كتب : رامي جمال
14 نقطة من أصل 18 ممكنة جمعها مصر المقاصة تحت قيادة مدربه عماد سليمان بعدما حصد واحدة فقط في أول خمس جولات من الدوري مع مدربه السابق مؤمن سليمان.
وبعدما كان يتواجد الفريق في مراكز الهبوط أصبح الآن يحتل المركز الثامن برصيد 15 نقطة بفارق أربع نقاط عن الزمالك صاحب المركز الرابع ولكل منهما مباراة مؤجلة.
فماذا حدث في المقاصة ليتحول الفريق مع عماد سليمان من المركز الـ17 وقبل الأخير إلى المنافسة على التواجد في المربع الذهبي؟
أسلوب لعب الفريق
مع رحيل مؤمن سليمان انصبت الترشيحات حول الكثير من الأسماء ولكن المقاصة فاجأ الجميع باختيار المدير الفني الأسبق للإسماعيلي.
لماذا بالتحديد عماد سليمان وليس غيره؟
وليد هويدي مدير الكرة تحدث في وقت سابق لـFilGoal.com قائلا:"نملك لاعبي كرة قدم والطريق الأنسب لهم هي طريقة الإسماعيلي أصحاب مدرسة الكرة الجميلة".
وواصل" لقد جربنا التجربة مع إيهاب جلال ونجحت الآن نريد الاستمرارية".
ما حدث من مسؤولي المقاصة يوضح مدى استيعابهم الجيد لقدرات فريقهم فليس من المعقول أن تأتي بمدرب يحبذ النهج الدفاعي وتطلب منه الهجوم والعكس صحيح.
عماد سليمان من أبناء الدراويش حينما كان لاعبا مثل إيهاب جلال والثنائي يحب الاستحواذ على الكرة واللعب السريع على الأرض وليس الكرات الطويلة.
ويملك بالفعل العديد من اللاعبين الذين يحبون اللعب على الأرض وإرسال التمريرات السريعة بل والتسديد أيضا مثل حسين الشحات وصلاح ريكو وهاني سعيد.
البداية الصحيحة هي ما صنعت كل شيء للمقاصة.
والدليل على ذلك هو عدد الأهداف المسجلة، فخلال ست مباريات فقط في الدوري سجل المقاصة 17 هدفا وهذا يساوي 2.8 هدف في اللقاء الواحد.
البناء على ما سبق
من المميز أنه حين تولى عماد سليمان لم ينتقد سلفه مؤمن سليمان أو يهدم كل ما كان يحاول بنائه بل العكس تماما هو ما حدث.
وقال عماد سليمان لقناة "أون سبورت" حينما تولى تدريب المقاصة:"الحظ عاند المقاصة كثيرا خلال المباريات الأخيرة وحدث ذلك في مواجهة إنبي الأخيرة، ماذا كان على مؤمن سليمان فعله؟ هل كان يجب عليه أن يسجل الهدف بنفسه"؟
وأردف"سنعمل على إعادة الثقة للاعبين خلال المعسكرات المغلقة التي سنخوضها خلال الفترة المقبلة".
فالثنائي يعتمد على طريقة 4-1-4-1 أو 4-2-3-1 ولكن الفارق أن مؤمن كان يجري الكثير من التبديلات على تشكيل لاعبيه في كل مباراة.
لكن على النقيض تماما فإن عماد سليمان حاول تثبيت التشكيل كلما أمكن ولكنه قام بالتغيير لظروف خارجة عن إرادته سواء للإصابة أو للإيقاف.
كما أن عماد سليمان قال أنه يتابع المقاصة جيدا لذا فهو كان يعلم ما يحتاجه الفريق حينما تولى المسؤولية.
فيما اعترف مؤمن سليمان أنه لو عاد به الزمالك لما وافق على تدريب المقاصة وأوضح لقناة "دي إم سي سبورتس" قائلا:" لست نادما على تدريب المقاصة، ولكن ندمت على تدريبه في هذا التوقيت".
وأوضح"قبلت تدريب المقاصة من أجل المشاركة الإفريقية، ولكن لو جاءت الفرصة في وقت مبكر لكنت علمت بنواقص الفريق وعملت بشكل أفضل".
وأتم"شعرت بالغرور للحظة وأعترف أن ذلك أثر على نتائج مصر المقاصة، وأتحمل مسؤولية النتائج السلبية خلال قيادتي الفنية للفريق".
