كتب : علي أبو طبل
يستمر قطار مانشستر سيتي في اكتساح كل ما يواجهه في الدوري الإنجليزي الممتاز، والضحية في الجولة 11 كان أرسنال. معطيات ما قبل المباراة تؤكد وجود تفوق "على الورق" لكتيبة بيب جوارديولا، ولكن بعد متابعة المباراة يتضح تساؤل هام. هل كان بالإمكان لأرسين فينجر أفضل مما كان؟
بيب جوارديولا يحقق انتصاره الثاني على أرسين فينجر منذ قدومه إلى انجلترا.
أرسنال خرج خاسرا من ملعب الاتحاد بنتيجة 1-3، وتعتقد بعض جماهير أرسنال أن بعض القرارات التحكيمية غير الموفقة كان لها تداخل مع نتيجة المباراة النهائية.
لكن إن أردت البحث عن السبب الحقيقي الذي أدى لتفوق سيتي، فلا بد أن هناك بعض العوامل والتفاصيل التي رجحت كفة أصحاب الأرض.
نستعرض سويا أبرز ملامح واحدة من قمم هذا الأسبوع في الدوري الإنجليزي الممتاز.
أين لاكازيت منذ البداية؟
أحد الأسباب المباشرة في عدم خروج أرسنال من المباراة بنتيجة إيجابية هو الاختيار الغير موفق للتركيبة الهجومية.
اختار أرسين فينجر مثلث هجومي مكون من ميسوت أوزيل وأليكس أيوبي، وفي المقدمة أليكسس سانشيز كمهاجم وهمي متحرك داخل وخارج منطقة الجزاء.
أداء ضعيف للاعب التشيلي ضمن سلسلة من المستويات المتردية التي يقدمها هذا الموسم.
تمريرات غير متقنة، ونسبة ضعيفة من حيث الدقة بلغت 75% فقط، وبلغ عدد تمريراته الخاطئة 8 مرات كاملة، ربما أكثر من أي لاعب آخر في المباراة!
مع صناعة فرصة محققة واحدة وعرضية وحيدة جاءت بشكل خاطئ وإتمام مراوغتين ناجحتين فقط، لم يكن لسانشيز إسهام كبير في أي خطورة هجومية للمدفعجية.
في أكثر من فرصة متاحة لأرسنال، وتحديدا في الشوط الأول، كان بالإمكان هز شباك سيتي الذي لم يبدو منتظما دفاعيا مع الارتداد السريع، ولكن في كل مرة كانت الهجمة تنتهي بتصرف خاطئ من سانشيز بالكرة.
مع مشاهدة خريطة تحركات اللاعب التشيلي، نلاحظ تواجده في أغلبية الهجمات في الجبهة اليسرى من الملعب، وبالتالي تغيب الخطورة في عمق دفاعات مانشستر سيتي الذي وجب استغلاله.
خطوة متأخرة من فينجر بالدفع بلاكازيت في قلب الهجوم خلال الشوط الثاني، وبعد تأخر الفريق بهدفين نظيفين، أتت بثمارها.
لم يظهر لاكازيت كثيرا، ولكنه تواجد في لحظة مناسبة بتحرك سليم في قلب منطقة جزاء مانشستر سيتي، وأحرز هدفا من تصويبة هي الوحيدة له على المرمى.
ربما لو بدأ المهاجم الفرنسي المباراة لاختلفت النتيجة.
الحل دائما لدى دي بروين
يكون فريقك تحت ضغط كبير من فريق متحمس لاسقاطك، وقد تكون شباكك قريبة من التعرض للاهتزاز بهدف.
ولكنك محظوظ حقا بامتلاكك للاعب بقيمة البلجيكي كيفن دي بروين.
يمكن أن نتحدث كثيرا في تقارير مطولة عن القدرة على تحويل الفريق من الحالة الدفاعية إلى الهجومية بأقصى سرعة ممكنة، وأن نمتدح رؤيته الثاقبة وتمريراته المتقنة وصناعته للعديد من الفرص المحققة متفوقا على العديد من منافسيه.
ولكن الأهم هو كيف يكون دي بروين حاسما.
هدف رائع في الدقيقة 18 من عمر المباراة، وفي توقيت كان أرسنال يقدم فيه مستوى جيد، كان بمثابة عامل قلب كل موازين المباراة.
