كتب : أحمد العريان | الأربعاء، 15 نوفمبر 2017 - 20:49

مقال رأي - العالم يلعب مباريات ودية.. ومصر: شكرا

العالم يلعب مباريات ودية.. ومصر: شكرا

"حلمي الأكبر هو تنظيم مصر لكأس العالم 2026" هكذا عبر محمد كامل رئيس شركة برزنتيشن" الراعية لاتحاد الكرة عن حلمه للكرة المصرية، لكنه لم يكن يعلم إن باب التقدم لاستضافة البطولة قد أغلق بالفعل قبل ثلاثة أشهر.

"يحق للأهلي مفاوضة إبراهيم العالمة طبقا لقرار معاملة اللاعبين السوريين والفلسطينيين كمصريين" عامر حسين رئيس لجنة المسابقات.

"لا يحق للأهلي مفاوضة إبراهيم العالمة لأن الأندية المصرية ممنوعة من التعاقد مع حراس أجانب، وقرار معاملة السوريين والفلسطينيين على أنهم مصريين لا يشمل مركز حراسة المرمى". هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة.

تصريحات متضاربة خرجت كلها في يوم واحد تعكس تخبط القائمين على المنظومة الكروية في مصر.

بالعودة للخلف قليلا سنجد تخبط أخر في بداية الموسم حول قضية عدد الأجانب.

"قائمة الـ30 لاعبا ستشهد تواجد 3 لاعبين أجانب فقط. كان هناك مقترحا لزيادة الأجانب إلى أربعة لكن تم رفض الفكرة". ثروت سويلم المدير التنفيذي لاتحاد الكرة.

"اتخذنا القرار داخل اتحاد الكرة بقيد 4 لاعبين أجانب في قوائم الفرق في الموسم الجديد". عصام عبد الفتاح عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة في اليوم التالي.

هكذا دائما تسير الأمور مع اتحاد الكرة. الكلام وعكسه وعليك أن تحتار تصديق أحدهما، وقد تصدف أو تخطيء.

لكي أكون صريحا، هذه السمة ليست في المجلس الحالي فقط، فتضارب التصريحات والتفسيرات للقانون سبب ضجة كبيرة في 2009.

التأهل لكأس العالم بالمواجهات المباشرة أم بفارق الأهداف؟ سؤال شغل الإعلام المصري أيام وأيام، رغم إن الإجابة متواجدة بكل سهولة على موقع الفيفا.

المحصلة النهائية كانت عدم تأهل مصر لكأس العالم 2010، وليعلق إعلامنا إخفاق مصر على تواطؤ الكاف، رغم إن تصفيات كأس العالم في الأساس من تنظيم الفيفا وليس الاتحاد الإفريقي.

_ _ _

تصريحات جديدة من اتحاد الكرة تبدو إنها في الطريق لأن تسبب فوضى جديدة، والضحية هذه المرة سيكون منتخب مصر مرة أخرى، في رحلة الاستعداد لكأس العالم.

"في مباراة ودية ضمن استعدادات منتخب مصر لنهائيات كأس العالم في روسيا صيف 2018" جملة حلمت يوما كصحفي بكتابتها، لكن يبدو إن الحلم صعبا حتى بعد التأهل.

"هناك الكثير من العروض لدينا من أجل خوض وديات ضد منتخبات قوية". هاني أبو ريدة قالها بعد التأهل لكأس العالم.

مصر حسمت التأهل قبل شهر من الآن، تحديدا في 8 أكتوبر الماضي بثنائية محمد صلاح التاريخية في مرمى الكونغو، ومنذ تلك اللحظة لم يتفق اتحاد الكرة على أي مباراة ودية حتى الآن.

في البداية جاء الاتفاق على مباراة ودية مع الإمارات . أنتم من قبلي تعرفون السبب الحقيقي خلف تلك المباراة، الجميع يعلم إن مباراة كتلك لن تكون مفيدة فنيا للمنتخب، بقدر ما لها من استفادات أخرى لاتحاد الكرة ;).

