نسخة أسرع من ريال مدريد ظهرت في الفوز على إشبيلية بخماسية في ليلة استعرض فيها كريستيانو رونالدو كراته الذهبية الخمسة وتألق فيها أشرف حكيمي.
فاز ريال مدريد على إشبيلية بخمسة أهداف دون رد في الجولة الـ15 من الدوري الإسباني.
4-4-2
اعتمد زين الدين زيدان على طريقة 4-4-2 الكلاسيكية بوجود توني كروس ولوكا مودريتش في وسط الملعب ولوكاس فاسكيز وماركو أسينسيو على الجانبين الأيمن والأيسر.
وجود الثنائي كروس ومودريتش ساهم في أن أغلب التمريرات كانت بمثابة فرصة للتسجيل أو كانت تمريرة ما قبل صناعة الفرصة.
وساعدهما في ذلك وجود فاسكيز يمينا وأسيسنيو يسارا حيث لعب كلا منهما في جبهة قدمه المفضلة وساهم هذا في إرسال الكرات العرضية كما أضاف سرعة أكبر للفريق في التحول من الدفاع للهجوم وحسن استغلال المساحات في دفاع إشبيلية.
وهذا ما ظهر في صناعة فاسكيز وأسينسيو لـ8 فرص للتسجيل بواقع 3 فرص للأول الذي صنع هدفا و5 فرص للثاني الذي صنع هدفين. كما أرسل الثنائي 9 عرضيات خلال اللقاء.
عنصر السرعة كان حاضرا في ريال مدريد لغياب إيسكو وكاسيميرو عن المشاركة، حيث يعاني الأول من البطئ والثاني من القدرة على صناعة الفرص نظرا لتمركزه في الملعب خلف كروس مودريتش.
لكن ما قدمه ريال مدريد أمام إشبيلية لا يعني استبعاد الثنائي من المشاركة في المباريات المقبلة نظرا لأهميتهم كما أن ريال مدريد لن يجد مثل هذه المساحات في كل مباراة يخوضها وسيحتاج لمن يمتلك الحلول الفردية والرؤية لخلق الفرص وسط التكتل الدفاعي مثل إيسكو وأيضا سيحتاج لم يؤمن خط دفاعه عند تقدم الفريق للهجوم والاستحواذ على الكرة في ثلث الخصم مثل كاسيميرو.
غياب إشبيلية
لم يستغل إشبيلية غياب العناصر الأساسية في دفاع ريال مدريد واللعب بالبدلاء وفشل في تهديد مرمى كايلور نافاس.
محاولة هجومية واحدة فقط قام بها إشبيلية كانت في الدقيقة 82 عن طريق لويس موريل. أي بعد نهاية المباراة فعليا.
وعلى الرغم من خلق لاعبو إشبيلية لـ7 فرص للتسجيل إلا أنهم لم يصوبوا سوى 3 مرات فقط على المرمى في كرات لم تكن خطيرة بالشكل الكافي لتهديد فريق زيدان.
أحكم الثنائي مارسيلو وأسيسنيو غلق الجبهة اليمنى التي تواجد فيها خيسوس نافاس بمفرده دون مساندة من ميركادو، بجانب فقدان نوليتو القدرة على خلق الفرص من خلال الحلول الفردية.
وفي وسط الملعب نجح زيدان في إفساد سيطرة إشبيلية على الكرة بالرغم من غياب كاسيميرو وعدم تعويضه بلاعب ارتكاز والدفع بكروس ومودريتش في عمق الملعب مع عودة فاسكيز وأسينسيو للدفاع بتقليل المسافة بين خط الدفاع وخط الوسط لخنق إشبيلية وجعل استحواذه سلبي.
ما يبحث عنه زيدان
سوق انتقالات في الصيف لم يضم أسماء ضخمة بالنسبة للفريق واستمر في نهج سياسته بضم المواهب الشابة والعمل على تطويرها جاء على حساب التفريط في دكة البدلاء التي جعلت ريال مدريد يشكل فريقا خاصا بالدوري الإسباني وأخر خاصا بدوري أبطال أوروبا.
ومع سوء نتائج الفريق وفقدان النقاط لم يكن زيدان قادرا على الدفع بتلك المواهب، لأن أداء ريال مدريد في المباريات لم يكن ليسمح بتجربة لاعبين جدد أو تجربتهم خوفا من "حرقهم" في المباريات ولعزلهم عن الضغط وتحمل سوء المستوى.
لهذا كلما يجد زيدان الفرصة المناسبة للدفع بمن سيكونوا الجيل الجديد لريال مدريد؛ يستغلها بالشكل الأمثل على الرغم من أنها لم تتاح كثيرا هذا الموسم.
كرر زيدان ما فعله أمام لاس بالماس، وأنهى لقاء إشبيلية بتواجد الخماسي: ماركوس يورنتي، داني سيبايوس، لوكاس فاسكيز، ماركو أسينسيو وإيسكو.
سيطر الخماسي على الكرة طولا وعرضا خلال الدقائق الأخيرة من المباراة رغم التقدم في النتيجة بخماسية دون رد.
إذا أن مشاركة الإسبان الصغار مربوطة بتحسن النتائج.
أشرف حكيمي
ظهر الظهير المغربي الشاب بشكل رائع أمام إشبيلية وكلل مجهوده بتسجيل هدفا بعد عمل جماعي من لاعبي ريال مدريد.
تواجد لوكاس فاسكيز أمام صاحب الـ19 ساعده كثيرا في الشق الهجومي. الجناح الإسباني تكفل بالأدوار الهجومية وإرسال الكرات العرضية والتي تعد أحد نقاط ضعف حكيمي الذي أرسل 5 كرات عرضية لم تكتمل أيا منهم أمام الفريق الأندلسي.
تبادل التحرك بين الخط والعمق بين حكيمي وأشرف ساعده أيضا في الظهور بصورة أفضل عن التي ظهر بها في المباريات الماضية، وأكمل حكيمي ظهوره الرائع بالتغطية الدفاعية وإيقاف خطورة نوليتو في الجبهة اليسرى لإشبيلية.
المطالبة بتقديم مستوى قريب من ما يقدمه دامي كارباخال كان مطلب من ينفقد حكيمي، وكأن حكيمي يتمتع بالخبرات التي تجعله يعوض ظهيرا بقيمة كارباخال الذي يعد أحد أفضل من يلعب في الجبهة اليمنى حاليا؛ لذا سيساهم ما قدمه حكيمي في تقليل حدة الانتقادات.
الآن بات حكيمي مطالبا بالاستمرار في تقديم نفس الأداء والتطوير بشكل أكبر في عملية إرسال الكرات العرضية التي يجد فيها زيدان الحل للوصول للمرمى المنافس.