بيتر بوش.. لأن ليس كل ما يلمع ذهبا

ليس كل ما يلمع ذهبا مقولة عرف معناها بروسيا دورتموند بالطريقة الصعبة هذا الموسم بعد أن تراجعت نتائج الفريق بشكل مخيف في الشهر والنصف الأخير وانتهت بإقالة المدير الفني بيتر بوش بعد أقل من نصف موسم من تعيينه مديرا فنيا خلفا لتوماس توخيل.

منذ 50 يوما فقط كان دورتموند متصدرا للدوري الألماني وبوش نفسه سجل اسمه في القائمة الذهبية بالدوري الألماني كونه أول مدرب يقود فريقه في المباريات الخمس الأولى من البطولة بدون أن تهتز شباكه بأي هدف وستة انتصارات في الجولات السبع الأولى.

كل شيء كان يسير على ما يرام حتى أعلن بايرن ميونيخ إقالة مدربه كارلو أنشيلوتي وتعويضه بيوب هاينكس فبدأ انهيار الفريق الأسود والأصفر والتراجع.

البعض ربط بين هذا التراجع وبين عودة هاينكس المرعب للجميع في البوندسليجا ولكن التراجع لم يتوقف بل استمر طوال الفترة الماضية.

الدفاع الذي لم يستقبل أي هدف في المباريات الخمس الأولى استقبل 23 هدفا في الجولات العشر التالية وهجوم الفريق لم يشفع له للخروج بنتائج إيجابية فلم يحقق الفريق أي فوز سواء في الدوري المحلي أو دوري أبطال أوروبا منذ 30 سبتمبر الماضي عندما تغلبوا على أوجسبورج بهدفين لهدف.

أسود الفستيفاليا فرطوا في فوز ضخم بالدربي أمام شالكه خلال تلك الفترة بعد أن تقدموا في الشوط الأول بأربعة أهداف نظيفة قبل أن ينجح الملكي الألماني في العودة والخروج بنقطة التعادل من عقر دار دورتموند وسط مشاهدة من بوش الذي فشل في تشجيع لاعبيه سواء لإضافة المزيد أو الدفاع عن مرماهم للحفاظ على النتيجة.

"لا يمكن أن يحدث هذا! أن تخسر تقدما بنتيجة 4-0 قبل نهاية الشوط الأول فلا يمكنك أن تسمح بذلك، أنا محارب ولن أستسلم وسأقوم ببناء هذا الفريق مرة أخرى" كانت تلك تصريحات بوش بعد التعادل المخيب في الدربي وقبل إقالته بثلاث مباريات فشل في الفوز بأي منها.

رحل المدرب الهولندي بعد 24 مباراة فقط قاد فيها الفريق تدريبيا لم يحقق سوى 8 انتصارات فقط مقابل 9 هزائم و7 تعادلات، هجوم الفريق سجل 53 هدفا ولكن دفاعاته استقبلت 38 هدفا بعد أن سجلت نفسها الدفاع الأقوى في تاريخ انطلاقات الدوري الألماني.

"لقد تحدثنا ألف مرة ولكن لا شيء تغير لقد سئمت من سماع تبريرات الخسارة ولكني متأكد وسأظل أعيدها مرارا وتكرارا بأن أسباب التراجع هي نفسية في المقام الأول" هكذا كان تعليق نوري شاهين لاعب وسط دورتموند على نتائج فريقه في الآونة الأخيرة.

بوش كان اختيار الثنائي يواكيم فاتسكه المدير التنفيذي لدورتموند ومديره الرياضي مايكل زورك بعد موسمه الناجح مع أياكس.

خسر في هذا الموسم لقب الدوري بفارق نقطة وحيدة عن البطل فينورد وبعدها خسر لقب الدوري الأوروبي لصالح مانشستر يونايتد في النهائي.

السبب لم يكن فقط تلك النتائج وإنما أسلوب لعب "تلميذ كرويف" باعتماده على الضغط العالي والكرة الهجومية السريعة التي تميز بها دورتموند مع يورجن كلوب ومن بعده توماس توخيل فأرادت الإدارة استكمال عقد هذه النوعية من المدربين مع قدراتهم في تطوير اللاعبين الشباب والأسماء المغمورة لاستمرار النتائج المميزة بجانب تصدير النجوم إلى كبار أوروبا.

فكرة تجمع كشافي دورتموند ومواهبهم الشابة مع المدرب بيتر بوش الذي قاد مجموعة من الأطفال الموسم الماضي لنهائي يوروبا ليج بالتأكيد رائعة ونظريا دورتموند سيتحول إلى فرخة تبيض ذهبا للجميع في أوروبا.

لكن الأمور لم تسر جيدا في النهاية، البعض أرجعها إلى الإصابات التي ضربت بعضا من أعمدة الفريق الرئيسية ولكن لا أحد غاب لفترة طويلة سوى ماركو رويس المصاب بالفعل منذ وصول بوش والظهير الأيمن لوكاس بيتشسكي الذي بإصابته خسر دورتموند قوته الدفاعية بشكل تام.

بوش كان لديه تبرير أخر لذلك عندما صرح قائلا "لدينا خطة بديلة ولكننا لم نتقن بعد خطتنا الأساسية حتى نلجأ لها"، للأسف رحل قبل أن يتقن فريقه طريقة لعبه الأساسية أو يتحول إلى البديلة.

رحل بوش بشكل مخيب وبدون ذكريات سعيدة في ألمانيا بعد أن حاز على اهتمام الجميع بمشروعه الناجح مع أياكس الموسم الماضي وبديله كان بيتر آخر وهو شتوجر المدير الفني السابق لكولن والذي تمت إقالته منذ أيام قليلة بسبب تذيل فريقه لجدول ترتيب الدوري الألماني.

لماذا هذا المدرب بالذات؟ زورك قال "هو قادر على إضافة بعض القوة والثبات لدفاعات الفريق".

انتهت حقبة المدرب الهولندي سريعا في دورتموند وبدون أي بصمات واضحة له على أداء ومسيرة الفريق خلال الفترة الماضية ويستمر مسلسل سوء الحظ الملازم لصاحب الـ54 عاما ولكن هذه المرة الخسارة لم تكن في الأمتار الأخيرة وإنما في منتصف الطريق.