كتب : أحمد العريان
إن غامرت يوما بتسلق شجرة طويلة أو وضعت مجموعة من الحجر المتتالي للسير في مستنقع قد تقع في مياهه الراكدة بسهولة وكل ذلك فقط من أجل استرجاع كرتك، فبالتأكيد ستستهويك السطور التالية.
تلعب كرة القدم بكل جوارحك ولا تركز سوى على تسجيل الهدف، وفجأة يركلها أحدهم بعيدا فتذهب بلا رجعة.. شعور هو الأسوأ ربما لكل طفل يعشق كرة القدم.
بشكل شخصي لم أتوان يوما في النزول بكامل جسدي تحت سيارة في الشارع للحصول على الكرة والخروج بملابس متشحمة بالكامل.. قد أنال العقاب في المنزل ربما، لكنه بالتأكيد أهون من إنهاء المباراة لعدم وجود كرة..
أنت أيضا وأنت تقرأ تلك السطور متأكد أنك مررت بنفس الموقف على الأغلب، أغلب زوار FilGoal.com من عشاق كرة القدم، وأغلب عاشقي الكرة مروا بتلك اللحظة "المرعبة" في طفولتهم.. لحظة فقدان كرة القدم.
ذلك الشعور الذي ينتابنا الآن هو أيضا ما دفع مات لوز "43 عاما" لتدشين حساب "كرات قدم مفقودة" على تويتر.
وهذا أيضا ما دفع صحفي BBC كياران فارلي لنقل تجربة مات لوز في تحقيق على موقع هيئة الإذاعة والتليفزيون البريطانية، وما دفعني لترجمة التقرير.
يقول مات لوز لـBBC: "صباح يوم خرجت للسير في الحديقة مع كلبي. لاحظت كرة قدم مفقودة خلف منزلنا واستوقفني شكلها. التقط لها صورة ونشرتها على تويتر".
"استقبلت عديد من الردود كان كلها حول كم هو مشهد سيء رؤية كرة مفقدوة يفشل أي شخص في الوصول إليها".
"أخي يعمل صحفي رياضي، وما إن أعاد تغريد الصورة حتى استقبلنا قرابة 500 أو 600 متابع جديد بسبب تلك الصورة".
"بعض الناس بدأوا إرسال صور لكرات مفقودة، فجاءتني فكرة بتدشين هذا الحساب لنشر صور تلك الكرات".
قبل 19 شهرا دشن مات لوز وصديق له يدعى أدم الحساب على تويتر وبالفعل لاقى متابعة جيدة من الناس، إن تجولتم فيه لن تندموا أبدا..
يقول لوز "أصبحت أنا وأدم صديقين عبر تويتر وكنا نتناقش حول فريق برمنجهام سيتي. الآن نجحز تذاكرنا الموسمية بجانب بعضنا ونجلس معا لنشاهد المباريات في الملعب، فأصبحنا صديقين للأبد".
"حصلنا على صور لكرات مفقودة من جميع أنحاء العالم. من تايلاند، من كل دول أوروبا، أمريكا الوسطى، من كل القارات باستثناء إنتراتيكا، وأعتقد أن ذلك كان هو الهدف المنشود".
"خلف كل كرة قصة دائما. كيف صعدت تلك الكرة فوق شجرة طويلة جدا كتلك؟ أو كيف استقرت تلك الكرة فوق هذا السور هكذا!؟".
بعض الأمور أشعرت مات لوز وأدم بالفخر أيضا.
يقول مات لوز "بعض الشخصيات العامة قاموا بمتابعتنا، وهذا الأمر كان مدعاة للفخر بالنسبة لنا. مثلا باول ليك لاعب مانشستر سيتي السابق تابعنا، وكانت تلك لحظة عظيمة بالنسبة لنا".
كياران فارلي صحفي بي بي سي يسأل: "هل توجد صور مفضلة بالنسبة لكم بين ما وصلكم من صور؟".
مات لوز يقول "وصلتنا تلك الصورة لكرة خارج باب كنيسة. الكرة محشورة بين كتف التمثال ورأسه، واللقطة تبدو رائعة".
أما أدم فاختار صورة أخرى لسطح ملعب برمنجهام سيتي. فريقه المفضل.
يقول أدم: "إنها صورة عظيمة لسطح المدرج. يمكنك أن ترى كل تلك الكرات عالقة فوق السطح هناك، وربما هو انعكاس لمستوى الفريق :D".
"وتلك الصورة أيضا جميلة يمكنك رؤية تساقط الثلوج فيها".
هنا تدخل مات لوز في الحوار وقال: "أه تذكرت. لدينا صورة أيضا لكرة عالقة فوق استراحة محطة أتوبيس، أرسلها لنا مجموعة من الناس في مدينة نيوكاسل".
الصحفي: "أخيرا، ما الذي تنوون فعله بتلك الصور؟"
"مات لوز وأدم: "سيكون من العظيم أن نرى تلك الصور مثلا مجمعة في كتيب صغير يوزع في أحد المطاعم".
مات لوز يقول: "تلك الصور أصبحت هاجسا بالنسبة لي، أجد نفسي أحدق فيهم أغلب الوقت وأفكر في كلمات أغاني مناسبة للمشهد. ابنتي تظن أنني حزين :)".
أنتم أيضا تتعرضون لهذا الموقف أحيانا. قد ترون كراتكم أمامكم وتفشلوا في الوصول إليها. إن لم تنجحوا في الوصول للكرات، فهي تستحق منكم صورة لتخليدها :)
اقرأ أيضا
شيكابالا.. رسائل ياماجوتشي في صراع البقاء أو الاختفاء
مذكرات مشجع مصري مع كأس العالم.. مواليد 90
ديل بييرو.. رجل فاقت سيرته سقوط جدار برلين
العقرب.. برج العظماء في كرة القدم؟