كتب : علي أبو طبل | السبت، 18 نوفمبر 2017 - 17:19
خطايا بوتشتينو وبداية فينجر المثالية في أهم ملامح تفوق المدفعجية في الدربي
أخيرا، ينجح أرسنال في كسر سلسلة سلبية دامت لـ 3 مواسم متتالية.
المدفعجية أكرموا ضيوفهم غير المرغوبين، توتنام هوتسبيرز، وتفوقوا عليهم بثنائية نظيفة.
يمكن لجماهير أرسنال أن تتناسى طموحات الموسم قليلا هذه الليلة، فالفوز على الغريم التقليدي يعد أمرا يستحق الاحتفال.
كيف تفوق أرسنال في دربي الشمال؟ ملامح بسيطة من المباراة تكشف سر تفوق فينجر على بوتشتينو.
- البداية المثالية
3-4-3 هي الطريقة التي ينتهجها المدير الفني الفرنسي آرسين فينجر مع أرسنال منذ نهاية الموسم الماضي.
طريقة أتت بثمارها آنذاك، ولكن مع بداية الموسم الحالي بدأ الفريق مهتزا بين مباراة والأخرى في ظل الاستمرار بهذه الطريقة.
هل العيب في الخطة نفسها أم في الأسماء التي يتم الاعتماد عليها؟
كان ذلك هو السؤال الأبرز في ظل النقاش حول مدى فاعلية الخطة التي اعتمد عليها الرجل الفرنسي ليكسر ثوابته القديمة.
الخطة التي أدخلها أنطونيو كونتي إلى انجلترا في الموسم الماضي تبدو مثالية مع أرسنال حين يبدو كل شئ مثاليا.
اختيار الأسماء الصحيحة، كل في موقعه، وأن يكون كل لاعب في حالته المثلى.
يراهن غالبية مشجعي أرسنال على أن ثلاثية سانشيز وأوزيل ولاكازيت الهجومية هي الأمثل، وأن تواجد كولاسيناك على الجبهة اليسرى أفضل كثيرا من تواجده في قلب الدفاع، وهو ما بدأ فينجر به المباراة.
كانت البداية أقرب للمثالية، فسار كل شئ بنفس النهج.
أليكسس قدم ليلة هي الأفضل له هذا الموسم، أوزيل بذل مجهودا مميزا توج به كأفضل لاعب في الدربي، ولاكازيت حاول مرارا وسبب المتاعب ونجح في صناعة هدف أرسنال الثاني.
وسط ملعب أرسنال سيطر على المجريات، وثلاثي الدفاع كان في أوج تركيزه، حتى أن بيتر تشيك تصدى لمحاولات في الشوط الثاني بالأخص كانت بالإمكان أن تعيد توتنام للمباراة من جديد.
- خطايا بوتشتينو
منذ توليه قيادة الفريق اللندني، استمر تفوق الرجل الأرجنتيني على نظيره أرسين فينجر على مدار المواسم الثلاث الماضية.
سقوط الليلة هو الأول له أمام الرجل الفرنسي في الدوري.
فينجر تفوق وأدار المباراة بشكل جيد، ولكن هفوات عديدة وقع فيها فريق توتنام، كلفته تلقي هدفين كان من الصعب تعويضهما.
الفجوة الأهم كانت في الجبهة اليسرى للفريق. بين ديفيز كان كارثيا، وبالأخص في الشوط الأول الذي افتقد فيه للدعم الدفاعي.
يمكنك أن تعدد كما تشاء عدد المرات التي هرب فيها هيكتور بيلرين بحرية في الشوط الأول، وعدد المرات التي أزاح فيها لاكازيت نفسه من منطقة الجزاء إلى الجبهة اليمنى، فتمكن من صناعة الهدف الثاني لأليكسس سانشيز، في ظل رعونة وسوء تقدير من هوجو لوريس.
الخطورة من تلك الجبهة قلت في الشوط الثاني، ولكن متاعب توتنام كانت في إزدياد.
الأمر انتقل إلى الجبهة اليسرى، حيث وجد اللاعب التشيلي حريته في مواجهة كيران تريبيير.
