عندما نظرنا إلى إحصائيات كريم بنزيمة نجم ريال مدريد عقب نهاية مباراة فريقه أمام أتليتكو مدريد وجدنا أن "المهاجم" الفرنسي لم يصوب مطلقا على مرمى يان أوبلاك.
عدم تصويب مهاجم على مرمى منافسه ظاهرة كان لا يوجد لها تفسير؛ لكنها احتاجات لمثل من يمتلك إمكانيات بنزيمة لتفسيرها.
مثلما طور بيب جوارديولا المركز المهاجم الوهمي بتواجد ليونيل ميسي، وكما اخترع فرانز بيكنباور مركز الليبرو؛ اخترع بنزيمة مركزا جديدا يدور حول فتح المساحات وإتاحة الفرص للقدامين من الخلف.
إجادة بنزيمة في اللعب في هذا المركز الذي قد يطلق عليه المهاجم الخفي استمرت حتى بات عنصرا أساسيا لا غنى عنه فعلا في ريال مدريد مع مدربين مثل جوزيه مورينيو، كارلو أنشيلوتي، رافائيل بينيتيث ومؤخرا زين الدين زيدان.
تطور بنزيمة في مركزه جاء بشكل عكسي واتخذ من اسم مركزه الجديد الصفة؛ ليختفي مباريات ريال مدريد هذا الموسم.
أمام أتليتكو مدريد لم يلمس بنزيمة الكرة ولا مرة داخل منطقة جزاء أتليتكو مدريد.
خريطة لمسات بنزيمة للكرة في مباراة الدربي. لمس الكرة في منطقة جزاء ريال مدريد مرتين ولم يلمسها في المكان الذي كان عليه أن يلمسها به.
قد لا يحتاج المهاجم للمس الكرة داخل منطقة الجزاء –أحيانا- للتسجيل، فقد يسدد من خارج منطقة الجزاء لكن بنزيمة لم يحصل على الكرة على حدود منطقة جزاء أتلتيكو مدريد سوى مرتين.
عادة لا يتمركز بنزيمة داخل منطقة الجزاء ويعود للخلف لكي يساعد في عملية صناعة اللعب أو في سحب المدافعين لخلق مساحة لكريستيانو رونالدو.
وهو ما يظهر في خريطة تحركاته.
عاد بنزيمة كثيرا للخلف بشكل كان غير مبرر أحيانا قد يُسأل عنه زيدان.
لماذا؟
تواجد بنزيمة بالقرب من لاعبي خط الوسط مما جعل رونالدو يتواجد بمفرده في الأمام. في عمق الملعب تارة وتارة أخرى في الجانب الأيمن دون وجود أي لاعب من ريال مدريد أمام منطقة جزاء أتليتكو مدريد.
ابتعاد بنزيمة ورونالدو عن عمق دفاع أتليتكو مدريد وتمركز إيسكو في اليسار جعل تمريرات توني كروس ومودريتش الأمامية دون فائدة تذكر.
أماكن تمريرات رباعي خط الوسط للأمام خلال الدربي تشير إلى عدم حاجة ريال مدريد لعودة بنزيمة للخلف لاستلام الكرة.
ساهم زيدان أيضا في عدم تسديد بنزيمة على المرمى.
عدم وجود جناح أيمن في تشكيل ريال مدريد جعل بنزيمة يعود لمساندة مودريتش وداني كارباخال لمواجهة هجوم أتليتكو مدريد من الجبهة اليسرى عن طريق لوكاس هيرنانديز ويانييك كاراسكو عقب نزوله أرض الملعب.
أدوار بنزيمة في الملعب لم تتغير عن السابق حينما كان يحاول ويسدد ويخلق الفرص للتسجيل ويفتح المساحات لكن ثمة أمر وقد تغير في بنزيمة وكأنه يستسلم لفكرة التفريط في مركزه لمهاجم جديد سيستقطبه الفريق في الصيف المقبل مثلما استسلم لفكرة الرجل الثاني خلف رونالدو.
الأمر يبدو وكأنه نفسي. بنزيمة بات لا يحاول على المرمى وكأنه اتخذ من حجة تنفيذ التعليمات مبررا للظهور بهذا الشكل المزري الذي يتضح في تسجيله لهدف واحد فقط في الدوري.