كتب : عمر ناصف
يعرف جوزيه مورينيو جيدا شعور منافسه أنطونيو كونتي خليفته في تدريب تشيلسي وذلك قبل مواجهتهم ضد بعضهم البعض يوم الأحد على ملعب "ستامفورد بريدج" وتحوله من بطل متوج على عرش الدوري الإنجليزي وقلوب محبي الفريق إلى اتهام بالفشل والشك في قدراته وإمكانياته التدريبية.
منذ عامين حقق مورينيو لقب الدوري الإنجليزي ثم دخل الموسم التالي بشكل ضعيف بعد صيف سيء بدون تعاقدات أو تدعيمات قوية ليتم طرده خارج البلوز قبل انتصاف الموسم بعد تراجع الفريق إلى منتصف جدول الترتيب، يعيش كونتي نفس الحالة حاليا مع البلوز وإن كانت بتراجع أقل حدة.
قاد كونتي تشيلسي للقب الدوري الموسم الماضي ليتم تمجيده من الجميع بعد أن أستلم فريق مهلهل من مورينيو ولكن كما حدث مع الرجل الاستثنائي لم يكن صيف تشيلسي على مستوى التوقعات فاكتفى الفريق ببعض التعاقدات الجيدة ولكن بدون جلب نجوم كبيرة لدعم تشكيلته.
بجانب التخلي عن مسمار خط وسط الفريق نيمانيا ماتيتش الذي قرر لم الشمل مرة أخرى مع مورينيو وهذه المرة في مانشستر يونايتد في صفقة قد تكون هي صفقة الموسم في حال إنهاء الشياطين الحمر الموسم ببعض التتويجات.
اهتز أداء تشيلسي منذ بداية الموسم ولكن التراجع لم يكن بنفس كارثية التراجع مع مورينيو فالفريق يحتل بعد جولات عشر المركز الرابع على سلم الترتيب برصيد 19 نقطة ولكن يبتعد بفارق 8 نقاط عن المتصدر مانشستر سيتي، وفي دوري أبطال أوروبا تعرض الفريق لهزيمة قاسية أمام روما في الجولة الرابعة بثلاثية نظيفة.
"كونتي لديه ميزة إضافة هذا الموسم بعدم المشاركة في بطولات أوروبا فهو يمتلك الوقت ليرتاح ويسافر ليستجم وينفصل عن العالم بجانب امتلاكه للوقت الكافي للعمل وتصحيح الأخطاء" برر مورينيو تألق تشيلسي وتفوقه على الجميع خلال الموسم الماضي.
يمكن أن يعتبر البعض ذلك حقدا من مورينيو على منافسه خصوصا أن كونتي قد أستلم نفس الفريق الذي تركه مورينيو بدون تدعيمات تذكر.
لكن هذا الموسم وجد كونتي نفسه في الصيف بدون تدعيمات كحال مورينيو وهو ما أدخله في صراعات مع إدارة الفريق اللندني وخرجت أنباء متجددة تفيد بقرب رحيل المدرب الإيطالي عن الفريق بسبب عدم تلبية احتياجاته والاكتفاء بتدعيمات غير كافية للفريق.
إدارة البلوز أيضا أظهرت غضبها من كونتي بسبب إظهار خلافه مع دييجو كوستا ورغبته في التخلص منه مما أضر سوق انتقالات الفريق فرفع الجميع أسعار المهاجمين المطلوبين لتعويضه.
بدأ كونتي الموسم بتصريح قال فيه "الفريق مقبل على موسم صعب ونريد أن نتجنب فيه وضع تشيلسي مورينيو الذي أنهى الدوري منذ عامين في المركز العاشر، لا أريد أن أخسر منصبي كما حدث مع مورينيو ورانييري قبلي".
وعندما تم سؤال مورينيو عن رده على هذا التصريح بعد مباراة ليونايتد أمام فالرينجا قبل انطلاق الموسم اكتفى بقوله "أمتلك العديد من الإجابات على هذا السؤال ولكني لن أخسر شعري وأنا ارد على كونتي" في إسقاط على فقدان المدرب الإيطالي لشعره وإجراءه لعملية جراحية لزراعته مرة أخرى.
الفارق الأكبر بين موسم كونتي الثاني حاليا وموسم مورينيو الأخير هناك في لندن هو أن مورينيو خسر غرفة ملابسه في أيامه الأخيرة لأول مرة في مسيرته التدريبية كلها بينما كونتي مازال محتفظا بدعم اللاعبين وثقتهم فيه وإن كانت خلافاته قد بدأت مع الإدارة بعكس مورينيو.
