"فيما يخص الفوز بالألقاب فنحن توأم في هذا الصدد، كل المدربين يرغبون في الفوز بها ونحن كذلك". هكذا تحدث جوسيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي قبل الدربي.
المواجهة المنتظرة بين الأول والثاني في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي وأقوى خط دفاع متمثلا في مانشستر يونايتد ضد أقوى خط هجوم في الدوري متمثلا في مانشستر سيتي قد حان موعدها.
قد نتذكر العديد من المواجهات بين المدربين كلاهما اعترض طريق الأخر كلاهما انتقد الأخر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
قال بيب في وقت سابق عن مورينيو :"أنا اعرفه وهو يحاول أن يستفزني لكي يحصل على رد فعل، لكنني لن أفعل ذلك، لن أتفاعل معه، لن أجيب عليه، فقط حينما أفكر في الوقت المناسب سأرد".
العلاقة بين مورينيو وبيب محتدمة للغاية منذ أن ذهب "الاستثنائي" إلى إسبانيا لتدريب ريال مدريد عام 2010 حينها كان عليه مواجهة النسخة الأقوى في تاريخ برشلونة ضد "الفيلسوف" جوسيب جوارديولا.
أبرز اللحظات التي جعلت مورينيو يخرج عن شعوره فعليا ضد بيب حينما خسر ريال مدريد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2011 من برشلونة. وصرح قائلا:"آمل يوما ما أن يكون لجوارديولا الفرصة في الفوز ببطولة بطريقة بارعة وهادئة بدون فضيحة".
بالطبع كان المدرب البرتغالي يلمح إلى طرد بيبي وما حدث في المباراة، وكذلك ما حدث ضد تشيلسي في مباراة 2009 ضد تشيلسي في نفس الدور، هكذا بررت صحيفة "ماركا" تصريح المدرب البرتغالي في ذلك الوقت، واصفة بيب بالمدرب الذي لا يفوز بطريقة رائعة.
لكن مورينيو دفع بعد ذلك بيب للخروج عن النص للعصبية، ذلك المدرب الذي رفض الرد خرج عن شعوره أخيرا.
قال الفيلسوف :"في المؤتمر الصحفي هنا هو الرئيس هو السيد وأنا لا أريد منافسته للحظة".
وأتبع "أحاول التعلم من جوزيه في الملعب، لكنني أفضل أن أتعلم قليلا قدر المستطاع منه خارج الملعب".
لكن هل هما متشابهان؟ في البداية قال بيب :"إن كان هذا صحيحا فسأعيد النظر في سلوكي".
مجددا ما أنتم يا بيب؟ :"نحن توأم".
الفارق كان كبيرا ما يقرب من 6 أعوام، ذهب مورينيو لتدريب تشيلسي وأخيرا مانشستر يونايتد أما بيب في البداية درب بايرن ميونيخ وأخيرا وصل إلى مانشستر سيتي.
أكثر مدرب واجهه مورينيو طوال مسيرته هو جوسيب جوارديولا بالتساوي مع مارك هيوز بـ19 مباراة. لكن سجله ليس حافلا مثل سجله ضد هيوز.
ضد جوارديولا فاز مورينيو في 4 مواجهات وتعادلا في 6 وخسر 9 مباريات.
لم يتواجه المدربان في أي مسابقة منذ مباراة الدوري التي انتصر فيها ريال مدريد بنتيجة 2-1 ضد برشلونة في الجولة الـ35 من موسم 2011-2012، قبل أن يعود المدربان ليلتقيا في موسم 2013-2014 تلك المباراة التي حسمت بركلات الترجيح أحدهما كان مدربا لتشيلسي والأخر لبايرن ميونيخ.
الدربي في إنجلترا قبلهما كان يتمحور فقط حول مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، الجانب الأحمر والجانب الأزرق من المدينة، بالطبع كان هناك سير أليكس فيرجسون واجه عدة مدربين مثل مارك هيوز وروبيرتو مانشيني ومانويل بيللجريني وأيضا درب يونايتد ديفيد مويس ولويس فان جال.
كل هؤلاء المدربين وبالطبع مع تواجد سير أليكس كان هناك قيمة للمواجهة، لكن بتواجد الاستثنائي والفيلسوف أصبح للمواجهة ثقلا كبيرا داخل وخارج الملعب لم يعد الأمر حول الأحمر والأزرق بل أيضا هناك مدربان من الأفضل في تاريخ اللعبة يتنافسان خارج الخط بكل تلك الفنيات والتصريحات.
جمع المدربين خلال الموسم الماضي 3 مواجهات، 2 في الدوري وفاز سيتي في واحدة بنتيجة 2-1 وتعادلا في الثانية بنتيجة 0-0، وفي الجولة الرابعة من كأس الرابطة فاز يونايتد بنتيجة 1-0 ليتوج فيما بعد بطلا للبطولة.
