يورجن كلوب والتردد الذي لا يعيد ليفربول بطلا

الإثنين، 06 نوفمبر 2017 - 16:36

كتب : لؤي هشام

كلوب - ليفربول

في الثامن من أكتوبرعام 2015 عم التفاؤل والسعادة بين العديد من مشجعي فريق ليفربول مع إعلان تولي الألماني يورجن كلوب لقيادة الفريق خلفا لبيراندن رودجرز.

المدرب الحماسي الذي صنع مع بروسيا دورتموند فريقا شابا وقويا قادر على منافسة القطب الأوحد بايرن ميونيخ عاد للتدريب مجددا وهذه المرة مع فريق بعراقة الحمر وتاريخهم وفي أجواء أشبه بالأجواء التي اعتاد عليها رفقة أسود الفيستفاليا.

ولكن خلال أكثر من عامين لم يظهر حتى الآن أن ليفربول قريب من استعادة أمجاده القديمة.

صحيح أن الفريق وصل لنهائي الدوري الأوروبي ونهائي كأس رابطة المحترفين ولم يتوج بهما ولكنها كانت أمور كلها تؤكد أن المدرب الألماني يسير في الطريق الصحيح للصعود إلى منصات التتويج مرة أخرى.

إذ ظل التتويج ببطولة كبيرة غائبا بل والأمر وأدهى أن الفريق غاب عن تحقيق أي بطولة منذ عام 2012 حينما حقق كأس رابطة المحترفين لآخر مرة.

صورة ذات صلة

ومع تطور أداء الفريق على الصعيد الفني تحت قيادة كلوب مع مرور الوقت ظن الكثير من مشجعي فريق مقاطعة ميرسيسايد أن الموسم الجاري قد يحمل لهم أنباءً سعيدة مثل تلك التي عاشوها في ليلة إسطنبول التاريخية عام 2005.

ولكن على عكس الآمال كانت تقول كل المؤشرات إن ليفربول مازال بحاجة للمزيد لكي يعيد لقب الدوري الغائب منذ قرابة 27 عاما، وأهمها احتياجه لدفاع قوي.

ليفربول يحتل الآن المركز الخامس في ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 19 نقطة وبفارق 12 نقطة عن المتصدر مانشستر سيتي.

تعددت أسباب تذبذب نتائج الحمر هذا الموسم ولكن بالتأكيد كان أحدها تردد يورجن كلوب في اتخاذ بعض القرارات والتي أفقدت الفريق الثقة في كثير من الأحيان.

بدأ تردد المدرب المولود في مدينة شتوتجارت قبل غلق سوق الانتقالات وفشل النادي في ضم الهولندي فيرجيل فان دايك من ساوثامبتون ليصر كلوب على عدم التعاقد مع مدافع آخر.

وقال وقتها: " لدينا أربعة مدافعين، لا أعتقد أننا بحاجة إلى آخر، حتي هذه اللحظة نحن مكتملون الصفوف، لن نتعاقد مع مدافع أو لاعب لمجرد أنه متاح في سوق الانتقالات".

"أخبروني، هل تفرق خمسة مدافعين من أربعة في أداء الفريق؟" كان هذا قبل رحيل مامادو ساخو ليقل العدد إلى ثلاثة مدافعين. وربما يعرف كلوب الإجابة الآن.

ومع انطلاق الموسم ظهر تأثر خط الحمر الخلفي وعدم تمتعه بالجودة الكافية مقارنة بباقي الخطوط، وما زاد الطين بلة الأداء الكارثي للكرواتي ديان لوفرين والذي ساهم في استقبال ليفربول لأربعة أهداف قبل جولتين ليقرر كلوب سحبه من أرض الملعب بالدقيقة 31.

نتيجة بحث الصور عن ‪klopp defenders‬‏

قرار اعتبره البعض خطوة من كلوب لتجميد لوفرين مستقبلا وتحفيزه لتقديم أداء أقوى ولكن يبدو أن قلة الخيارات أجبرت الألماني في النهاية على الدفع به مجددا وأساسيا في المباراة التالية أمام هادرسفيلد تاون قبل أن يتعرض لإصابة أثناء الإحماءات ويشارك الإستوني راجنار كلافان بدلا منه. وها هي خطوة أخرى تظهر التردد.

كلوب قال في المؤتمر الصحفي قبل تلك المباراة: "هو لاعب ليفربول وهذه هى الطريقة التي أعالجه بها عضو في عائلة ليفربول وبالنسبة لي الأمر واضح لمساعدة لوفرين إذا أعتقدت أنه يحتاج للمساعدة". ربما يحتاج كلوب نفسه للمساعدة الآن.

