8 الأولى، يمكن استنتاج مدى التطور الذي حدث في الفريق ومدى التماسك الدفاعي الذي اشتهر به الفريق في موسمه التاريخي، ومدى فاعلية الهجوم بشكل أكبر وعودة رياض محرز من جديد لجزء من مستواه الذي قاده للتتويج بجائزة أفضل لاعب في الدوري قبل أقل من عامين.
الآن ليستر سيتي في المركز الثامن، فإلى أين يمكن أن يصل أكثر؟ بويل رفع مستوى الرهانات.
بصمة ألاردايس
لا يقدم إيفرتون أفضل كرة قدم ممكنة منذ بداية قيادة سام ألاردايس للفريق قبل 3 جولات، ولكن المدير الفني البريطاني المخضرم ساهم في تكوين شخصية قوية لفريق يصعب هزيمته.
ليفربول كان الطرف الأفضل في دربي الميرسيسايد مطلع الأسبوع الجاري، ولكن كتيبة ألاردايس انتزعت نقطة هامة من ملعب أنفيلد كانت ضرورية لزيادة الثقة.
واين روني يعيش أفضل أيامه مع إيفرتون هذا الموسم، حيث سجل 5 من أخر 8 أهداف سجلها الفريق في آخر 4 مباريات، كما أنه أصبح الهداف الأفضل للنادي هذا الموسم في الدوري بوصوله لـ9 أهداف، واقترابه نوعا ما من صراع الصدارة التهديفية.
إيفرتون الآن يتواجد عاشرا في الترتيب، ويمتلك سلسلة من اللاهزيمة تبدو جيدة لكي يبني عليها من أجل النصف الثاني من الموسم.
هل "بيج سام" ناجح في مهمته؟ يمكن الإجابة بـ "نعم" لو استمر إيفرتون في التقدم في جدول الترتيب مع مرور الجولات.
سلسلة اللافوز
مثلما تفخر بعض الأندية بسلاسل طويلة من عدم تلقي الهزائم، تعاني أندية أخرى من توالي عدد مباريات دون تحقيق أي فوز.
لا يمكن تحديد من الاسوأ هنا/ هل هو نيوكاسل الذي حقق نقطة وحيدة من أخر 8 مباريات لعبها، أم ويست بروميتش ألبيون الذي لا ينتصر في أخر 15 مباراة له، واكتفى بالتعادل في 5 من أخر 10 مباريات؟
كلاهما قريب من مناطق الهبوط، ولكي يخرجا منها، لا بد أن يأتي الانتصار.
آلان باردو لا يزال يضع بصماته الأولى مع ويست بروميتش ألبيون، ورغم استمرار غياب الانتصارات فإن الفريق تحت قيادته انتزع نقطتي تعادل من توتنام وليفربول، بينما يبدو مستقبل رافائيل بينيتيث في خطر بهذا السجل السلبي.
المثير هنا أن الفريقان التقيا منذ 4 جولات لكسر هذه السلسلة، فاكتفيا بالتعادل.
الأمور تتصعب في ظل تحسن مستويات كريستال بالاس وويست هام في أخر جولتين، وسعيهما نحو الخروج من منطقة مراكز الهبوط مستمرة.
ويست هام حقق انتصاره الأول مطلع هذا الأسبوع تحت قيادة ديفيد مويس على حساب تشيلسي، كما حصد نقطة من أرسنال في منتصف الأسبوع ليبدو أسبوعا جيدا لجماهير الفريق اللندني الذي يصارع في مؤخرة جدول الترتيب.
الأفضل هذا الأسبوع
هل يمكن أن تراهنوا على هدف تم تسجيله هذا الأسبوع أفضل من الذي سجله محمد صلاح في شباك إيفرتون؟
قدرة فردية هائلة في استخلاص الكرة من ثنائي الدفاع وتوجيهها في منطقة صعبة للغاية من مرمى جوردان بيكفورد، ليصبح الهدف الأفضل ضمن 13 هدفا سجلهم صلاح في الدوري هذا الموسم.
من يكون أفضل من شينجي أوكازاكي في أخر جولتين؟
اللاعب الياباني قاد ليستر سيتي لفوز كبير على ساوثامبتون بنتيجة 4-1، سجل منهما هدفين وصنع ثالثا ليصبح نجم الأسبوع في إنجلترا بلا منازع.