كتب : إسلام مجدي
"لا يمكننا أن نستبدله، بالطريقة التي يهاجم بها ويعود بها للخلف لا يمكنني أن أفعل ذلك، علينا أن نتعامل مع الأمر بصورة مختلفة". كانت تلك كلمات جوسيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي بعد إصابة بينجامين ميندي مدافعه.
بالأمس قال جوارديولا إن ميندي كان يسمح له باللعب بالثنائي جابرييل جيسوس وسيرخيو أجويرو لنفس السبب. وجوده كان يسمح للمدرب الإسباني اللعب بطريقة 4-1-2-1-2.
خاض ميندي 5 مباريات فقط مع سيتي في كل المسابقات صنع خلالها هدفا. فكيف يكون له ذلك التأثير الكبير؟
"لا يوجد أحد في العالم لديه طاقة ميندي وعقليته في الملعب وغرفة الملابس، علينا أن نحاول أن نستبدله، لكن مع كل المميزات الأخرى في اللاعبين الأخرين علينا أن نجد توازنا معينا بيننا لاستبداله". بيب جوارديولا عن ميندي.
في مباراة برايتون الأولى بالدوري الإنجليزي هذا الموسم لم يشارك ميندي للإصابة، ولعب سيتي بـ3 مدافعين في الخلف.
تحدث كريس كولمان مدرب ويلز السابق وسندرلاند الحالي عن ذلك عبر قناة "بي إن سبورتس" قائلا :"حسنا بالنظر إلى كايل واكر ودانيلو كلاهما يجري ويجري ليقوم بعرضية في نهاية المطاف دون أن يمررها بشكل صحيح".
وأضاف "كلاهما كان يجب أن يتقدم ويلعب أكثر على الأطراف عوضا عن الانضمام للعمق أو اللعب بطريقة اعتيادية هذا الأمر لم يكن يريده جوارديولا منهما، عكس ميندي وما كان يفعله مع موناكو مثلا، كان يتواجد على الطرف أكثر ويمنح فرصة للجناح الذي يلعب له وبقية اللاعبين بالتواجد في العمق وهم أكثر تخصصا ودراية منه بالعمق وتلك أفضلية له لم تكن موجودة أبدا في دانيلو وواكر".
أول مباراة غاب عنها ميندي بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي كانت ضد تشيلسي في الدوري، حينها لعب سيتي وجوارديولا بطريقة 4-1-4-1.
وتواجد مهاجم وحيد هو جابريل جيسوس ورباعي خط الوسط كيفن دي بروين وديفيد سيلفا ورحيم سترلينج وليروي ساني ومحور الارتكاز كان فيرناندينيو ولعب فابيان ديلف كظهير أيسر.
في ذلك الوقت تواجد ليروي ساني على الأطراف وقت أطول ودي بروين وسترلينج وحتى سيلفا كانا ينضمان للعمق لكن الجبهة اليسرى ظلت تعمل من الأطراف فقط.
يقول أندري جراي محلل "بي إن سبورتس" :"في رأيي جيسيوس يلعب كمهاجم وساني ورحيم يلعبان كأجنحة على الأطراف، كايل ووكر لا يتقدم أبدا للأمام ولا يتقدم ليحل محل سترلينج (أوفرلابينج) ثم فابيان ديلف، يبدو وكأنه من دون مركز على الإطلاق، هناك خماسي يسبب الأضرار في الأمام وهناك خماسي في الخلف كحائط".
وتابع دينيس وايس لاعب تشيلسي السابق :"يبدو الأمر وكأن سيتي يكون لديه قوة أكبر وعدد أكثر في الوسط، لكن الثنائي على الأطراف رحيم سترلينج وساني يلعبان كظهيري جنب أكثر، كلاهما يتواجد على الأطراف أكثر".