سامي هيبيا أحد رموز ليفربول الدفاعية والذي كون ثنائية قوية مع أسطورة النادي جيمي كاراجار اعتبرها البعض آخر ثنائية دفاع قوية بالفريق منذ ذلك الحين، صرح سابقا "الكل يعجبه اندفاع الفريق إلى الأمام والهجوم ولكن في بعض الأحيان تشعر أن الفريق بحاجة لمزيد من التوازن".

أوضح "ليفربول يضغط على خصومه والخط الخلفي يتقدم إلى مقربة من منتصف الملعب لذا نحن بحاجة إلى مدافعين يتمتعون بسرعة أكبر، ربما لو لعبت أنا في هذه الأيام لواجهت صعوبات كبيرة".

"هناك غياب للتواصل فهناك مواقف يظهر فيها المدافعون وكأنهم لا يعرفون من سيبقى ومن سيتقدم، لا يوجد قادة بما يكفي في الفريق".

حتى الآن لم يظهر في الصحافة تحرك ليفربول لضم مدافع قوي في يناير.

إلى جانب هذا لم تكن حراسة مرمى ليفربول بأفضل حالا من الدفاع، والفارق بين الموسم الجاري والماضي هو تثبيت سيمون مينيوليه هذا الموسم بالتشكيل بدلا من التناوب الذي حدث مع لوريس كاريوس الموسم السابق.

نتيجة بحث الصور عن ‪mignolet karius‬‏

كاريوس كان أحد انتدابات كلوب أيضا قادما من ماينز ولكن ظهر عدم تأقلمه مع أجواء الكرة الإنجليزية في الموسم الماضي ليتراجع أدائه.

ورغم تصريح كلوب بأن كاريوس هو مستقبل حراسة مرمى نادي ميرسيسايد إلا أن صاحب الـ24 عاما لم يفارق دكة البدلاء حتى الآن.

وبعيدا عن الخطوط الخلفية، كان الخط الأمامي يصنع الفارق دوما مسجلا الكثير من الأهداف. ثلاثية محمد صلاح وروبيرتو فيرمينو وساديو ماني أتت ثمارها وهزت شباك الخصوم كثيرا.

وبعد تألق لاعبنا المصري وقيادته المنتخب للوصول إلى كأس العالم 2018 عقب غياب 28 عاما، كانت تسديدته لركلة الجزاء أمام الكونغو في الثواني الأخيرة مُلهمة بالنسبة لكلوب.

وقرر يورجن أن صلاح سوف يتولى تسديد ركلات الجزاء في الفريق، إذ قال: "كنت لأصاب بأزمة قلبية إذا كنت في موقف صلاح لتسديد ركلة الجزاء".

" لكن صلاح فعلها وعليه لقد أصبح الخيار رقم 1 في ليفربول لتسديد ركلات الجزاء".

حصل الحمر على ركلة جزاء أمام هادرسفيلد وانبرى لها صلاح مثلما حدد مدربه ولكن الحارس تصدى لها، ليقرر كلوب بعدها فورا أن صلاح لن يسدد ركلات الجزاء مجددا.

نتيجة بحث الصور عن ‪salah penalty huddresfild‬‏

التردد في اتخاذ القرار يعود مجددا والألماني لا يمنح حتى فرصة أخرى، قائلا بعدها ردا على سؤال حول ما إذا كان صلاح سيظل الخيار الأول لتسديد ركلات الجزاء "لست متأكدا من ذلك الآن، اعتقدت أنه من المنطقي أن يسدد صلاح ركلات الجزاء بعد ما فعله مع منتخب بلاده".

تردد جعل جيمس ميلنر يتولى مهمة التسديد في مباراة ماريبور ولكن الكرة أهدرت أيضا ليصرح كلوب بعدها بأنه لن يحدد من يسدد ركلات الجزاء، ورغم أنه - لحسن الحظ - لم تؤثر تلك الركلات على نتائج أي مباراة إلا أن كلوب لم يتمسك بمسدد واحد مؤثرا على لاعبيه.

قد يكون أمر التردد في ركلات الجزاء غير مؤثر على الفريق مثلما كان الحال في الدفاع ولكنه بالتأكيد يعطي ملمحا عن كيفية تفكير المدرب الألماني وطريقة تعامله مع أوضاع فريقه.

أوضاع على كلوب أن يبذل فيها مزيدا من الجهد لرؤية ليفربول بطلا مرة أخرى.

التعليقات