في ذكرى وفاة زامورا - من لاعب إلى رئيس الزمالك.. حكاية مؤسس "الشانزليزيه" وزيارة صالح سليم

"سأحول ميت عقبة إلى الشانزليزيه في وجود نادي الزمالك" قالها محمد حسن حلمي "زامورا" رمز البيت الأبيض قبل أكثر من 40 عاما.

كتب : محمد البنا

الأحد، 05 نوفمبر 2017 - 19:53
حلمى زامورا صالح سليم

"سأحول ميت عقبة إلى الشانزليزيه في وجود نادي الزمالك" قالها محمد حسن حلمي "زامورا" رمز البيت الأبيض قبل أكثر من 40 عاما.

حلمي زامورا الذي بدأ مسيرته الإدارية عام 1948 كعضو بلجنة الكرة بالنادي ثم عمل سكرتيرا عاما قبل أن يتم تعيينه مدير عام بالزمالك عام 1966.

وكان زامورا هو أول لاعب كرة قدم يرأس نادي الزمالك عام 1967 وحتى 1971 قبل أن يعود لرئاسة النادي مرة أخرى في الفترة من 1974 حتى 1984.

ولم يبتعد زامورا عن الزمالك الذي كان عشقه الوحيد في الحياة بعد رحيله سوى عامين ليفارق الحياة في الخامس من نوفمبر 1986.

حسن حلمي أو "زامورا" كما يطلق عليه كان لاعبا في مركز الجناح تزامنا في هذا العصر مع جناح إسباني شهير اسمه زامورا، فأطلق عليه هذا اللقب حتى رحل عن عالمنا.

سمات شخصيته

حلمي زامورا

أجمع نجوم الزمالك القدامى على أن حلمي زامورا هو "رمز الوفاء" الذي رسّخ في أذهان جيل كامل من الأبيض حب النادي مهما كانت الأسماء.

فيقول أحمد مصطفى لاعب الزمالك الملقب بـ أبو الأشبال عن حلمي زامورا: "رجل عظيم في كل شيء، قام بتربيتنا مثل الوالد على الحب والانتماء.. كان يتبنانا تماما في جيل الستينات، تعلمت منه حب النادي والإخلاص والأخلاق والوفاء.. كل هذا تعلمته منه".

ولم يختلف طارق يحيى المدرب العام الحالي للزمالك، فأشار "وقعت على استمرارات انضمامي للزمالك في مكتب حسن حلمي رغم أن والدي كان يرفض هذه الخطوة.. لكن حلمي زامورا –رحمه الله- قال له ستنقل أبوتك لطارق إليّ.. وبالفعل كان مسؤولا عني مسؤولية كاملة".

محمود أبو رجيلة أيقونة الزمالك قال عنه: "هو الأب الروحي لنا جميعا.. منحنا شرف الانضمام للزمالك في الخمسينات بعد انضمامي من اختبارات في الشارع.. عاملنا جميعا بحب كالوالد وما يمزيه هو أنه متاح 24 ساعة للجميع يمكن لأي شخص يحتاجه سيجده سواء في مشكلة أو مشاورة".

ووصفه كمال درويش رئيس مجلس إدارة الزمالك الأسبق قائلا: "زامورا هو نموذج إداري من رواد الرياضة في مصر، وحفر اسمه بشكل واضح ومن مؤسسي النادي الذين حملوا الرمال على أكتافهم في ميت عقبة".

وأضاف "وهو صاحب المقولة الشهيرة أنه سأجعل شارع جامعة الدول العربية شانزليزيه [شارع شهير في فرنسا] بدلا من ميت عقبة".

وقد كان.. فبات شارع جامعة الدول العربية مليء بالمحلات التجارية بعد 40 سنة من حلم زامورا.

الأهلي وصالح سليم

أجمع الجميع على احترام حلمي زامورا كرمز من رموز الزمالك في الفترة التي تولى فيها رئاسة النادي.

فبعد أن تولى صالح سليم رئاسة الأهلي، وأثناء وجود حفل تكريم، قرر إرسال عزمي مجاهد لتهنئة مجلس الإدارة الجديد للنادي الأحمر.

يقول عزمي مجاهد: "حملت رسالة من حسن حلمي إلى صالح سليم في حفل توليه رئاسة الأهلي بأنه سيزوره صباح اليوم التالي لتهنئته في مقر النادي الأهلي هو مجلسه المنتخب".

وواصل "فقلت لصالح سليم هذه الرسالة.. فكان رده أخبر حلمي زامورا بأن يبقى في مكانه ونحن من سنحضر إليه لنتلقى التهنئة منه".