اتخذ دي بروين قرار التصويب مبكرا، ولكن التنفيذ جاء في الوقت المثالي وسط زحام من لاعبي دفاع أرسنال.
هدف فتح الطريق لانتصار مانشستر سيتي، ولكنه لم يكن الإسهام الهجومي الوحيد للبلجيكي خلال المباراة.
الهدف جاء من تصويبتين على المرمى، كما صنع فرصتين محققتين لزملائه وأتم 5 مراوغات ناجحة و4 كرات عرضية منها 2 بشكل سليم.
لا يمكن أن تكون مبالغة إذا قلنا أن كيفن دي بروين يمثل نسبة لا تقل عن 70% من القوة الهجومية لمانشستر سيتي، وعلى بيب جوارديولا أن يتمنى ألا يفقد لاعبه المميز في أي فترة هامة من الموسم الجاري.
كوسيلني .. نقطة مضيئة في هزيمة أرسنال
يظل الفرنسي لوران كوسيلني أحد أفضل اللاعبين في الخط الدفاعي للنادي اللندني.
رغم هزيمة أرسنال بثلاثية، إلا أن المدافع الفرنسي قدم أداء مقنعا ومنع عددا من الفرص المحققة، خاصة في ظل انفتاح خطوط المدفعجية في الشوط الثاني.
أتم كوسييلني 3 افتكاكات ناجحة للكرة من لاعبي سيتي بواقع 50% من إجمالي المحاولات، كما تفوق في 2 من الالتحامات الهوائية بواقع 100% من المحاولات.
الأهم كانت قدرته على اعتراض تمريرات كانت بمثابة صناعة لفرص محققة إن مرت من خلاله. نجح كوسييلني في اعتراض تمريرات لاعبي السيتي في 5 مناسبات خلال المباراة، كما شتت الكرة من مناطق الخطورة في 4 مرات بشكل ناجح.
خطأ وحيد ارتكبه خلال المباراة ليحصل على بطاقة صفراء من خلاله، لكن لا بد من الإشادة بما قدمه كوسيلني.
أن يكون لديك حارس مرمى
فرصة خطيرة لأرسنال مع نهاية الشوط الأول. تصويبة لآرون رامسي يتصدى لها حارس المرمى البرازيلي إديرسون بشكل ناجح ليمنع المدفعجية من التعادل.
في الموسم الماضي، كان مانشستر سيتي ينال الكثير من الأهداف من فرص مشابهة.
ظل الحارس التشيلي كلاوديو برافو علامة استفهام واضحة طوال الموسم الماضي، ليتم استبداله بحارس بنفيكا البرتغالي السابق خلال الموسم الجاري.
مستويات مميزة يقدمها إديرسون، وتصديات حاسمة لأهداف محققة من الممكن أن تمثل نقاط تحول رئيسية في أكثر من مباراة.
هدف لاكازيت هو سابع الأهداف التي هزت شباك الحارس البرازيلي هذا الموسم في الدوري فقط، ويمكن أن تقارن الأرقام بقرينتها في الموسم السابق.
هل وجب التخلص من الثنائي البارز في أرسنال؟
كل التقارير تتحدث عن عدم نية الثنائي ميسوت أوزيل وأليكسس سانشيز التجديد مع أرسنال، واقتراب رحيلهم عن الفريق في نهاية الموسم بحد أقصى.
كل المعطيات تؤكد أن ذلك هو ما سيحدث في النهاية، ولكن الثنائي يستمر في حسابات أرسين فينجر الأساسية.
ما نشاهده، وبالأخص في المباريات الكبرى، هو تكبر الثنائي في أكثر من مناسبة على الكرة وعدم تقديم الفارق الذي يستحقه الفريق منهم.
مستوى أوزيل في مواجهة سيتي يأتي ضمن سلسلة من المستويات المتواضعة التي يقدمها منذ منتصف الموسم الماضي تقريبا، أما أليكسس فحدث ولا حرج.
استمرار الاعتماد على الثنائي وكأن لا بديل لهما يظل من أخطاء فينجر هذا الموسم، وربما يجب أن يفكر في تصحيح ذلك في منتصف الموسم إن أراد الحصول على مركز في المربع الذهبي وسط منافسة شرسة.