كتب : علي أبو طبل
في 1966، عاشت إنجلترا لحظات المجد الكروي بالحصول على الكأس العالمية الوحيدة في تاريخها.
لا زالت إنجلترا تفتخر بإنجازها الكروي الأبرز تاريخيا حتى هذه اللحظة، ولكن ما حدث للاعبي هذا الجيل بعد مرور عشرات السنوات كان أقرب للمأساة.
جيف أستل، نجم المنتخب الإنجليزي ونادي ويست بروميتش ألبيون في تلك الحقبة الزمنية، كان معروفا عنه مدى جرأته وقوته في استخدام رأسه لتصويب الكرة. توفى أستل في عام 2002 بعد صراع مع المرض.
ذلك المرض تم تشخيصه في عام 2014 بصفته "خلل في الوظائف الدماغية"، أو ما تم تصنيفه علميا بمسمى "الالتهاب الدماغي المزمن نتيجة اصطدام حاد ومتكرر في الرأس"، وهي حالة شائعة للاعبي الملاكمة.
قديما، كانت الكرات المستخدمة في اللعب أثقل وزنا من الكرات المستعملة حاليا، وكانت مسألة ارتطامها بالرأس تبدو مؤلمة في بعض الأحيان.
العديد من لاعبي كرة القدم السابقين في إنجلترا توفوا في الأعوام السابقة بعد معاناة مع مرض الاختلال الدماغي، ومنهم السير آلف رامسي وجيمي هيل وبوب بيزلي وآخرون.
أسماء أخرى لا زالت تعيش بهذا المرض وتعاني منه، ومنهم راي ويلسون المتوج بكأس العالم في 1966 أيضا.
بيتر بيكر، مدافع سابق لتوتنام هوتسبر، تم تشخصيه في عام 2005 بإصابته بمرض "ألزهايمر" في تطور مختلف للخلل الدماغي عن الأمثلة الأخرى، وكان ذلك في الـ73 من عمره.
تم توجيه انتقادات عديدة نحو الجهات المسؤولة عن كرة القدم في إنجلترا بسبب تجاهل تلك الفئة من اللاعبين السابقين وعدم تقديم مساعدة ملموسة، والاعتماد بشكل أكبر على التبرعات الجماهيرية لمساعدتهم.
داون آستل، ابن جيف النجم السابق للأسود الثلاث، أسس جمعية داعمة لتلك الفئة وتحمل اسم والده، ونادي باقتطاع نسبة 1% من أرباح الدوري الإنجليزي الممتاز لمعاونة لاعبي كرة القدم القدامى المتضررين من أمراض دماغية.
"أحد اللاعبين السابقين تحدث إلي بعد تشخصيه بمرض دماغي، وقال لي أن أقصى آماله تتعلق بقدرته على دفع مصاريف جنازته حتى لا تتعرض عائلته للديون"
يقول داون لصحيفة "ميرور" البريطانية متأثرا ومردفا: "لقد سقطت دموعي بعدما سمعت ذلك".
وأضاف: "تتجاهل سلطات كرة القدم تلك الفئة بينما تضع في أولوياتها مساعدة آخرين لديهم مشاكل تبدو أهون مثل إصابات في الركبة أو هشاشة في العظام".
ويتابع داون: "إنها إصابات لا تقتل هؤلاء اللاعبين القدامى. بينما الإصابات الدماغية تفعل".
اجتهادات بحثية عديدة حاولت إجراء دراسات خلال السنوات السابقة عن ذلك الأمر، وصلت بعض الدراسات إلى أن على الأقل 375 من اللاعبين القدامى اللذين لا يزالوا على قيد الحياة يعانون من اختلالات دماغية، وتظل التخوفات من إمكانية معاناتهم من مرض الالتهاب المزمن الشائع بين الملاكمين، والذي لا يمكن التأكد من تشخصيه إلا عند وفاتهم.
استمرت الانتقادات الموجهة نحو الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ورابطة اللاعبين المحترفين بسبب قلة الاهتمام بتلك الفئة، حتى جاء الإعلان الذي يبدو تاريخيا.
دراسة قادمة بعنوان "تأثير كرة القدم على الصحة طويلة المدى ومخاطر الاختلال الدماغي" برعاية الاتحاد الإنجليزي للعبة وبقيادة دكتور ويليام ستيوارت وزملاء له في جامعة جلاسكو ومركز "هامبدن" للطب الرياضي.
من المنتظر أن يستكمل البحث خلال العامين القادمين بدعم مادي من الإتحاد الإنجليزي ورابطة اللاعبين المحترفين، ويستهدف البحث الميداني ومتابعة حالة 15 ألف لاعبا لكرة القدم صحيا، ومقارنتهم بفئة أوسع من العامة الغير ممارسين للعبة.
وقال د.ستيوارت في بيان رسمي: "خلال السنوات الأخيرة، زادت فرضيات الإصابة بالاختلال الدماغي بين الرياضيين الممارسين لألعاب تعتمد على الالتحام، ولكن ظلت البيانات البحثية وكم المعلومات محدودا بخصوص هذا الشأن".
وأضاف: "يستهدف هذا البحث الميداني معرفة مدى تأثير تلك الممارسات على الصحة طويلة المدى للاعبي كرة القدم وفهمها بشكل أكبر".
بيتر هاملين، جراح أعصاب بريطاني ومشارك في ذلك المشروع البحثي، أضاف: "نركز في محاولاتنا الأولى على معرفة ما إذا كان لاعبو كرة القدم أكثر عرضة للأمراض الدماغية المزمنة عن العامة من الناس".
واختتم حديثه: "نأمل بأن تمدنا نتائج تلك الدراسة بقفزة نحتاجها بشدة للأمام في محاولات فهمنا لتلك العلاقة".
طالع أيضا
علي ماهر يكشف لـ في الجول تفاصيل ما حدث مع حسام حسن بعد لقاء المصري
هاني زادة: مرتضى سيكتسح الانتخابات.. ورقم تاريخي في الطريق
انتخابات الأهلي – الخطيب: نسيت أنني كنت لاعبا بسبب ما فعلته قناة الأهلي
تقرير – رمضان صبحي ضمن أفضل 25 موهبة إفريقية.. تعرف على ترتيبه
بالصور – طاهر يوضح سبب رفضه اللجوء للمحكمة الرياضية وكيف سيطور الأهلي
رابطة الدوري الإنجليزي توضح.. "كيف يظهر صلاح أقوى على المرمى من سواريز"