-"بالتأكيد الوضع غريب وتوني بوليس تحت الضغط فقط انتصارين في أخر 21 مباراة؟". كان ذلك سؤلا من جاري لينكر إلى ألان شيرار ضيفه في برنامج "ماتش أوف ذا داي" عبر قناة "بي بي سي".

-الجماهير انقلبت عليه والمالك أيضا، لم أكن لأقيله لأنه لم يهبط قط إلى الدرجة الثانية. كان ذلك رد النجم الإنجليزي السابق على لينكر.

لكن هل فعلا توني بوليس هو رجل المرحلة في وست بروميتش ألبيون؟ إنه مدرب لا يهبط والنادي بالطبع هدفه البقاء في الدوري الإنجليزي أليس كذلك؟

الصورة الكاملة ليس كما هي أن وست بروميتش فريق يرغب في البقاء في المناطق الدافئة في جدول الترتيب ومعظم معاركه تكون لصراع الهبوط كان ذلك من الماضي.

إذ أنه في يوليو عام 2014 قام لاي جوتشوان رجل الأعمال الصيني بشراء نادي وست بروميتش ألبيون وكانت شركة "يوني للاستثمار" هي التي تقود النادي، وخلال تلك الحقبة ركز لاي على تطوير الفرص الاستثمارية في مختلف الرياضات لوست بروم، حتى فيما يخص تكنولوجيا الأعمال، كل همه هو نمو النادي اقتصاديا ليصبح قوة تنافس، وبالطبع وجد أن ذلك الطريق يجب أن يبدأ من آسيا، لأن السوق هناك كبيرة للغاية، خاصة وأنه استقال من شركات البناء لأنه واحد من ملاك أكبر الشركات الناجحة في الصين.

حينما تولى كل شيء في النادي كان المدرب آلان إرفين والذي رحل في ديسمبر ليتولى روب كيلي المهمة حتى يناير 2015، في موسم 2014-2015 تواجد وست بروميتش في المركز الـ13، وفي الموسم التالي والذي أكمل مهمته المدرب الويلزي توني بوليس احتل المركز الـ14، ثم في الموسم الماضي احتل الفريق المركز الـ10 كأفضل مركز للفريق منذ موسم 2012-2013 حينما احتل المركز الثامن.

ما المشكلة؟ وست بروميتش وبالتحديد الإدارة الجديدة لم تعد تفكر في البقاء في الدوري بل رفعت من سقف التوقعات خاصة وأنها عرضت على بوليس أن يصرف ويضم لاعبين.

قال لاي جوتشوان :"أولويتي هنا في وست بروميتش هو بناء إدارة ثابتة، كذلك تحترم طبيعة النادي، ليس لدي أي نية لتغيير هوية النادي أنا مشجع قديم له، لكنني أرغب بشدة في تطويره واكتساب أرضية أكبر لوجود مشجعين خاصة وأن النادي فعليا يتمتع بفئة كبيرة من المشجعين في الصين، وهذا لن يأتي سوى بالنجاح".

لسنوات كان توني بوليس هو المدرب المثالي إن كنت ستراهن على بقاء فريق ما من الدوري، هناك دائما مقولة ثابتة في الصحف "ستة أندية تتصارع على البقاء في الدوري، أحدها يدربها توني بوليس لذا فهم 5 فقط فعليا".

لم يعد وست بروميتش ذلك الفريق الذي يفكر في البقاء في الدوري بعد الآن.

لاي جوتشوان بعد أن تولى النادي بصفة كاملة في سبتمبر 2016 نشر بيانا أكد من خلاله أن أهداف النادي قد اختلفت تماما، لعقد من الزمان تواجد النادي في منتصف الجدول وأصبح التفكير حاليا في المشاركة الأوروبية، ولما لا وهو يمتلك الموارد؟

video:1

إذا لماذا حدث صراع؟

يقول أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي :"في كل موسم هناك مباريات تجعلك تفهم من خلالها إن كان ما تفعله هي الطريقة الصحيحة أم لا".

متوسط نسبة استحواذ وست بروم في الدوري بلغ 36.76% وهي نسبة غير مبشرة على الإطلاق.

قال توني بوليس في وقت سابق :"أنا الشخص الوحيد الملام على ما يحدث، أنا من رفع سقف التوقعات".

في وقت سابق أبدى المدرب الويلزي تزمره من اعتباره كفنان للهروب قائلا :"إنه أمر مزعج ومحبط أن يفكر في الجميع على أنني شخص أحافظ على بقاء الأندية في الدوري، وكل حديث الجميع عني أننا لم أهبط قط، لا أحد يتحدث عن أنني تأهلت في كل دوري لعبت فيه في إنجلترا".

نعم التأهل أمر وعدم الهبوط أمر، لكن وست بروميتش رؤيته لم تعد كما كانت في الماضي، لم يعد ذلك الفريق الذي يرغب في الهروب من صراع الهبوط.

رفع بوليس سقف التوقعات، بعد 12 من توليه المهمة حول فريقه لقوة حاسمة متواجدة في النصف الأعلى من جدول الترتيب، وما كان رد فعل الإدارة؟ حسنا إلى الخطة التالية علينا أن نتواجد في مراكز الدوري الأوروبي.

امتلك المدرب الويلزي الأموال لضم لاعبين وبالفعل جلب أوليفر بوركي من لايبزج وجاي رودريجيز من ساوثامبتون وكيران جيبس من أرسنال ويونينج زانج من فيتسيه وجاريث باري وأحمد حجازي وجرزيجورز كريتشوفياك.

لم يبع وست بروم الكثير من اللاعبين، فقط كريج جاردنر إلى بيرمنجام ورحل عنه كالوم ماكمانمان ودارين فليتشر وجاك روز وسيباستيان بوكونولي مجانا.

النادي لديه الأموال وقام بالاستثمارات اللازمة لتحقيق هدفه هذا الموسم على الأقل التواجد في المركز السابع لكن ماذا حدث؟ يحتل حاليا المركز الـ17 وعاد لمعركة الهبوط. وكان تحذير لاي للجميع في النادي أنه يكره المغامرة ويرغب في أن يستمر استقرار الفريق من خلال النجاح، وهو أمر لم يتحقق.

video:2

يتابع ألان شيرار :"لم أكن لأقيله لأنه لا يهبط أبدا".

رد جاري لينكر :"لكن تلك طبيعة الكرة الآن الجماهير تطالب برحيله".

أجاب شيرار :"هذه هي وظيفة بوليس لا يهبط أبدا".

لكن تلك لم تعد الوظيفة أو الطموحات التي تطلبها إدارة وست بروميتش الجديدة حاليا.