إنقاذ ميسي وظهور جيديس في أبرز ملامح فالنسيا وبرشلونة التي غيرها حكم اللقاء

قرار خاطئ للحكم تسبب في تغيير سير أحداث المباراة. ربما أعطى الفرصة لفالنسيا للظهور بشكل جيد وضيق الخناق على لاعبي برشلونة لكن تبقى الأخطاء جزء من كرة القدم حتى يطبق الاعتماد على حكم الفيديو في إسبانيا من الموسم الجديد. تعادل...

كتب : محمد يسري

الإثنين، 27 نوفمبر 2017 - 15:12
فالنسيا - برشلونة

قرار خاطئ للحكم تسبب في تغيير سير أحداث المباراة. ربما أعطى الفرصة لفالنسيا للظهور بشكل جيد وضيق الخناق على لاعبي برشلونة لكن تبقى الأخطاء جزء من كرة القدم حتى يطبق الاعتماد على حكم الفيديو في إسبانيا من الموسم الجديد.

تعادل برشلونة مع فالنسيا على ملعب الأخير، ميستايا في الجولة 13 واستمر فارق النقاط الأربعة بينهما. برشلونة متصدرا بـ35 نقطة وفالنسيا وصيفا لـ31 نقطة.

لم يحتسب إيجناسيو إيجلاسيس حكم اللقاء هدفا صحيحا لليونيل ميسي بعدما عبرت تصويبته خط المرمى في قرار ربما كان ليغير ملامح تلك المباراة التي شهدت تكرار أزمات برشلونة وتألق جيديس وأشياء أخرى.

والآن مع ملامح المباراة..

جيديس: ما وراء سيميدو

خطورة فالنسيا جاءت عن طريق الجبهة اليسرى بتواجد جونزالو جيديس الذي تفوق على نيلسون سيميدو الظهير الأيمن لبرشلونة بمساعدة من الظهير لويس جايا.

صاحب الـ20 عاما استغل تقدم سيميدو الدائم للهجوم ولعب وراءه بشكل أكثر من رائع وساعده في ذلك خدعة مارسلينيو المعتادة بتجميع فالنسيا اللعب في الناحية اليمنى لسحب لاعبي برشلونة لخلق مساحة في الجانب الأيسر ثم إرسال كرة طويلة له.

كما أن تقدم جايا المستمر مع جيديس خلق موقف 2 ضد 1 على سيميدو الذي لم يجد العون الدفاعي من إيفان راكيتيتش.

حل تفوق جيديس في الناحية اليسرى جاء بعد انتهاء المخزون البدني للاعب الشاب وبنزول ألكيس فيدال بدلا من سيميدو؛ لكن الحل جاء متأخرا بعدما ساهم جيديس في هدف فالنسيا بشكل كبير حين مرر لجايا المنطلق من خلفه ونفذ ما يُسمى بالـOverlap قبل أن يحولها الظهير الإسباني عرضية لرودريجو مورينو المميز في التمركز للحصول على الكرات العرضية هذا الموسم.

وعلى الرغم من العرض الجيد الذي قدمه جيديس إلا أن نقص الخبرة كان سببا في اتخاذه للقرارات الخاطئة أحيانا خلال اللقاء لكن هذا لا ينتقص من ما قدمه أمام برشلونة.

"لأنه ميسي"

تلك المعضلة التي يبدو وأنه لا يوجد لها أي حلول حتى الآن مستمرة لكن لأنه ليونيل ميسي يصنع ما ينقذ الموقف دون أن يجد ما يحله بشكل نهائي. والنقطة الأخيرة طبيعية لأن النجم الأرجنتيني لا يتحكم في الأمور الفنية للفريق.

الأمر بات يتكرر في أغلب المباريات تقريبا. ميسي يعود للخلف لصناعة اللعب وبناء الهجمة وهنا يفقد برشلونة خطورة ميسي أمام المرمى وقدرته على التسجيل وأيضا تواجده على حدود منطقة الجزاء يجعل مهمة رقابته أو محاصرته أسهل للفريق الخصم.

صحيح أن كلما عاد اللاعب إلى الخلف قليلا كلما باتت مهمة مراقبته أصعب لأنه يلعب في مساحة أكبر؛ لكن عدم تحرك لاعبو برشلونة بالشكل الجيد في المساحات لاستلام تمريراته يجعل تأثير أقل قليلا.

في المباراة تمركز ميسي في معظم الوقت كان قبل حدود منطقة الجزاء وهنا قام مارسيلينيو بتقليل المسافات بين خطوطه لمحاصرته عن شن أي خطورة أو خلق فرص.

تأثر ميسي الأكبر لم يكن بسبب الرقابة بل بسبب عدم قدرة لويس سواريز استغلال الفرص التي يصنعها له لأن المهاجم الأورجوياني –الذي بدا وكأنه يرتدي قميص فيليبو إنزاجي من كثرة وقوعه في التسلل- أنهى الفرص بشكل خاطئ أو فشل في استلامها بشكل صحيح من البداية.

