كتب : محمد يسري
"أنا هُنا مُنذ الـ14 من عمري، كل أصدقائي هُنا، لذا؛ سأبقى هُنا، في ستامفورد بريدج حتى يقولوا لي: ارحل.. وحتى يأتي هذا اليوم، فأنا سأظلُ هُنا". - جون تيري
يحمل الـ5 من ديسمبر ذكرى طيبة لمدافع تشيلسي الإنجليزي، جون تيري، الذي احتفل فيه بمرور 16 عاما على ارتداءه شارة قيادة الفريق اللندني للمرة الأولى في تاريخه، أمام تشارلتون أتلتيك في موسم 2001-2002، والتي خسرها بهدف دون رد.
أما اليوم 7 ديسمبر، فيحتفل تيري بعيد ميلاده الـ37.
تيري الذي إنضم لتشيلسي وهو بعمر الـ14 عاما، قادما من فريق ويستام، جاء إنضمامه بعدما ذاع صيته في إنجلترا، حيث كان لاعب الوسط الأفضل بين أبناء جيله.
لكن بعد إنضمامه لتشيلسي، عانى فريق فئته العمرية من غياب المدافعين، ليلجأ مدربه في ذلك التوقيت للاعتماد عليه في مركز قلب الدفاع، الذي أبلى فيه بلاء حسنًا، حتى تم تصعيده للفريق الأول موسم 1998-1999، قبل أن يكمل 19 عامًا، بأمر من المدرب الإيطالي جيانلوكا فيالي، لكنه لم يشارك سوى 50 دقيقة قُسمت على مباراتين.
بداية مسيرة تيري كلاعب خط وسط جعلته يكتسب الرؤية الصحيحة على التمرير وحسن توقع اتجاه الكرة، كما أن تمتع اللاعب الإنجليزي الشاب بالقوة والسرعة؛ جعله الخيار الأساسي للمدرب كلاوديو رانييري بجوار المخضرم وقائد الفريق في موسم 2000-2001، مارسيال دوساييه.
وعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه تمتع بشخصية قيادية كبيرة جعلت الكل يتوقع له مستقبل باهر.
فيقول عنه أسطورة تشيلسي، الإيطالي فرانكو زولا، الذي زامل تيري في بداية مسيرته: " لقد كنت منبهر بهذا الناشئ الصغير الذي يظهر في الملعب وكأنه يلعب معنا منذ زمن طويل.. تيري لم يخشى أي شخص في الملعب على الرغم من صغر سنه، وكان يواجه أي لاعب –مهما بلغ مستواه أو نجمه- بقوة".
23 مباراة بجوار دوساييه في موسم تيري الأول، أضافت لدفاع تشيلسي القوة والصلابة؛ ليستقبل 38 هدفا فقط بمعدل هدف في كل مباراة، ويتأهل لتصفيات بطولة كأس الاتحاد الأوروبي بعد غياب عن البطولات الأوروبية منذ موسم 1998-1999.
يقول دوساييه عن تيري: "أنه المثال الفعلي لقائد الفريق، هذا ظهر عليه منذ الصغر".
لذا لم يجد جوزيه مورينيو شخصا أفضل من جون تيري للاعتماد عليه كقائد للفريق في موسم 2004-2005، بعد رحيل دوساييه عن الفريق، فقد المدرب البرتغالي بـ "الرجل الأول".
ومع مورينيو جاءت الإنطلاقة الحقيقية لتيري، تشيلسي حقق لقب الدوري ولم يستقبل طوال الموسم سوى 15 هدفا فقط، والقائد يتوج بلقب أفضل لاعب في الدوري؛ ليكون المدافع الثاني بعد مدافع أستون فيلا بول ماكجراث الذي حقق تلك الجائزة في أول مواسم الدوري الإنجليزي بالمُسمى الجديد "بريمييرليج" موسم 1992-1993
شخصية تيري القيادية تجعله يؤمن بالقتال على الكرة طالما باستطاعته أن يحصل عليها، برأسه أو بأي شئ آخر، في أي موقف وأي وضع هجومي كان أو دفاعي، المهم أن ينتصر تشيلسي.
إيمان تيري بهذا الأمر جعله يحرس مرمى الفريق في مباراة ريدنج في الجولة الثامنة للدوري الإنجليزي في موسم 2006-2007.
بعد 5 دقائق من المباراة يُصاب بتر تشك في رأسه ليغادر أرض الملعب تاركا مكانه لكلاديو كودوتشيني، الذي يُصاب أيضا في الدقيقة 94.
تشيلسي أنهى تغييراته الثلاث، وحتى وأن لم تنتهي؛ فلا يوجد حارس آخر على دكة البدلاء ليحل محل الإيطالي المصاب؛ لذا ارتدى تيري قميص الحارس الثالث هيلاريو وحافظ على نظافة الشباك ليخرج تشيلسي منتصرا.
ولكارلو أنشيلوتي رأي خاص عن تصرفات تيري القيادية، والتي ذكرها في كتابه "The Beautiful Games of an Ordinary Genius"
فيقول: "تيري وُلد وشارة القيادة بذارعه.. بها أو بدونها هو يفعل ما يجب أن يصدر منه كقائد، فلديه شعور بالمسؤولية تجاه تشيلسي وكأنه يُدير شركة مع أن تشيلسي هو بيته".
"عندما كنت مدربا لتشيلسي، كانت كلمة واحدة من تيري تكفي لسماع الصمت في حجرة خلع الملابس".
خسر تيري مباراته الأولى كقائد للفريق لتنفر منه بعض الجماهير وكأنه شؤم على الفريق، لكنه استمر في رحلته مع تشيلسي حتى صار القائد الأكثر تتويجا بالألقاب مع الفريق.