هل هما توأم فعلا؟ نسمع عن التوأم المختلف ذلك المسلسل الكارتوني الشهير الذي يحكي عن توأمين مختلفين في الشكل والتصرف والسلوك، أحدهما طيب القلب وذكي ويتعامل مع الناس من حوله بلطف شديد والأخر قاسي القلب ولا يحبه أحد وأعمالهما مضادة لبعضهما البعض.
لا يوجد أفضل من نجم الكرة الإنجليزي السابق جاري لينيكر ليشرح ذلك قبل المواجهة في حوار مطول أجراه عبر التلفزيون البريطاني حول أوجه الشبه والاختلاف بين المدربين بل حذر من وصف مورينيو بـ"الجميلة" وبيب بـ"الوحش".
وصرح لينيكر قائلا :" "بيب عبقري ولا أعتقد أن هناك شك في ذلك خاصة فيما يتعلق بتطوير اللاعبين والأداء، وأسلوبه وفلسفته كذلك".
وأردف "كان هناك بعض المشككين في الموسم الماضي، البعض قال إنه لا يمكنه أن يكرر نجاحه في الكرة الإنجليزية وكل هذا الهراء".
واسترسل "إنه يثبت فعليا أنه يمكنه النجاح في إنجلترا، سيتي عانى في الموسم الماضي لأنه لم يجد حارسا بإمكانه إثبات نفسه".
وأتبع "برافو مر بوقت سيء، لكن إيدرسون يبدو جيدا جدا، جوارديولا يطور حتى لاعبينا الإنجليز وتلك نقطة إضافية لنا، أمثال جون ستونز ورحيم سترلينج وكايل ووكر".
وواصل "أعتقد أنه يجب أن تكون أكثر حرصا كذلك مع الانتقاد الزائد لأسلوب جوزيه مورينيو خاصة وأنه كان ناجحا للغاية".
وأكمل "من الرائع أن ترى الانطلاقات والفكر الهجومي في كرة القدم ومحاولة تسجيل أكثر عدد من الأهداف ضد خصمك، لكنك ترغب دوما في أن يتواجد لديك أكثر من أسلوب مختلف".
واستدرك "إن كانت كرة القدم المتوهجة والمزخرفة تثبت أحقية المنتصر لحقبة من الوقت، فهذا سيكون أمرا جيدا للعبة، لكن يجب أن تقلق إن قلت بيب يكون الجميلة وجوزيه هو الوحش، هذا نقد قاس وغير جيد وغير عادل".
إذا من السيء ومن الجيد؟
وصرح لينيكر في هذا الصدد: "في برشلونة قدم بيب أسلوب اللعب الذي قدمه يوهان كرويف والآن طور الأمر أكثر وجعله حتى أكبر".
وأتبع "التيكي تاكا كانت تعتمد في الأساس على التمرير فقط ثم التحرك، مرر وحرك، وتلك التي كنا نراها سابقا مع نظام مختلف وأقل حذرا".
وأردف "إنه أمر جيد أن تعيد اللعبة إلى أيامها الأولى، ولهذا السبب نرى العديد من الأهداف وظهيري الجنب يتقدمان ويتألقان".
وأكمل "أيا كان الخصم الذي سيواجه جوزيه مورينيو في دوري أبطال أوروبا في دور الـ16 سيجعلنا نتحدث عن الفريق، إنه فريق جوزيه مورينيو الآن، ومنظمين بشكل جيد جدا، ومن الصعب أن تسجل ضده ويسقطون الخصوم ولديهم رقم على ملعبهم لا يصدق".
واستدرك "نعم إنهم أقل في ناحية تواجد النجوم في الفريق لكي يفوزوا ببطولة مثل دوري أبطال أوروبا، لكن بعد الكريسماس سنصل لمرحلة الإقصاء من دوري الأبطال، وتشيلسي فاز باللقب في 2012 من دون أن يلعب بطريقة جدية، لذا لن نعلم أبدا".
وأضاف "يونايتد لم يكن جيدا في دوري الأبطال هذا الموسم والمباريات كانت عادية لكنه سيتصدر مجموعته".
واستكمل "لم أكن لأصف مورينيو بمدرب سلبي. كنت سأطلق عليه مدرب عقلاني للغاية، إنه يعلم أنه سيحصل على نتائج ويعلم كيف يحصد الكثير من النقاط في الموسم".
وتابع "يونايتد يلعب بأسلوب مختلف عن سيتي وطريقة بيب سهلة للغاية على العين وممتعة جدا".
وأكمل "لكنني لا أعتقد أنه تحت أي ضغط أكثر من الطبيعي بالنسبة لمدرب يونايتد، الذي فاز بعدد من الألقاب في الموسم الماضي وسأتفاجأ إن لم يفز بلقب هذا العام".
وأتم "الدوري قد يبدو بعيدا على يونايتد لكن الأمر أكثر من مجرد روعة ستيي، إنه لا يلعب بطريقة سيئة، لكن سيتي لازال فريقا من الصعب أن تتغلب عليه".
من يفوز في المواجهة الاستثنائي أم الفيلسوف؟ هما توأم ليس متشابها في أي شيء في النهاية.