بشكل عام، بدا لاعبو توتنام كالأشباح في غالبية أوقات المباراة.
وسط الملعب فقد السيطرة تماما في ظل أداء باهت من ديلي آلي وقلة حيلة موسى ديمبلي، فشاهدنا انعزالا تاما من هاري كين الذي حاول قدر الإمكان.
أرسنال استغل كل ذلك. حين تشاهد الأرقام، ترى نسبة استحواذ توتنام هي الأعلى، ولكن بلا فاعلية.
- شخصية الكبار
"نعم، يعجبني فريق هاري كين".
تصريح أثار بعض الجدل قبل عدة أسابيع حين أطلقه بيب جوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي.
تواجد هاري كين اليوم، ولكن المعضلة ليست هنا.
التساؤلات تثار دوما حول توتنام كفريق كبير قادر على المنافسة.
بشخصية كالتي ظهر عليها في مباراة كبيرة مثل مباراة اليوم، يفقد الفريق حظوظه وثقته في الاستمرار على المنافسة.
الفريق الذي هزم ريال مدريد بثلاثية قبل أسابيع قليلة، هو ذاته الفريق الباهت الذي بدا كالـ "ماريونيت" في أيادي أرسين فينجر.
الأمر كله يتعلق بالشخصية هنا، وهي معضلة هامة يجب على ماوريسيو بوتشتينو أن يجد حلا لها.
- أزمة في أرسنال
يستطيع جماهير أرسنال أن يحتفلوا الليلة بهذا الفوز الهام الذي أعادهم إلى المنافسة على المربع الذهبي والاقتراب أكثر في النقاط.
لكن أزمة هامة يجب أن يتم حلها حتى لا يندم الفريق في مباريات تختلف فيها الوضعية.
من خطايا بوتشتينو في المباراة خلال الجزء الأخير من المباراة هو الاندفاع من أجل العودة في النتيجة، فشاهدنا سهولة في كسر دفاعات توتنام والانتقال بمرتدات سريعة دون معاناة.
ملمح هام كان بالإمكان أن يساهم في مضاعفة النتيجة لأضعاف ما انتهت عليه.
تألق هوجو لوريس في بعض الكرات كان عاملا هاما.
ولكن العامل الأبرز كان الرعونة الكبيرة في إنهاء الهجمات، واختيار القرار الأضعف والأقل فاعلية.
ربما أكثر من 3 فرص مؤكدة لأليكسس سانشيز وحده كانت كفيلة بزيادة الغلة التهديفية. أزمة هامة تحتاج لحل.
- ليلة موستافي
ربما لم يبدأ المباراة بنفس فورمة زملائه، ولكن الهدف الذي أحرزه في منتصف الشوط الأول كان بمثابة نقطة تحول.
المدافع الدولي الألماني قدم مباراة هائلة، تتابعا مع الأداء الدفاعي الجيد الذي قدمه زملاؤه.
لم يجد هاري كين متنفسا بين دفاعات المدفعجية، وكان الألماني من المساهمين في ذلك.
بجانب الهدف، منع موستافي أكثر من فرصة كان أبرزها تسديدة متاحة لهاري كين تصدى لها بامتياز قبل أن تصل بين خشبات مرمى بيتر تشيك.
تأمل جماهير أرسنال أن يستمر المدافع الألماني وزملاؤه على ما قدموه الليلة في قادم المواعيد، فلطالما عانوا من هفوات الدفاع التي كلفتهم العديد من المباريات.
مقالات أخرى للكاتب
-
كيف أهدرت البرازيل انتصارا في المتناول على سويسرا؟ الأحد، 17 يونيو 2018 - 23:07
-
كيف تهزم بطل العالم؟ المكسيك تقدم درسا من 3 خطوات الأحد، 17 يونيو 2018 - 20:51
-
ملامح بيرو والدنمارك.. كيف أنقذ شمايكل بلاده من الطوفان البيروفي السبت، 16 يونيو 2018 - 21:10
-
النهائي الأول لليفربول منذ 11 عاما .. في ليلة استحق روما فيها الإشادة الأربعاء، 02 مايو 2018 - 23:54