ما فعله يورجن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول في مواجهة برايتون أثار الكثير من الدهشة وذلك في المباراة التي انتهت بفوز الحُمر بخمسة أهداف لهدف في الجولة 15 من الدوري الإنجليزي.
ونستعرض من خلال هذا التحليل الذي يقدمه المحلل ريان بالدي والذي تنشر تقاريره عبر أبرز المواقع في العالم مثل "سكاي سبورتس" و"فور فور تو" و"ياهو سبورت" وغيرهم.
ويستعرض FilGoal.com التقرير الذي نشره بالدي عبر موقع "FootballWhispers" للحديث عما قدمه يورجن كلوب أمام برايتون.
رغم الكثير من الانتقادات التي وجهت للفريق على سوء التنظيم الدفاعي خلال الموسم الجاري إلا أن كلوب اعتمد في المباراة على طريقة لعب أقرب إلى 3-4-3 بتوظيف ثنائي الارتكاز إيمري تشان وجورجينيو فينالدوم.
وبعد نهاية المباراة بسحق ليفربول لبرايتون بخماسية مقابل هدف في مباراة قوية خاصة على صعيد الهجوم المرتد، ظهرت معظم التعليقات والتحليلات لتتغنى بالهجوم الأحمر وديناميكية الأداء والمرونة في تبادل المراكز بين الثلاثي الهجومي وخاصة الهداف محمد صلاح.
ولكن أيضا كان للتنظيم الدفاعي للفريق عامل السحر في المباراة، فقد وفروا قاعدة دفاعية صلبة ينطلق على أساسها الفريق للهجوم بسرعة البرق، كما أن ثلاثي الدفاع ساعدوا أيضا في عملية كسر خطوط برايتون وبالتالي تحطيم كتلتهم الدفاعية عند تراجعهم لتطبيق دفاع متأخر وذلك عن طريق التقدم وخلق التفوق العددي في مناطق بناء وصناعة الهجمات.
منذ أن اعتمد عليها أنطونيو كونتي وحصد عن طريقها لقب البريميرليج الموسم الماضي باتت طرق اللعب بثلاثي في الخلف شائعة في الملاعب الإنجليزية وبالتالي اعتماد كلوب عليها ليس بالأمر المفاجئ في حد ذاته، ولكن قراره بالاعتماد على ثنائي وسط ملعب على يمين ويسار لوفرين في الدفاع هو الذي أعطى للفكرة أبعاد أخرى وتطبيق مختلف.
عادة كلوب خلال مسيرته منذ توليه قيادة ماينز يعتمد على نظريته بتطبيق الضغط العكسي "gegenpressing" ولا يفضل التراجع لمناطقه الدفاعية عند فقد الكرة بل الضغط بقوة وشراسة على الخصم لاستخلاصها في مناطقه الدفاعية وهو الأمر الذي يسبب له العديد من المشاكل الدفاعية خلال الموسم الحالي في ظل انخفاض معدل الشراسة في الضغط لفريقه.
ولذلك قرر كلوب في رحلته إلى برايتون تغيير الفكر مع بعض الاختلافات ففي توتنام على سبيل المثال ستجد دفاع ثلاثي ولكنه متقدما لتطبيق الضغط على الخصم وهو الأمر الذي تم اختراقه كثيرا بكرات مباشرة طولية من قبل المنافسين.
إذا الحل في تأخير لوفرين وكأنه ليبرو في الدفاع من أجل التأمين ضد الكرات الطولية، فحينما كان يمتلك ليفربول الكرة يتقدم الثنائي تشان وفينالدوم إلى وسط الملعب على يمين ويسار هيندرسون ويتأخر لوفرين خلفهم بـ10 أمتار على الأقل لتوفير العمق الدفاعي.
بالطبع هنا لوفرين لديه المجال لرؤية الملعب كاملا وعليه توقع ما سيحدث من لاعبي برايتون والقضاء على خطورتهم.
الفكرة أيضا أعطت حرية أكبر هجوميا للجناحين المدافعين ألكسندر أرنولد وأندرو روبرتسون للتقدم الهجومي وهو ما يمنح الفريق اتساعا هجوميا أكبر يسهل من مهمة اختراق دفاع الخصم بإجباره أيضا على الاتساع للتغطية عليهما، وهذا الأمر يشبه كثيرا ما يقدمه بيب جوارديولا على الجانب الهجومي خاصة حينما كان مدربا لبايرن ميونيخ.
وعند امتلاك برايتون للكرة كان يظهر خط دفاع ليفربول وكأنه رباعي حيث يتواجد كان ولوفرين وفينالدوم ويرتد بجوارهم الجناح المدافع العكسي بينما ينقض الجناح المدافع القريب من الكرة للضغط على الخصم.
بالطبع كان التأثير الإيجابي الاكبر لهذا الشكل الدفاعي هو امتلاك الفريق للاعبين لديهم القدرة على صناعة اللعب من مناطقه الدفاعية حيث تسلم تشان الكرة 103 مرة وله 90 تمريرة يأتي ثانيا بعد هيندرسون.
هُنا نرى تشان تقدم بالكرة تى وصل لخط الضغط للخصم ليختار حل التمرير إلى فينالدوم الذي سيتقدم هو الآخر.
وبالفعل اختار فينالدوم التمرير لروبرتسون الذي يدين بالفضل لكان وفينالدوم في تواجده في هذا المكان متقدما وموسعا الملعب طيلة فترات الاستحواذ.
وهو الأمر الذي توضحه خريطة متوسط تمركز لاعبي ليفربول في المباراة والتحرر الهجومي مع التأمين الدفاعي الذي أعطاه ثلاثي الدفاع للجناحين المدافعين.
من الممكن أن يكو نظام كلوب الدفاعي هذا غير مناسبا في العديد من المواجهات ولكنه في رأيي سيكون مثاليا في مواجهة الفرق التي تفضل التراجع والتكتل الدفاعي في مناطقهم المتأخرة.