كذلك تواجد ميسي في تلك المنطقة كما تظهر في الخريطة الحرارية لا يتيح له اللجوء للمرواغة كثيرا نظرا لقلة المساحات والضغط الكثيف عليه؛ حيث فشل في 3 محاولات ونجح في مثلهم.

لكن لعبة قديمة تنفذ منذ أن عاد خوردي ألبا إلى برشلونة أنقذت الموقف وتعادل برشلونة بعد تمريرة ولا أروع من ميسي ضربت فالنسيا استغلها الظهير الإسباني وسجلها في مرمى فريقه السابق.

أنقذ ميسي برشلونة؛ لكن الإدارة الكتالونية يجب أن تنقذ ميسي وتدعم الفريق حتى لا تكون مهام فالفيردي له في المستقبل متمثلة في صناعة الفرصة وتسجيلها في آن واحد لأن أحد أكبر مشكلات الفريق في الوقت الحالي هى إضاعة الفرص التي يخلقها ميسي صانع اللعب أو عدم وصول الفرص لميسي المهاجم.

حين استحوذ فالنسيا

أزمة أخرى متواجدة في فريق فالفيردي قد تهدده عن المنافسة أوروبيا حال مواجهة فرق أقوى من فرق الدوري المحلي ظهرت أمام فالنسيا.

عاني برشلونة في الموسم الحالي في استخلاص الكرة حين يواجه فريق جيد في عملية نقل الكرة والتمرير الأرضي القصير. أمام أتليتكو مدريد في الدوري وأيضا أمام أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا وبالطبع أمام كتيبة المدرب مارسيلينيو.

التكافؤ الذي حدث في الشوط الثاني من المباراة جاء بعد استحواذ فالنسيا على الكرة وبدأ في عملية بناء الهجمة وتحضيرها بالتمرير الأرضي وليس الطولي كما كان يحدث في الشوط الأول الذي شهد تفوق واضح لبرشلونة دون فاعلية.

بوجود باريخو في قلب الملعب المميز في التمرير وكذلك كارليس سولير في الناحية اليمنى وجيديس ومورينو؛ كان نقل الكرة أمر سهل بالنسبة لفالنسيا وسط متابعة برشلونة لتلك التمريرات دون القدرة على الحصول على الكرة.

اتجاه تمريرات لاعبو فالنسيا الأمامية في الثلث الأخير من الملعب.

أماكن استخلاص الكرة للاعبي برشلونة. ندرة في الحصول عليها في وسط ملعبهم يمين الصورة.

الأسلوب المتبع في برشلونة في قطع الكرة يتمثل في الضغط على الخصم لا الاتحام البدني. في 6 ثوان كان يستعيد بيب جوارديولا الكرة.

ومع فالفيردي يعاني برشلونة في تلك المسألة بسبب عدم تطبيق الضغط المبكر على الخصم أو القدرة على الالتحام البدني.

سيطرة فالنسيا على الكرة وسط مشاهدة لاعبو برشلونة لم تستغل بالشكل الأمثل نظرا لتسرع الخفافيش في إنهاء الهجمة وهى السمة المشتركة بين كل الفرق التي لعبت أمام برشلونة وكانت تجيد نقل الكرة.

في دوري أبطال أوروبا مثلا، لن يسترع فريق مثل باريس سان جيرمان أو بايرن ميونيخ أو مانشستر سيتي في إنهاء الهجمة مما قد ينهي مسيرة برشلونة في المسابقة إذا استمر الوضع بالشكل الحالي.

شبح راكيتيتش

مرة أخرى يقدم راكيتيتش أداءا دون المستوى ربما يجعله خارج أسوار كامب نو بنهاية الموسم أو حتى يفقد مركزه في التشكيل الأساسي حال تدعيم الفريق في يناير المقبل.

الرقم صفر كان تقييم لاعب الوسط الكرواتي على المستوى الدفاعي. استخلاص الكرة أو اعتراضها أو الفوز بصراع هوائي أمور لم يفعلها راكتيتش في اللقاء.

كذلك لم يقدم سوى فرصة واحدة للتسجيل جاءت من ركنية، بينما لعب العرضيات الـ4 الأخرى بشكل خاطئ.

تمريرات أغلبها جاء سلبي أو ناقصة للمسة الإبداع التي كان يتمتع بها في السابق وكاد أن يتسبب في هدفٍ مبكرٍ لفالنسيا بعد تمريراته الخاطئة التي استغلها مورينو في الدقيقة السابعة لكن صامويل أومتيتي أنقذ الموقف.

راكيتيتش لم يكن السلبي الوحيد في المباراة بل فالفيردي أيضا الذي انتظر 68 دقيقة لسحبه من الملعب.

صامويل أومتيتي

قدم المدافع الفرنسي مباراة ممتاز يستحق الإشادة عليها مستمرا الظهور بشكل رائع حتى الآن في الدوري الإسباني.

4 اعتراضات للكرة، 3 استخلاصات ناجحة من أصل 4، تشتيت الكرة مرة واحدة، منع تصويبتين من الوصول لمرمى مارك أندري تير شتيجن.