عقب نهاية مباراة إنبي والاتحاد السكندري بفوز الاول بهدفين نظيفين وبعد متابعة ردود الأفعال على اللقاء أشاد الجميع ببصمة المدير الفني القدير إيهاب جلال التي ظهرت سريعا على فريق إنبي وهو ما أكده جلال في تصريحاته عقب اللقاء مشيدا بلاعبيه وسرعة استيعابهم لأفكاره.
ليست النتائج فقط ولكن الأسلوب الذي أدى إلى تلك النتائج هو ما يجبر الجميع ويلفت الأنظار إلى المدير الفني السابق لمصر المقاصة، فإيهاب جلال لديه أسلوبه الخاص وفلسفته في كرة القدم والتي ظهرت مع المقاصة وإنبي حيث تجد الاستحواذ والبناء من الخلف والضغط العكسي وتوسيع الملعب وتغيير مسارات الحركة لبعض اللاعبين سواء كانت بتغيير مراكز البعض أو بوضع أدوار مختلفة للبعض في مراكزهم الطبيعية.
بالطبع جلال من قبل مع المقاصة غير مراكز لاعبين مثل أحمد داوودا وهشام محمد وحسين الشحات وإيريك تراوري (الثنائي الأخير شاركا في أكثر من 5 مراكز مع جلال الموسم الماضي).
كما غير مسارات الحركة للظهير الأيمن حسين الشحات في مباريات كثيرة وأثمرت تلك الفكرة(تحرك الشحات بعمق الملعب كلاعب ارتكاز مساند وليس ظهير في ظل توسيع الملعب عن طريق الجناحين المتمركزين على الخط الجانبي طوال الوقت) عن أهداف في مواجهات الزمالك والإسماعيلي والداخلية.
وهكذا نتج الهدف عن تلك المسارات الحركية المختلفة.
كذلك الهدف الثاني صنعه الشحات الظهير الأيمن من العمق.
وتكرر الأمر في الهدف الثالث.
** استنساخ مافعله سابقا في إنبي:
كما أوضحنا توظيفه المختلف للاعبي المقاصة فإنه المدير الفني المصري الوحيد في الدوري الذي يهاجم بـ5 لاعبين مهاجمين من خلال الرسم التكتيكي 4-1-4-1، حيث يعتمد على توظيف الثنائي محمد مجدي لاعب الوسط المهاجم ومحمد بسيوني الجناح المهاجم كثنائي ارتكاز مساند على يمين ويسار(في أنصاف المساحات) حمدي فتحي الارتكاز المدافع للفريق، وفي الأمام ثلاثي الهجوم سمير فكري جناح أيسر ومحمود قاعود جناح أيمن وصلاح محسن مهاجم.
على الجانب الدفاعي كان هيكل الفريق بالـ4-1-4-1.
على صعيد الهجوم يصبح الهيكل التنظيمي للفريق 2-3-5 حيث يتواجد قلبي الدفاع وأمامهم ثلاثي(أحيانا يكون الظهيرين ولاعب الارتكاز المدافع وأخرى يكون ثلاثي الوسط) وفي الأمام خماسي الهجوم مع توسيع الملعب عرضيا عن طريق الجناحين لخلق الثغرات في دفاع الخصم.
في هذه الحالة الثنائي بسيوني ومجدي تقدما على يمين ويسار المهاجم بينما كان الجناحين قاعود وفكري في أقصى أطراف الملعب.
وهذه حالة أخرى توضح خماسي الهجوم ولكنها تأخذنا لفكرتين أخرى سنوضحها.
ذكرنا أن ثنائي الجناح يوسعا الملعب عرضيا ومع ضرورة تقارب لاعبي الدفاع من أجل تقليص المساحات فيما بينهم فيصبح متاحا للجناح مساحة أكبر للاستلام، لذلك اعتمد الفريق على تمريرات قطرية بشكل مكثف طوال أحداث المباراة لاستغلال ذلك الأمر، ومع إرسال القطرية يتحرك الظهير لمواجهة جناح إنبي فتتسع المساحة بينه وبين قلب الدفاع بجواره لينطلق بها بسيوني فيما يسمى استغلال أنصاف المساحات.
وتكرر تلك التحركات من بسيوني في تلك المساحات كثيرا ولكن طريقة لعب الاتحاد بثلاثي دفاعي لم يساعده على استغلالها.
الأمر ذاته تكرر في الجانب الآخر وانفرد بسيوني وأهدر فرصة هدف محقق.
وهذه الحالات توضح توسيع الملعب والتمرير القطري بكثافة على الأطراف.
ونجحت تلك الفكرة في الهدف الثاني حيث جاء بعد عدة تمريرات في الجانب الأيسر ثم التمريرة القطرية للجانب الأيمن وتبادل المراكز بين مجدي وفوزي الظهير مع تمركز بسيوني بين الخطوط لسحب واستدراج أحد قلبي دفاع الاتحاد خلفه ثم إرسال العرضية للمهاجم في موقف 1ضد1.
ويعد اللاعب حمدي فتحي لاعب الارتكاز المدافع أحد أهم وأفضل اللاعبين في الفريق ليس فقط لقيامه بالدور الدفاعي ولكن على صعيد التمريرات حيث أرسل وحده 22 تمريرة طولية خلال تلك المباراة وهو كم كبير للغاية لا يحدث إلا نادرا من لاعبي وسط الملعب والأمر الأكثر أهمية أن دقة تلك التمريرات الطولية بلغت 68% وهو تفوق مضاعف حيث أن المتوسط في دقة التمرير الطولي في الدوري المصري يبلغ 30% تقريبًا.
** نمط بناء اللعب:
أما عن مسار الكرة ونمط الفريق في بناء اللعب من الخلف فكان الاعتماد على الجبهة اليمنى تحديدا بتبادل المراكز بين الثنائي محمد مجدي لاعب الارتكاز المساند في طريقة لعب جلال وعلي فوزي الظهير الأيمن، فيتحول الاول إلى ظهير بينما يتحرك الأخير وكأنه لاعب وسط(كما كان يفعل الشحات مع المقاصة).
الأمر الأكثر أهمية هو كيفية إيجاد مجدي حرا تماما دون رقابة في كل حالات بناء اللعب حيث يتم استدراج لاعبي وسط الاتحاد للجانب الأيسر ثم العودة سريعا للجبهة اليمنى.
وبالأرقام فقد تسلم مجدي من صلاح سليمان قلب الدفاع الأيمن 29 تمريرة وهو رقم كبير للغاية ويؤكد قربه الدائم من سليمان ومأنه ظهير.
لاحظ تلك الحالة التي خلقت فرصة هجومية للفريق تكررت كثيرا خلال المباراة.
حالة أخرى نفس التمركز وتحرك الظهير الأيمن فوزي للعمق كلاعب وسط مهاجم وأحيانا كمهاجم داخل المنطقة.
وغيرها من الحالات.
أما عن الظهير الآخر عمرو الحلواني فكان تحركه أيضًا للعمق في حالات كثيرة خاصة وأنه يتميز بالتصويبات القوية.
وهو ماتكرر في الهدف الأول.
بالطبع نوعية و جودة اللاعبين في إنبي أقل منها في المقاصة ولكن بصمة وأفكار جلال التي نشاهدها في المباريات الكبرى العالمية واضحة على الفريق، ومع ذلك ليس منتظرا الاستمرار في تحقيق مثل تلك النتائج خاصة مع ضعف مقاعد البدلاء.