"منذ أن جاء بيب جوارديولا إلى النادي وهو يلعب كرة قدم أحب أن ألعبها، لذا فإن الأمر أصبح أسهل بالنسبة لي كلاعب".

هكذا استهل كيفن دي بروين حواره مع شبكة "سكاي سبورتس" البريطانية مشيرا إلى توهجه هذا الموسم بشكل كبير بعدما عاد عدة خطوات إلى الخلف ليلعب كلاعب ارتكاز.

خلال الموسم الجاري شارك البلجيكي في 16 مباراة صنع خلالها 9 أهداف وسجل 3. موسم اعتبره البعض الأفضل للاعب تشيلسي السابق حتى الآن.

السؤال الأول الذي تم طرحه من جانب مقدم البرنامج جيمي ريدناب كان "مانشستر سيتي يعتمد على الاستحواذ بشكل كبير لذا ما هي رؤي المدرب بيب جوارديولا؟".

مفهوم الاستحواذ عند بيب يختلف قليلا، أو بالأصح هو يكره المعني المتعارف عليه.

ويجيب دي بروين "هو يكره كلمة الاستحواذ بمعناها المتعارف عليه، يطلب مننا أنا وسيلفا التواجد في أماكن تمكننا من صناعة الفرص وبدء الهجمة والتحرك للأمام في أسرع وقت هو لا يحب فكرة التمرير من أجل التمرير فقط".

الفوز على تشيلسي بهدف نظيف كان نقطة محورية في انطلاقة السماوي هذا الموسم بحسب ما يرى البلجيكي بطل تلك المباراة، فما أسباب ذلك؟

"الانتصار على تشيلسي كان مهما بالنسبة لنا لأننا قدمنا العديد من المباريات الجيدة في الموسم الماضي ولم نتمكن من تحقيق نقاط لذا كان هدفي يعني قدرتنا على التقدم أكثر نحو الأمام"

"الفوز في المباريات الكبيرة كان يعني أننا نثبت قدرتنا على اكتساب دورا هاما هذا الموسم".

دي بروين بدأ مسيرته كجناح ولكن مع الوقت تحول إلى صانع ألعاب قبل أن يعتمد عليه بيب جوارديولا كلاعب ارتكاز على الدائرة.

وعند سؤاله عن مركزه المفضل في الوقت الحالي أكد أن هناك 3 خيارات هي اللعب على الجهة اليسرى في خطة 4-4-2 وصالنع ألعاب ومركز الحالي باللعب على الدائرة.

video:1

في انتصار سيتي على وست بروميتش بثلاثة أهداف لهدفين سجل رحيم سترلينج هدفا رائعا بعد تمريرة من ليروي ساني إثر تمريرة أخرى رائع من دي بروين خدعت الجميع.

وعن قراره بالتمرير تجاه ساني في تلك اللحظة أوضح "في البداية كنت أنظر إلى الجهة اليمنى من أجل التمرير إلى رحيم ولكن شعرت بأن الدفاع سيتمكن من منعها لذا قررت التمرير في تلك المساحة حيث يقف سيلفا وساني حتى يستغلها أحدهم وقد كان".

بداية ذلك الهدف جاءت من عند دي بروين كذلك فاللاعب تراجع للخلف أمام منطقة جزاءه للمساهمة في بناء الهجمة ويقول: "عادة عندما كنت ألعب لم أكن أتراجع إلى هذه النقطة ولكن الآن مع بيب الأمور اختلفت".

"ولكن قد نتبادل المراكز ولكن على الكل الالتزام بالتمركز الصحيح، فعندما تراجعت أنا لهذه المنطقة تواجد فيرناندينيو في مكاني ومن ثم عادت الأمور إلى وضعيتها من جديد".

منذ أغسطس 2016 لم يتمكن أي لاعب من صناعة أهداف أكثر من دي بروين إذ صنع 24 هدفا بفارق 7 أهداف عن أقرب ملاحقيه كريستيان إيريكسين.

ذلك منح كيفن شعورا مختلفا شعورا يفوق تسجيله للأهداف، ويشرح "أنا أحب صناعة الأهداف أكثر من تسجيلها، هذا يمنحني شعورا مميزا. تسجيل الأهداف أمر ممتع ولكن صناعتها أمرا أشعر أنه يُبخس بحقه".

"ولكن ليست كل صناعة هدف أمر ممتع فأحيانا قد تمرر للاعب ويسددها ذلك ليس ما أقصده ما أقصده هو تلك التمريرة الرائعة التي تضعك أمام المرمى".

مازالت قدرة دي بروين على صناعة الأهداف تبهر ريدناب لذا تساءل الأخير عن رؤية البلجيكي في أرض الملعب وكيف ينظر إلى زملائه وأماكن تواجدهم.

والسؤال بالأخص كان عن صناعته لهدف ساني أمام أرسنال ولسيرجيو أجويرو أمام ليفربول. الإجابة كانت بسيطة وسرعة اتخاذ القرار كان أهم عامل.

"حسنا عندما أنظر إلى الملعب لا أعرف من اللاعب بالتحديد ولكني أراهم يتحركون، ساني مثلا يتمتع بسرعة كبيرة لذا حتى إن كان يتأخر عن المنافس بعدة ياردات فإنه قادر على تجاوزه والانطلاق بسرعته مثل سترلينج كذلك".

"أحاول أن أنظر إلى الملعب قبل استلام الكرة وأحيانا أنظر من حولي عند تسلمها، في هدف أجويرو مثلا امتلكت المساحة الكافية ورأيته في وضعية جيدة لذا أتت التمريرة سريعا".

ولكن يظل معرفة بقدراتك زملائك هي الأمر الأهم، ويوضح لاعب فولفسبورج السابق "الأمر يختلف، ما يناسب أجويرو يختلف عما يناسب جابرييل خيسوس مثلا، كذلك سترلينج وساني هم يحبون التحرك في المساحات، لذا يجب أن تدرك ما يحتاجه لاعبو الفريق".

وهذا ما حدث بالضبط عند صناعته لهدف ليروي ساني أمام وست بروميتش، كان يستطيع التمرير بسهولة إلى كايل ووكر على الطرف الأيسر أو سترلينج في الأمام ولكنه فضل المجازفة بتمريرة طويلة إلى ساني.

الأرقما تظهر تطور دي بروين على صعيد معدل التمريرات الأمامية في المباراة الواحدة فقد ارتفعت من 33 تمريرة الموسم الماضي إلى 46.

ويختتم البلجيكي حديثه "هذا يوضح مدى تطور الفريق أو اختلاف أسلوب عمله، فهناك لاعبين أكثر بالأمام في الوقت الحالي، وآمل أن نواصل التطور على نفس النهج".