على كل حال حتى تلك المباراة أُلغيت، والسبب هو أن اتحاد الكرة أدرك -بعد الاتفاق عليها- إن قوانين الفيفا تمنع خوض مباراتين دوليتين خلال أسبوع واحد في قارتين مختلفين، إلا لو كان الفارق بينهما أكثر من 72 ساعة وهذا ما لم يتوفر بين مباراتي مصر مع غانا في التصفيات والإمارات، أي أن المباراة لم تكن لتحتسب دولية، وبالتالي فلا يحق لمصر إشراك محترفيها فيها.

نعم كانت مفاجأة بالنسبة لاتحاد الكرة، تماما كما كان الحال بالنسبة لمحمد كامل رئيس شركة "برزنتيشن" الراعية لاتحاد الكرة حين علم إن باب التقدم لطلب استضافة كأس العالم 2026 أغلق بالفعل قبل ثلاثة أشهر من إعلانه في حفل رسمي نية مصر للتقدم لاستضافته.

ألغيت المباراة فلم يعد أمام هيكتور كوبر والجهاز الفني لمنتخب مصر سوى مباراة غانا بمدينة كيب كوست لتجربة لاعبين جدد.

تخيل إنك تريد تجربة لاعب جديد لأول مرة مثل كريم حافظ أو سام مرسي أو عمرو مرعي، فتكون الفرصة المتاحة لهم فقط أمام غانا المتحفزة للانتقام على أرضها ووسط جمهورها.

انتهى أسبوع الفيفا واليوم تعود مباريات الدوري الممتاز. لا أعلم إن كان اتحاد الكرة يدرك الآن إن التوقف الدولي المقبل سيكون في شهر مارس. وفيه ستلعب مباراة رسمية مع النيجر ضمن تصفيات أمم إفريقيا، أي إن المنتخب لن يكون بمقدوره سوى تنظيم مباراة ودية واحدة في تلك الفترة بجانب مباراة النيجر، حتى نهاية الموسم.

_ _ _

نيجيريا لعبت مع الأرجنتين في روسيا لتعتاد على الأجواء، بل وفازت بأربعة مقابل اثنين.

الأرجنتين لن تكون المباراة الكبيرة الأخيرة للنسور الخضر، فقد اتفقوا بالفعل مع إنجلترا أيضا لخوض ودية في شهر مارس المقبل.

السعودية وهي دولة عربية أيضا. تأهلت لكأس العالم مثلنا وتحتل تصنيفا أقل من مصر، أي إن فرصتها في إقناع المنتخبات الكبرى للعب ضدها قد تبدو أصعب، لكنها لعبت حتى الآن مع البرتغال وبلغاريا في فترة التوقف الحالية.

ليس هذا كل شيء، فالسعودية اتفقت أيضا على خوض مباريات ودية مع البرازيل والأرجنتين وألمانيا.

بنما وهي التي يفترض أن تكون أقل من منتخب مصر فنيا واقتصاديا، لعبت ودية مع إيران.

مصر:

لا تظن الأمر صعبا أو يتوقف على المال، فمصر في 2009 خاضت مباراة ودية مع إنجلترا في "ويمبلي" وبطلب من إنجلترا، لأن إنجلترا كانت تريد الاستعداد لمواجهة الجزائر في كأس العالم في مجموعتها.

_ _ _

يبدأ كأس العالم في 14 يونيو 2018. ينتهي الموسم في مصر بمباراة نهائي الكأس يوم 21 مايو حسب عامر حسين رئيس لجنة المسابقات، وبالتالي سيكون أمام منتخب مصر 23 يوما فقط للاستعداد للبطولة.

بافتراض الاتفاق على ثلاث مباريات كحد أقصى لخوضهم في تلك الفترة، فهذا يعني إن منتخب مصر أمامه من الآن 5 مباريات حتى نهائيات كأس العالم. مباراة رسمية أمام النيجر وأربع مباريات ودية في حالة نجاح اتحاد الكرة في الاتفاق عليهم.