ويضيف تيم شيروود مدرب توتنام السابق :"سيتي يلعب بطريقة ممتازة ويتكيف مع الأوضاع المختلفة، أضاف للفريق ووكر وميندي وكان يلعب بطريقة تحتوي ثنائي هجومي، لكن ميندي أصيب، فخلق جوارديولا نظاما مكنه من التعامل مع ذلك الوضع، وضع جناحا يقوم بمهام ميندي ولاعب أخر هو ديلف يلعب كمدافع بلا دور في الملعب بإمكاننا أن نطلق عليه لاعب جوارديولا مثلما كان ميندي، بلا دور ليضيف قوة أكثر للفريق مقابل جناح يتواجد على الطرف أكثر ما كان يفعله ميندي فعليا".
لا يوجد أفضل من جوسيب جوارديولا ليشرح لنا كيف أثر غياب ميندي على فريقه.
"جيسوس وأجويرو لديهما قدرات مختلفة، يستحقان المشاركة، أمامهما الكثير من المباريات ويجب أن يكونا مستعدين، إنه القرار الأصعب".
"بإمكاني أن أشركهما معا لكن حينما كان ميندي معنا".
"حينما يكون معك ميندي فبإمكانه اللعب على الأطراف والجناح بإمكانه الدخول إلى العمق".
"فابيان ديلف لا يمكنه أن يفعل ذلك، من دون ميندي يلعب ليروي ساني على الأطراف، ولهذا السبب لا يمكن لأجويرو وجيسوس أن يلعبا سويا الآن".
سيتي أصبح مختلفا بعد ميندي وظهر ذلك جليا ضد ليستر سيتي في الجولة الماضية، حينما كان الفريق يحصل على الكرة كان يتحرك رحيم ودي بروين وساني وجيسوس فقط إلى الأمام، دي بروين كان يتحرك بالضبط كظهير على الأطراف للاستلام والتسلم في كثير من الأحيان، ليصبح لدى سيتي أكثر من 6 لاعبين في الهجوم في كل مرة.
يقول الآن شيرار :"حاول ليستر سيتي مهاجمة مانشستر سيتي، لكن ماذا حدث؟ وجد 5 أو 6 لاعبين من سيتي يهاجمونه وجميعهم بإمكانهم خلق فرص ممتازة، انظروا إلى ساني، يتواجد في منطقة جزاء فريقه حينما لا تكون الكرة مع سيتي ثم بعد حصول فريقه عليها ينطلق أفضل من عداء أوليمبي من المستحيل مجاراة هذه المنظومة الهجومية الفذة حتى بعد إصابة ميندي".
وأردف "كل من يهاجم من سيتي قادرين على خلق المساحة، وخلق أي فرصة".
وتحدث رود خولييت في هذا الصدد أيضا لـ "بي إن سبورتس" قائلا :"حسنا حينما أصيب ميندي، وجدنا أن سيتي يلعب بمهاجم وحيد، وهذا راجع للمتغيرات الكبيرة، لم يعد هناك ميندي وطريقة اللعب وتقدم ظهيري الجنب إلى الأمام ومن ثم ستكون هناك فرصة مثلا لرحيم وساني بلعب أدوار مركزية أكثر".
وتابع "مع إصابة ميندي توقعنا أن كل شيء سينهار بصدق نظام 4-1-2-1-2 كان جيدا للغاية، لكن جوارديولا كان مستعدا لذلك الأمر ولعب 4-1-4-1 وأيضا 4-3-3 بشكل هجومي لنرى الفريق يواصل مسيرته".
وأردف "تعامله مع إصابة ميندي يظهر شخصيته، إنه مستعد لكل شيء، كان ظهيرا يتحرك سريعا ويغطي منطقته بأفضل شكل ممكن ويلائم طريقة بيب بشكل ممتاز، أصيب لنرى ديلف يتواجد كظهير أيسر يساند الدفاع أكثر لكنه لا يتقدم كثيرا ويتقدم في حالات محدودة للغاية والآن ساني يقوم بدور ميندي هجوميا ويساند أيضا دفاعيا".
أجاد جوارديولا التعامل مع خسارة ميندي، وتبدل معه الفريق كثيرا ليحقق في غيابه 10 انتصارات 7 في الدوري و3 في دوري أبطال أوروبا، فهل تستمر المسيرة؟