حتى لا يكون ما فعله أمام غانا مجرد هدف في مباراة "تحصيل حاصل" بعد ضمان التأهل إلى كأس العالم 2018.. أكتب إلى شيكابالا.
في البداية يجب أن يعرف شيكابالا نفسه وكل محبيه أن الغناء بما فعله أمام غانا ليس له أي قيمة حقيقية.. أو بمعنى أوضح أن قيمة موهبته أكبر من أن نحتفل بهدف آتى بنقطة لا تفيد بعدما وصلنا إلى روسيا.
قد أكون قاسيا في رسالتي، لكني لا أعلم هل سيكون هناك فرصة جديدة له أكتب له فيها أو لا.. شخصيا أتمنى أن تكون فرصته الأخيرة ليس لعدم رغبتي في حصوله على فرصة جديدة، لا، لكن لرغبتي في استثماره تلك الفرصة التي منحها له هيكتور كوبر.
حين سجل شيكابالا هدفه الأول مع الزمالك في مرمى غزل المحلة انتظرت أهدافه مع المنتخب لكن انتظاري طال حتى نسيت أنني انتظر من الأساس، وبعدما سجل في مرمى غانا شاب احتفالي بعض الحزن لدرجة وصلت للحسرة لأن هدفه تأخر كثيرا، تأخر حتى بات لا قيمة له.
لا يعقل أن يكون أول أهداف شيكابالا الدولية مع المنتخب وهو بعمر الـ31؟ هل يعقل أن يلعب شيكابالا 27 مباراة دولية فقط مع المنتخب؟ هل يعقل تحصل تلك الموهبة الفذة على فرصة للعب مع المنتخب حين يغيب الهيكل الأساسي؟
إذا كانت إجابتك عزيزي القارئ بنعم، فعذرا.. أنت لا تعرف شيكابالا ولا تقدر قيمته.
قيمة موهبة شيكابالا لا تقاس بأرقام، ليس لأن المتعة لا تقاس؛ لكن لأنه لم يحقق ما يثبت إمكانياته رقميا..
دائما ما كان يتحمل ما لا يقوى عليه.. بين المشاكل الإدارية والمالية وقلة جودة قائمة الزمالك وبين تصرفات الفتى الخجول الغير مسؤول تاه شيكا ولم يجد من ينصحه حتى باتت قصته مثل الأساطير؛ نحكي عنها فقط.
بعدما سجل في مرمى غانا، قال معلق اللقاء:"أفضل لاعب في مصر عام 2011".
لم يجد المعلق إنجازا سوى تذكير المشاهدين بما حققه الفتى الأسمر من 6 سنوات!! أيعقل؟
خلال تلك الأعوام الست اختفى نجم شيكابالا.. استسلم للظروف، لم يكمل تجربة الاحتراف في البرتغال لأسباب لا يعلمها أحدا سواه بعدما بكى لكي تتم الصفقة في سبورتنج لشبونة، لعب للإسماعيلي وحين بدأ في استعادة جزءا من مستواه قطع إعارته إلى الدراويش وعاد للزمالك.
عودته للزمالك جاءت بالطريقة التي لطالما اتخذ بها شيكابالا قراراته.. عاطفته.
تلك الأزمة الكبرى في مسيرته التي حرمته من إنجازات وألقاب فردية بالإضافة إلى متعته التي لا تقاس بالأرقام فعلا.
والآن، وبعدما سجل في غانا يجب أن يعلم شيكابالا أن ما فعله يجب أن يكون مجرد بداية العودة حتى لا يكون مجرد هدف.
لا تستمع إلى من يرى أن هدفك في غانا يعد بمثابة الإنجاز.
لا تستمع إلى من اختذل قيمتك في مراوغة أو لمحة فنية أو ضربة حرة حولتها ببراعة في مرمى خصمك في موسم انتهى دون أن نجم هذا الموسم.
لا تستمع إلى من طلب منك أن تغير رقم قميصك الذي لطالما تألقت به خوفا من أن تقارن بأحد.
لا تستمع إلى من يقول إنك انتهيت.
لا تستمع إلى من يتحدث عن أنها فرصتك الأخيرة لأنك يجب أن تعلم أنها بالفعل الفرصة الأخيرة ويجب أن تغتنمها.
اعلم جيدا أن كوبر يرغب في مساعدتك ليس لأنه يحب مساعدة الموهوبين بل لأنه قد يكون في حاجة إليك، خصوصا وأنه وفر عليك جهد العودة للدفاع واللعب على الجناح والبعد عن المرمى ودفع بك في عمق الملعب خلف المهاجم.
أراد كوبر أن يجعلك تظهر بصورة أفضل وكنت لها، لكن على هذا الأداء هو الأهم.
فقط اجتهد، اعمل، واعلم أن الإنجاز الحقيقي هو أن تكون ضمن قائمة المنتخب المسافرة إلى روسيا.
يقول مانول جوزيه مدرب الأهلي السابق عن شيكابالا في حديث سابق "لديه الموهبة، لكنه لم يستخدمها بعد حتى الآن".
الآن ربما حانت الفرصة لأن تثبت قيمتك الحقيقية وتستخدم موهتبك.