بيتزي "صديق جوارديولا".. رحلة جديدة مع السعودية فهل ينجح خلالها؟

"فالنسيا يلعب كرة قدم ممتعة لم نرها من فترة، تأثير بيتزي كان فعالا". كانت تلك كلمات صحيفة "ماركا" الإسبانية عن خوان أنطونيو بيتزي المدرب الجديد للمنتخب السعودي.

كتب : إسلام مجدي

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017 - 14:10
بيتزي

"فالنسيا يلعب كرة قدم ممتعة لم نرها من فترة، تأثير بيتزي كان فعالا". كانت تلك كلمات صحيفة "ماركا" الإسبانية عن خوان أنطونيو بيتزي المدرب الجديد للمنتخب السعودي.

تولى خوان أنطونيو بيتزي مهمة تدريب منتخب السعودية خلفا لمواطنه الأرجنتيني المقال إدجاردو باوزا، وسط تساؤلات عدة حول مؤهلات المدرب لتولي مهمة قيادة الأخضر في كأس العالم وكذلك انتقادات حادة.

كان بيتزي لاعبا محظوظا، إذ أنه تواجد في الفترة الذهبية لتينيريفي وتحديدا من 1994-1996 كمهاجم فذ تحت قيادة خورخي فالدانو أسطورة ريال مدريد.

قال عنه فالدانو :"بيتزي كان أذكى لاعبا لدي". وسجل المهاجم الأرجنتيني وقتها 46 هدفا في 73 مباراة.

أنهى فالدانو مسيرته الكروية كلاعب بعد فترة إعارة في فياريال الإسباني، إذ أنه قضى معظم مسيرته الاحترافية ما بين إسبانيا والأرجنتين.

قرر المدرب الأرجنتيني الحصول على رخصه التدريبية بجانب زملائه لويس إنريكي وجوسيب جوارديولا.

قال عنه جوارديولا :"بيتزي صديق رائع لي وشخص ممتاز، لعبنا سويا في برشلونة ولديه عائلة رائعة".

وأضاف "أنا سعيد لأنه خاض التحدي الخاص به، إنه أمر مهم جدا وأتمنى له كل الحظ في العالم، الأشخاص الجيدون عليهم أن يقوموا بأشياء جيدة".

بدأ بيتزي مسيرته التدريبية عام 2005 مع فريق أتليتكو كولون الأرجنتيني، ثم أونيفيرسيداد سان مارتين دي بوريس في بيرو ووصل إلى سانتياجو مورنينج في تشيلي.

من تشيلي كانت بداية التوهج في مسيرة بيتزي، إذ أنه تولى مهمة تدريب أونيفرسيداد كاتوليكا أحد أشهر وأنجح الأندية في تشيلي. وحقق معه لقب الدوري.

كل شيء في مسيرته لا يحتسب إلا حينما وصل إلى سان لورينزو، احتاج الأمر إلى مدرب ذو شخصية قوية وخطة محددة لإنقاذ الفريق من المعاناة، سلسلة من الإصابات وسوء المستوى كل ذلك طرق بابه في 2013.

تمكن بيتزي بطريقة ما من تخطي كافة المشاكل ونجح في تحقيق اللقب، وكانت الجماهير تتغنى باسمه. لكنه أراد تحديا كبيرا في أوروبا خاصة وأنه شعر بأنه أصبح جاهزا.

كتب عنه سيد لوي صحفي "جارديان":"بيتزي مدرب ليس معتادا على التصريحات اللاذعة مثل المدربين، إنه شخص جاد للغاية ومحب جدا لعمله وواضح وصريح للغاية".

خلال يوم 26 ديسمبر عام 2013 تولى بيتزي تدريب فالنسيا في فترة استمرت حتى يوليو 2014.

في أخر أيام عام 2013 جهز بيتزي لائحة لتطوير الفريق أهمها أن يخوض النادي تدريباته في صمت تام لزيادة التركيز.

ثم قال للاعبيه :"إن لم تكن قادرا على أن تكون على التعايش مع متطلبات فالنسيا، فهناك أندية أخرى".

وتحدث ريكاردو كوستا قائد فالنسيا السابق عنه قائلا :"تحت قيادة ديوكيتش المدرب السابق فالنسيا لم يكن يعمل، لكن مع بيتزي الأمر كان مثل الإيقاع كان يحب إيقاعنا، ويشرح كل شيء أكثر كل التفاصيل، إنه شخص محب للتواصل مع الجميع".

مباراته الأولى مع فالنسيا شهدت مواجهة خاصة، الدربي ضد ليفانتي وفاز بها بنتيجة 2-0 واستحوذ الخفافيش على الكرة بنسبة 72%.

اعتمد خلال تلك الفترة على عدد من اللاعبين بعضهم أصبح مشهورا مثل خوان بيرنات الذي انضم إلى بايرن ميونيخ.

