كتب : لؤي هشام
قبل نحو 3 أعوام انتقل الفتى الصغير إلى صفوف أحد كبار إنجلترا تشيلسي، حلم اللعب مع نجوم بحجم فرانك لامبارد، ديديه دروجبا وإدين أزار وخوان ماتا وجون تيري بات حقيقة والأدهى أنك تعمل تحت قيادة الاستثنائي جوزيه مورينيو.
ربما الوصول إلى قمة السلم أمر يطمح إليه الكثيرون ولكن الأهم أن تدرك في تلك الفترة حاجتك إلى المرور بتجارب عدة حتى تتعلم ومن ثم تتهيأ للفرصة، ولكن لا بأس ذلك ما حدث في النهاية. الفتى الصغير لم يعد صغيرا والثقة التي كان يفتقدها باتت أهم ما تميزه الآن.
محمد صلاح يعود لمواجهة فريقه القديم تشيلسي بالجولة 13 من الدوري الإنجليزي غدا السبت وهذه المرة بقميص ليفربول الذي سبق وأن رفضه بسبب مكالمة مورينيو، كل ذلك لا يهم الآن.
في الرحلة التي تلت الرحيل كان هناك الكثير من التجارب التي تعلم منها، ومن لا يتعلم من اللعب في إيطاليا، باتريس إيفرا الذي لعب بأربع دوريات من الدوريات الخمس الكبرى أكد أنه تعلم الكثير خلال تجربته مع يوفنتوس.
"في إيطاليا هم ملوك التكتيك، المباراة أشبه بلعبة الشطرنج وبعد كل مباراة هناك تحليل لكل ما حدث بالفيديو" هكذا شرح الفرنسي، وصلاح تعلم الكثير في فيورنتينا وروما ليعود إلى ليفربول ويكمل رحلة التطور ونضج مع يورجن كلوب.
صلاح سيعود أمام تشيلسي ولكن هذه المرة نجما للشباك.. فكيف حدث ذلك؟ Filgoal.com يوضح في التقرير الآتي.
الاحتياج لما ينقصك
السؤال الأول الذي يتبادر في ذهنك لماذا لم ينجح صلاح مع تشيلسي؟ تتعدد الأسباب ولكن الجميع يتفق عن كون صغر سنه في تلك الفترة لم يساعده على اكتساب الثقة بجانب شخصيته الخجولة.
فرانك لامبارد أسطورة الزرق أكد ذلك في أكثر من مناسبة، في كل مرة كان يتحدث عن كونه كان خجولا وأن خطوة اللعب لتشيلسي كانت مبكرة في ذلك التوقيت، أضف إلى ذلك تواجد العديد من النجوم في مركزه.
يتفق أحمد حسام ميدو مهاجم روما الأسبق مع ذلك، ويقول: " الشخصية التي اكتسبها في إيطاليا هي التي ساعدته على تحمل الضغوط والتألق في ليفربول".
أما إدين أزار فقال: "هو لم يحصل على فرصته مع تشيلسي، ربما بسبب المدرب لا أعرف. أو ربما بسبب اللاعبين الآخرين، أتذكر أننا في ذلك الوقت كنا نمتلك ويليان وأوسكار وخوان ماتا، لذلك لم تكن الأمور سهلة على صلاح".
رحلة صلاح في إيطاليا لم تكن محفوفة بالورود ولكن الضغوطات كانت أقل بالطبع فيورنتينا وروما لا ينافسا على الألقاب عادة، أن تخطئ ثم تتعلم في روما أسهل من الخطأ بالدوري الإنجليزي الذي لا ترحم تنافسيته.
حتى أخطائه في روما لم تحمه من الانتقادات، مدربه لوتشيانو سباليتي نفسه انتقده في أكثر من مناسبة بسبب عدم مساندته الدفاعية وحاجته للتطور وفرض الشخصية، في النهاية كان أبلغ رد إشادة لوتشيانو بكل هذا التطور لاحقا.
"صلاح لاعب استثنائي، كان يعتقد أنه يسجل الأهداف بطريقة واحدة ولا يستطيع اللعب في مكان آخر، الآن اقتنع أنه يستطيع اللعب بين الخطوط، واعتقد أن هذا الدور جعله مدمرا".. هكذا تحدث سباليتي في مايو الماضي.
التطور خطوة بخطوة ورؤية سباليتي
مع تشيلسي كان صلاح جناحا تقليديا، يتمركز دائما على الأطراف ومن ثم يقطع للعمق، مورينيو احتفظ بهذه القدرات ولكن مع إلزامه بأداء أدوار دفاعية. كانت هذه مهمة التطور الأولى، في الكرة الحديثة الكل يجب أن يكون قادرا على الدفاع.
خريطة تحركات صلاح مع الزرق تؤكد ملازمته للخط الجانب من الملعب بشكل مستمر، حتى وإن اختلفت مهامه في بعض المباريات ليقترب أكثر من العمق.
خريطة تحركات صلاح في 4 مباريات مع تشيلسي عام 2014.
مشاركاته كذلك تؤكد ذلك، ملخص لمساته أمام ليفربول في واحدة من مشاركاته الأساسية القليلة يوضح
ولكن رؤية سباليتي لصلاح اختلفت بعض الشيء، لاحظ المدرب - الذي صنع من توتي مهاجما وهميا في ولايته الأولى - أن الاعتماد على سرعته في العمق قد تساعد فريقه على نقل الهجمة بشكل أسرع.
مع تشيلسي شارك جناح بازل السابق في 19 مباراة، جميعهم كان بمركز الجناح، 16 مباراة جناح أيمن و3 مباريات جناح أيسر، مع روما اختلف الوضع.
51 مباراة كجناح، و27 مباراة في العمق قليلا. 17 مباراة كمهاجم ثان برفقة أدين دجيكو و7 مباريات كمهاجم صريح و3 لاعب وسط مهاجم.
وعن ذلك قال سباليتي: "أفكر في تغيير مركز محمد صلاح ليدخل إلى العمق ويقترب مسافة 10 أمتار من المرمى، سيمنحه فرصة رجل لرجل أكثر من موقعه كجناح".
والنتيجة أن معدل صناعته للفرص قد ارتفع ومعدل تسجيل الأهداف زاد كذلك.
إذا العوامل تقول إنه في رحلة روما حدث تطور على الصعيد الفني وصعيد رؤيته لكرة القدم كما حدث تطور بدني أيضا يتناسب مع قوة الدوري الإيطالي ومدافعيه.
كل ذلك وقف جنبا إلى جنب مع ثقته التي كانت تزداد بمرور الوقت والتي استمدها من الجميع حوله حتى أتى الوقت المناسب لتجربة أخرى.
ليفربول ومواصلة النضج والتطور
المهمة هنا لم تكن أسهل حالا، اللعب في إيطاليا يختلف تماما عن إنجلترا وأساليب اللعب لا تتشابه خاصة مع مدرب بأفكار يورجن كلوب.
الألماني كان يُدرك ذلك جيدا ولكن استجابة صلاح كانت أسرع مما توقع.