وتميز حسن حلمي كحكم دولي في الفترة من 1957 وحتى 1962، ورغم زمالكاويته الشديدة لكنه أدار العديد من المباريات للأهلي ضد الإسماعيلي والمصري ولم يعترض النادي الأحمر.

فيروي أبو رجيلة: "كان رجلا عادلا.. تشعر أنه رجل دولة أو شيخ قبيلة، كان حكيما، والأهلي ذاته كان يطلب أن يدير المباريات".

وجوده كحكم دولي داخل المستطيل الأخضر، أهله بأن يكون رئيسا لاتحاد الكرة دون أن يتحيز للزمالك بحسب ما قاله عزمي مجاهد في الفترة من مايو وحتى ديسمبر 1978.

العلاقة لم تكن فقط جيدة مع الإدارة في الأهلي، لكن أيضا مع خصومه في الانتخابات داخل الزمالك.

فوقتما كان ينافسه حسن عامر على رئاسة مجلس إدارة النادي، يروي رؤوف جاسر عضو مجلس إدارة الزمالك الأسبق واقعة لا تتكرر كثيرا في الزمالك.

فيروي رؤوف جاسر "لم نر رئيسا في الزمالك يمتلك صفات حلمي زامورا، فهو قوي وحاسم إداريا وأب محبوب من الجميع في الوقت نفسه".

وأضاف "في وقت من الانتخابات لم أكن مؤيدا له وكنت في صفوف حسن عامر، وأثناء جلوس حسن حلمي في مجلس مع أصدقائه داخل النادي توجه حسن عامر ولم يكن يعلم أن زامورا في هذا المجلس.. ففوجيء به وشعر بإحراج شديد، فنحن كأنصار له قمنا بدفعه لدخول هذا المجلس".

وواصل "وقتها وقف حلمي زامورا وقام باحتضان حسن عامر.. فلم يكن من أنصار الجانبين إلا الهتاف لنادي الزمالك".

التعامل مع الهزائم

"كان كيسّا وهادئا للغاية.. يعلم متى يتحدث ومتى يصمت، في أوقات الخسائر لا نراه كثيرا" طارق يحيى يتحدث عن حلمي زامورا.

وأضاف "هو لا يريد أن يحضر إلينا حتى لا يجعلنا نشعر بالذنب".

روكسان حلمي تقول: "عندما يخسر الزمالك يعود للمنزل يظهر على وجهه الضيق لا أحد يستطيع أن يتحدث معه في البيت".

كان حلمي زامورا عندما يخسر الزمالك ويقابل بهجوم من الجماهير تريد تغيير المدرب له كلمة شهيرة: "الجماهير من حقها أن تغضب، لكننا أصحاب القرار"، هكذا قال عزمي مجاهد.

ويروي رؤوف جاسر: "في مباراة شهيرة بين الأهلي والزمالك، سجل علي خليل هدفا صحيحا ألغاه الحكم وأجمعت وسائل الإعلام وقتها صحة الهدف، وكانت المباراة تقرب بطولة الدوري لنا".

وأضاف "الحكم أحمد بلال ألغى الهدف وحدثت ثورة في الملعب من لاعبي الزمالك وأرادوا الانسحاب من المباراة، وقتها دخل زامورا الملعب ونهر اللاعبين بشدة وطالبهم باستكمال المباراة، وظهرت الحكمة في قراره بأن الزمالك فاز بالدوري في هذه المباراة".

لا يملك سيارة

"توفى حسن حلمي "زامورا" عن عمر يناهز 74 وهو لا يملك سيارة، كان رجلا عصاميا بشكل غير معقول" أحمد مصطفى وكمال درويش يتحدثان عن رئيس الزمالك.

وواصل كمال درويش "أفنى زامورا عمره في حب الزمالك، كان يستيقظ ليذهب للنادي قبل أن يتوجه لعمله في وزارة الزراعة وبعد عمله يعود للنادي".

ورغم أن حلمي زامورا كان عصاميا، لكن فكره التسويقي كان "سابق عصره" على حد وصف عبد الله جورج سعد.

وأوضح جورج "سور نادي الزمالك الآن الذي يدر دخلا كبيرا، هو صاحب هذه الفكرة.. أطلق عليه الشانزليزيه وها نحن نرى كيف أصبح".

"له كل الشكر والتقدير.. صنع نهضة للزمالك وحافظ عليه كمؤسسة كبيرة بها استثمارات ينتفع بها النادي حتى الآن، رحمة الله عليك". كمال درويش

رحل حلمي زامورا في مثل هذا اليوم قبل 31 عاما.. له تصريح سابق قال فيه: "تشجيع الزمالك هو عقيدة".