كتب : مصطفى عصام
أثار منشور باكاماني ماشامبي التساؤل؟ بماذا يقصد بكلمة "كرة القدم جعلتنا إخوة" مع جونيور أجاي زميله في الأهلي؟ ما الذي فرقهما لتعيدهما الساحرة المستديرة رفيقين؟
قبل 1995 اشتعلت حربا كلامية بين الرئيس الجديد لجنوب افريقيا "نيلسون مانديلا" ونظيره النيجيري "سان أباتشا" ألقت بظلالها على كرة القدم.
كأس إفريقيا 1996 ستقام في جنوب إفريقيا، من يحمل اللقب؟ إنها نيجيريا!
بعد سنوات من التجاهل بسبب العنصرية والتمييز لأول مرة منذ تم رفع الحظر الكروي عن جنوب إفريقيا عام 1992، استضافت السوبر الإفريقي عام 1994 بين الزمالك والأهلي.
جواو هافيلانج رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في هذا التوقيت وقف بجوار جنوب إفريقيا لإخراجها من العزلة، وعد مانديلا في جريدة تايمز البريطانية مطلع 1996 بأن مدى جودة تنظيم البافانا بافانا للبطولة القارية سيحتم عليه أن يقف في ظهر جنوب إفريقيا في ملفها لاستضافة كأس العالم عام 2006.
فجأة خرجت نيجيريا بقرار صريح أتى من رئيس البلاد "سان أباتشا" بأن بلاده لن تذهب للعب في جنوب إفريقيا رغم تأهلها تلقائيا.
المواقف المعلنة بأن سان أباتشا يخاف على سلامة لاعبي الفريق من التعرض للسطو أو السرقة التي اشتهرت بها جنوب إفريقيا في ذلك التوقيت، ولكن الحقيقة هي الرد على نيلسون مانديلا الذي قدم دعوة لاستضافة "كين سارو ويويا" وثمانية معارضين لحكم أباتشا في جوهانسبرج.
ولم تستجب الحكومة النيجيرية لمطالبات مانديلا بوقف أحكام الإعدام بحق عالم البيئة والكاتب والمنتج التلفزيوني كين سارو ويويا والمعارضين، الذين تم نفي إدانتهم في أعمال قتل وتخريب.
دعا نيلسون مانديلا لطرد نيجيريا من اتحاد الكومنويلث (دول الاتحاد الافريقي)، عُلقت عضويتها لثلاث سنوات.
استمر ضغط الرئيس النيجيري سان أباتشا، أوقف تصدير النفط للدولة الوليدة بجنوب القارة، أصدر قرارا بمنع الفريق القومي من السفر لجنوب إفريقيا للمنافسة على الكأس.
صرح وزير الرياضة بجنوب إفريقيا "ستيف تشويت" لمجلة التايمز البريطانية "ما تمارسه السلطات النيجيرية ضد روح الرياضة وكرة القدم بإفريقيا، ليس من العدل أن يقوم أباتشا بسحب فريقه من البطولة بل وتخويف دولة غينيا التي رفضت المشاركة بديلا عنه".
في المقابل، اندلعت المظاهرات الرافضة لانسحاب الفريق القومي من مشجعين نيجيريين في لاجوس أمام وزارة الرياضة قبل البطولة بثلاثة أيام، وأرسل الكاف مهلة يوما للاتحاد النيجيري لتأكيد انسحابه أو اشتراكه.
خرج وقتها مصطفى مراد فهمي في مؤتمر صحفي قبل بداية البطولة بيومين "إن لم تلعب نيجيريا البطولة سيتم تعليق نشاط الكرة النيجيرية لست سنوات كاملة. وسيسحب منها حق التنظيم المشترك بينها وبين غانا لكأس الأمم الإفريقية 2000، سيكون ذلك ضارا دون شك للكرة الإفريقية بل لكرة القدم في العالم".
البطولة واجهت العديد من المشاكل لضعف المقابل المادي من الراعي "كوكاكولا"، فعلى الرغم من ملصقات الدعاية الحمراء الخاصة بشركة المشروبات الغازية قد انتشرت في كل أحياء البلاد ترحيبا بالبطولة، إلا أن موقف نيجيريا ألقى بظلاله على المنتخبات المشاركة بالبطولة.
فانتشار السرقة حادثة تعرض لها الفريق المصري المشارك في المجموعة الأولى مع البلد المستضيفة بجوهانسبرج، تأخر في بيع التذاكر جعل أغلب مدرجات البطولة خاوية، وتأخر فريق الكاميرون أسبوعا عن موعد البطولة لصعوبة الحصول على أموال مخصصة من البلاد لحق تذاكر الطيران.
توابع
استضافت نيجيريا البطولة عام 2000 بتنظيم مشترك مع غانا، وحققت فوزا كبيرا على جنوب إفريقيا في نصف النهائي بهدفي بابانجيدا الذي احتفل مع الجمهور بشكل أثار دكة جنوب إفريقيا.
جنوب إفريقيا ساهمت في إقصاء نيجيريا من تصفيات كأس أمم افريقيا 2015، وهذا لم ينساه جون أوبي ميكيل كما صرح لإذاعة بي بي سي البريطانية قبيل مباراة الفريقين مجددا في تصفيات أمم افريقيا لعام 2019 والتي خسرتها النسور الخضراء مجددا بهدفين دون مقابل في يونيو الماضي.