كتبت صحيفة "إل بايس" عن أسلوب لعبه قائلة :"فالنسيا تلعب بأجنحة هجومية". اعتمد في تلك الفترة على ثنائي هجومي وفي خط الوسط لعب داني باريخو بجانب أوريول روميو في تشكيل 4-4-2.

قال بيتزي :"كنت سعيدا بالكثافة والطريقة التي كنا نلعب بها، هيمنا على الملعب، وهو ما أرغب دائما في فعله الاستحواذ والهيمنة".

وتابع "كنا بحاجة للحصول على نقاط لكي نستمر في الارتقاء في جدول الترتيب".

وأردف "قلت دوما إن وظيفتي رهن لمن يعملون في إدارة النادي، ولن أقول أسباب الرحيل".

فالنسيا خسر تحت ولايته من برشلونة وريال مدريد لكن بصعوبة بالغة وبنتيجة 3-2 ومهمته للتواجد في المركز الرابع بدت مستحيلة ليحصد الفريق في النهاية 49 نقطة في المركز الثامن على بعد 21 نقطة من أتليتك بلباو صاحب المركز الرابع.

قد يبدو بيتزي ظالما برحيله بعد 7 أشهر من توليه المهمة، لكن كان هو المدرب الخامس الذي يقال من منصبه بعد 24 شهرا، وقبله أقيل أوناي إيمري وماوريسيو بيللجرينو وإيرنستو فالفيردي وديوكيتش.

ليتجه بيتزي بعد ذلك للتدريب عامين في المكسيك مع فريق ليون، ثم يتولى تدريب منتخب تشيلي خلفا لخورخي سامباولي. وفي فترة قصيرة نجح في التتويج في أخرها بلقب كوبا أمريكا على حساب الأرجنتين.

وصرح بيتزي :"فاز تشيلي بكوبا أمريكا عامين على التوالي، لكنني أرى أن الأمر يعود إلى اللاعبين والاحترام المتبادل بيننا جميعا، الآن سنستمتع بهذا الانتصار".

وأردف "أنا فخور بفريقي وما قدمه وقدرتهم على التغلب على ميسي، كنا نواجه المنتخب رقم 1 في العالم وأفضل اللاعبين في العالم وأفضل لاعب في التاريخ".

شاركت تشيلي في كأس القارات ووصلت إلى النهائي لكن من هنا ظهرت المشكلة حينما خسرت من ألمانيا، المنتخب الأحمر لا يرد جيدا حينما يستقبل هدفا.

قال بيتزي عن ذلك :"كنت مقتنعا أننا إن عدنا إلى المنزل بدون طاقة متبقية فسنكون ممتلئين بالفخر وسنعود باللقب، لكننا نعود إلى منازلنا من دون طاقة أو لقب".

تشيلي مع بيتزي كان يتمتع بقوة وحدة في الملعب بجانب ضغط شديد وسيطرة على الكرة، ولم يكن يسمح للمنتخبات أبدا بالحصول على وقت لبناء الهجمات.

مشكلة منتخب تشيلي تمكنت في عدم قدرته على الرد بجانب إهداره لعدد من الفرص الخطيرة سواء ضد ألمانيا أو في مشوار التصفيات إلى كأس العالم، حينما سجل لارس ستيندل ضد تشيلي بدا المنتخب الأحمر محبطا للغاية.

كانت تلك من أكبر نقاط الضعف لدى من يدربه بيتزي أنه لا يمتلك أبدا خطة ب فقط خطة أ سجل أولا وامنع خصمك من كل شيء.

لم يراجع بيتزي أسلوبه وهو ما تسبب في رحيله عن المنتخب بعد أشهر قليلة وقال :"سنحاول الاحتفاظ والعمل بأسلوبنا الحالي، لدينا التزامنا كاملا وتابعنا خطتنا في اللعب ونفذنا أسلوبنا بالكامل".

لم يتخل عن فلسفته وأسلوبه ورحل في النهاية بعد فشل تشيلي في التأهل لنفس المشاكل على الأقل ضد البرازيل بعد الخسارة بثلاثية نظيفة.

وصرح بيتزي قائلا :"عقدي ينتهي بالموقف الحالي، إنها مسؤولية وقرار الإدارة، يجب أن نتحدث لنقيم الوضع، لكن أفضل الخيارات هي أن أتنحى عن منصبي الحالي".

وبالفعل رحل عن تدريب منتخب تشيلي، والآن بدأ المدرب الأرجنتيني مغامرة جديدة مع السعودية.

قال عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم :"التعاقد مع بيتزي جاء انطلاقا من سيرته الغنية بالإنجازات، وطموحاته العالية في مواصلة رحلة نجاحه خلال تولي مسؤولية المنتخب السعودي".

الآن تبدأ رحلة جديدة لبيتزي، ولا شك أبدا في طموحاته المستمرة فهل يقود السعودية للمجد في كأس العالم؟