وهنا ربما يكمن سبب عدم نجاح تجربة مؤمن سليمان وسير نظيره عماد سليمان بشكل جيد حتى الآن.
ما يميز المقاصة حتى الآن مع عماد سليمان هو قدرته على استغلال الفرص التي تتاح له فعلى سبيل المثال أمام طلائع الجيش سدد أربع مرات على مرمى الفريق العسكري كلهم أسفروا عن أهداف.
وفي لقاء الزمالك سدد الفريق الفيومي سبع مرات بدقة وسجل ثلاثة أهداف وأمام بتروجيت مرتين أسفروا عن هدفين.
كل ذلك جعل الفريق يحقق ثلاث انتصارات متتالية في الدوري للمرة الأولى منذ الدور الثاني من الموسم الماضي من الدوري وبالتحديد في شهر أبريل.
تغيير مركز الشحات
يعيش حسين الشحات لاعب المقاصة فترة رائعة للغاية خلال الموسم الجاري ويتصدر جدول هدافي الدوري برصيد ثمانية أهداف.
اعتاد الشحات على اللعب كظهير أيمن مع إيهاب جلال أو مع قدوم مؤمن سليمان وتغير مركزه في بعض المباريات.
لكن مع تولى عماد سليمان المسؤولية أعاده لمركزه الأصلي في وسط الملعب سواء أسفل المهاجم ليكون هو صانع الألعاب الرئيسي وأحيانا يلعب في وسط الملعب ليميل على الناحية اليمنى ويتعاون مع حسني فتحي الظهير الأيمن.
ذلك الأمر جعل المقاصة ويبدو وأنه انتدب لاعبا جديدا في الصيف الماضي فتحول الشحات إلى ماكينة أهداف مرعبة.
في بداية الموسم سجل الشحات هدفا وحيدا وصنع اثنين فقط.
ولكن مع تحول مركزه مع عماد سليمان سجل سبعة أهداف وصنع اثنين في خمس مباريات فقط في الدوري.
وفي لقاء كأس مصر أمام المريخ في دور الـ32 سجل هدفين وصنع هدفا.
أي أن الشحات مع قدوم عماد سليمان وتغير مركزه ساهم في 12 هدفا من أصل 20 سجلهم المقاصة أي ما يساوي 60%.
تألق أنطوي
ما زاد من قوة المقاصة هو شهية مهاجمه جون أنطوي المفتوحة على تسجيل الأهداف بقوة خلال الموسم الجاري.
وكاد المقاصة بالفعل يتأثر في ظل إيقافه من قبل اتحاد الكرة بسبب مشكلته مع وكيله محمد شيحة لكن الفضل يعود لحسين الشحات الذي أنقذ الفريق.
وسجل أنطوي خلال الموسم الجاري ثمانية أهداف في الدوري وصنع هدفا وحيدا.
ويتصدر أنطوي والشحات جدول ترتيب هدافي الدوري بعد مرور 12 جولة حتى الآن بالتساوي.
علاج ضعف الدفاع
عانى المقاصة خلال الموسم الجاري من اهتزاز دفاعه في كل المباريات التي خاضها ولكن خلال سبع مباريات في كل البطولات مع عماد سليمان خرج بثلاث شباك نظيفة.
اللعب بدفاع متقدم مع تضييق المساحات بين خط الدفاع ووسط الملعب كان كفيلا في الكثير من الأحيان بخنق هجوم أي منافس للفريق الفيومي.
مع وجود صلاح ريكو في وسط الملعب وأحيانا هاني سعيد ومحمد مسعد فهم يعملون على التكتل سويا لاستخلاص الكرة ومن ثم تسليمها للأمام سريعا للقيام بهجمة مرتدة ناجحة.
ولكن رغم ذلك فعانى المقاصة في بعض المباريات من غياب خط دفاعه بالكامل للإصابة أو للإيقاف.
وفي أول خمس مباريات استقبل الفريق تسعة أهداف، ومع عماد سليمان استقبل سبعة فقط أي ما يساوي 1.1 هدف في اللقاء الواحد.
ربما لو نجح عماد سليمان في علاج دفاعه بشكل أفضل سيعيد للمقاصة بريقه مثلم الموسم التاريخي الذي حصد فيه وصافة الدوري.