أربع مباريات سيكون الجهاز الفني مطالبا فيهم بتجريب كل خطة سيلعب بها الفريق في مباراة من مبارياته بالمجموعة. وسيكون أيضا مطالب بتجريب لاعبين جدد.

في السعودية ألغوا بطولتي كأس السوبر السعودي وكأس ولي العهد لتبكير موعد نهاية الدوري وإتاحة فرصة أكبر لاستعداد منتخبهم لكأس العالم، لكن في مصر أعلن الاتحاد عن استكمال كل المسابقات بشكل طبيعي.

وديات مصر قبل كأس العالم 1990

وقتها ألغى اتحاد الكرة بطولة الدوري وأقام محمود الجوهري معسكرا مغلقا للاعبين وخاض الفريق 11 مباراة دولية في 6 أشهر منذ حسم التأهل وحتى بداية كأس العالم.

الإمارات 2/1 لمصر (خارج الأرض)

مصر 1/0 للإمارات (خارج الأرض)

مصر والدنمارك 0/0 (داخل الأرض)

مصر وكوريا الجنوبية 0/0 (داخل الأرض)

مصر والنمسا 0/0 (داخل الأرض)

مصر ورومانيا 3/1 لرومانيا (داخل الأرض)

مصر وتشيكوسلافاكيا 1/0 لمصر (خارج الأرض)

ألمانيا الشرقية ومصر 2/0 لألمانيا (خارج الأرض)

اسكتلندا ومصر 3/1 لاسكتلندا (خارج الأرض)

رومانيا ومصر 1/0 لرومانيا (خارج الأرض)

مصر وكولومبيا 1/1 (داخل الأرض)

هل تعرفون كم مباراة ودية خاضها هيكتور كوبر مع منتخب مصر منذ توليه المهمة في 26 مارس 2015 قبل عامين و7 أشهر و20 يوما؟

9 مباريات ودية فقط هي التي خاضها كوبر مع منتخب مصر. 5 منهم فقط بحضور المحترفين، والبقية بتشكيلات من الدوري المصري.

مصر وزامبيا.. فوز مصر 3/0

مصر وغينيا.. تعادل 1/1

جنوب إفريقيا ومصر 1/0 لجنوب إفريقيا

مصر وتونس.. فوز مصر 1/0

مصر وتوجو.. فوز مصر 3/0

منتخب مصر يحتاج لظهير أيسر؟ يحتاج أيضا لقلب هجوم ولخط وسط مساند؟ لكن كيف تطالب كوبر بتوفير هؤلاء وهو لا يملك مباريات حتى لتجريبهم.

عامر حسين يقول إن الدوري لن يتوقف حتى نهاية المسابقة إلا خلال فترة التوقف الدولي في شهر مارس المقبل، لكن ألم يتوقف الدوري من قبل من أجل المنتخب العسكري ومنتخب المحليين الذي حتى بعد أن أتاه التأهل لأمم إفريقيا دون عناء، اختار اتحاد الكرة الانسحاب، ولا أعرف حقيقة لماذا إذا تكون هذا المنتخب إن كان اتحاد الكرة سيرفض المشاركة في النهاية بأمم إفريقيا للمحليين حتى لو تأهل!

المعادلة بسيطة.. وفروا مباريات ودية واستعداد قوي سيكون هيكتور كوبر وقتها مسئولا عن توفير لاعبين في نواقص المنتخب، وإن لم توفروا مباريات قوية فلا مجال لمطالبات بتجديدات على القوام الحالي للمنتخب.

للتواصل مع الكاتب من هنا

اقرأ أيضا

صور – هل عشت يوما مأساة رؤية كرتك فوق شجرة تفشل في الوصول إليها؟

شيكابالا.. رسائل ياماجوتشي في صراع البقاء أو الاختفاء

مذكرات مشجع مصري مع كأس العالم.. مواليد 90

ديل بييرو.. رجل فاقت سيرته سقوط جدار برلين

العقرب.. برج العظماء في كرة القدم؟

التعليقات