يشعر الرجل الاستثنائي منذ الصيف الماضي بالخوف من خليفته بالتأكيد بعد أن فاز بالدوري في أول موسم له في الدوري الإنجليزي كما فعلها مورينيو في 2004 مع تشيلسي، خوفه من أن يتفوق عليه كونتي ويحقق لقب دوري أبطال أوروبا الذي فشل مورينيو في جلبه مع تشيلسي ومن أن يعادل رقمه ويحافظ على لقب الدوري هذا الموسم.
جعل ذلك صحيفة ميرور الإنجليزية قبل انطلاق الموسم الحالي تضع صراع "مورينيو ضد كونتي" هو الأبرز والأكثر انتظارا.
المواجهة الأولى بينهم كانت في 2009 عندما كان مورينيو يقود إنتر ميلان لموسم تاريخي عندما واجه الشاب كونتي المدير الفني لأتلانتا وانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، مورينيو حاز الثلاثية بنهاية ذاك الموسم وكونتي لم يستمر في تدريب فريقه فتمت إقالته حتى قبل مباراة العودة بينهم.
أنتظر الجميع الصدام الأول بينهم الموسم الماضي، مورينيو يعود لستامفورد بريدج مرة أخرى غريبا وعدوا للجماهير التي طالما تغنت باسمه وهدفه بأن يجعلهم يشعروا بالندم لتخليهم عنه وكونتي مطالب بإعطاء انطباع مميز لهم بأنه جاء لينسيهم كل ما قدمه مورينيو لهم.
نجح كونتي في مهمته بإمتياز فلم يكتفي بالحصول على الثلاث نقاط بل أمتد الأمر إلى إهانة ضيوفهم مانشستر يونايتد والتغلب عليهم برباعية نظيفة أحتفل بجميع أهدافها بنفس الحماس والرغبة مما جعل مورينيو يقترب منه بعد نهاية المباراة ويهمس في أذنه "نحتفل هكذا عندما نفوز بنتيجة 1-0 أما بعد الهدف الرابع فأنت توجه لنا إهانة".
سكاي سبورتس نقلت رد كونتي عليه "لقد كنت لاعب كرة قدم سابق وأعرف كيف أتصرف".
تجدد اللقاء في مارس 2017 في الكأس وواصل كونتي تفوقه وأقصى يونايتد من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي بهدف نظيف في مباراة شهدت مشاحنة قوية بين الثنائي بعد تدخل قوي ضد لاعب تشيلسي ماركوس ألونسو أضطر معه الحكم الرابع للتدخل وإبعاد الثنائي قبل أن يتطور الخلاف بينهم.
كونتي قال في المؤتمر الصحفي بعد المباراة "أن تكون خطتك أن تضرب لاعبا طوال اللقاء؟ هذه ليست كرة القدم".
وأخيرا حقق مورينيو الفوز على كونتي بعد ثلاث محاولات فاشلة سابقة وكان ذلك في لقاء العودة من الموسم الثاني في الجولة ال33 على ملعب أولد ترافورد بعد أن سيطر مورينيو خططيا على كل مفاتيح لعب البلوز وأخرج نجمهم إدين أزار تماما من المباراة ليحقق الفوز بهدفين نظيفين لم يؤثرا على فوز تشيلسي باللقب.
"مورينيو مهتم بأخبار تشيلسي منذ الموسم الماضي عليه أن يهتم أكثر بفريقه" كونتي في رده على تصريح لمورينيو بعد لقاء يونايتد وبنفيكا في دوري أبطال أوروبا حول "بكاء المدربين" على إصابات لاعبيهم.
يريد مورينيو الأحد أن ينتقم مما حدث فيه الموسم الماضي في ستامفورد بريدج ويعادل رقم انتصارات كونتي عليه بينما الأخير يتمنى مواصلة إسقاط مورينيو وتأكيد تفوقه عليه في ظل ظروف صعبة يعيشها مع انتظار الجميع لردة فعله بعد الخسارة المذلة بثلاثية أمام روما.
هل يكون مورينيو محقا في أن نجاح كونتي الباهر الموسم الماضي كان بسبب تفرغه لبطولة الدوري فقط؟ هل ينجح كونتي في التغلب على اللعنة التي تصيب مدربي الفرق الحائزة على لقب الدوري في السنوات الأخيرة؟ من سيتفوق على الآخر هذا الموسم؟ العديد من الأسئلة لن تكفي مباراة الأحد فقط للإجابة عليها.