نعم كان الأهلي الأفضل وصاحب اليد العليا في مواجهتي ذهاب وإياب نهائي دوري أبطال إفريقيا 2017 أمام فريق الوداد المغربي، ولكن تبارى لاعبوه في الوقوع في الأخطاء خلال هاتين المواجهتين ليفقد الفريق لقبا كان قد نجح خلال مشواره في الإطاحة بالمنافسين الأقوى في القارة.
ما هي الأخطاء الفنية التي تسببت في خسارة اللقب الإفريقي رغم فارق المستوى الفردي والجماعي بين الفريقين؟
البدري يعاني في مواجهة فريق يجيد نفس أسلوبه
حسام البدري في المواجهات الصعبة كان يعتمد على الضغط المتوسط وتقارب الخطوط واستغلال التحول السريع في القضاء على الخصم وبالتالي كان يجيد الفريق معه في خارج ملعبه بينما على أرضه حينما يواجه فريقا يترك له الاستحواذ يعاني بعض الشئ.
بالتالي عند محاولة الخصم الهجوم فكانت تظهر خطورة أهلي البدري الذي يجيد التحولات السريعة مثلما حدث في مواجهة الترجي في تونس، والنجم في مصر، وفي الدوري السابق تكرر الأمر أمام المقاصة والزمالك والمصري في الدور الأول بالتحديد، أما مواجهة الوداد الذي يعتمد على التراجع الدفاعي والتحول لسداسي خلفي بعودة الجناحين كما فعلها البدري كثيرا من قبل ظهرت الأزمة والمعاناة حيث خلق الفريق في الإياب فرصتين مؤكدتين فقط بينما أهدر الوداد فرصة في العارضة.
إهدار الفرص
جزء منها فردي يتحمله اللاعبون وآخر يتحمله الجهاز الفني، فعلى سبيل المثال انفراد مؤمن زكريا والحارس متقدم في مباراة كازابلانكا لا يحتاج إلى مدير فني يدربه على كيفية "تعليق" الكرة من أعلى الحارس.
ولكن أيضا الإصرار على الدفع بلاعب لا يمتلك الثقة والاتزان النفسي على الأقل خلال المواجهات الأصعب في البطولة فهو أمر يتحمله البدري، لو أحرز وليد أزارو فرصته في الذهاب لكانت النتيجة 2-0 في أول 10 دقايق وحسم الأهلي البطولة من الذهاب.
أخطاء أحمد فتحي
في هدف وليد الكرتي كان أحمد فتحي رغم خبراته صاحب النصيب الأكبر من المسئولية حيث كانت البداية بتمريرة فتحي الخاطئة في منتصف الملعب التي تسببت في مرتدة على الفريق، ثم سوء التغطية حيث كان مسجل الهدف هو لاعب الوسط وليد الكرتي المكلف فتحي برقابته على حدود المنطقة.
عمرو السولية
لاعب وسط الملعب المدافع لابد وأن يمتاز بالشراسة في التدخلات الدفاعية خاصة أمام لاعب مهاري مثل أشرف بنشرقي ولكن مافعله السولية كان بعيدا تماما عن هذا الامر وتمت مراوغته بشكل ساذج.
قلبا دفاع الفريق
لم أفهم حتى الآن ماهو سبب تواجد الثنائي سعد سمير ورامي ربيعة في مساحة متر مع لاعب واحد من الخصم وترك المساحة خلفهم شاسعة!
بالطبع الخطأ كان في هدف الذهاب شبيها في مباراة الذهاب أيضا، وبنفس الفكرة من البداية فقدان الكرة في منتصف الملعب.
التمركز المعتاد من محمد هاني
منذ أن بدأ مسيرته مع الفريق ويعاني اللاعب الشاب من خلل دفاعي واضح في عملية التمركز وكانت سببا في أهداف سابقة أمام المحلة ومصر المقاصة حينما كان يغطي التسلل بنفس الشكل في مواجهة الوداد.
توظيف السعيد
ليس فقط أزارو من كان يتم الدفع به لمجرد الثقة في قدراته بل كان عبد الله السعيد أيضا لدرجة أن البدري بدأ اللقاء بمفاجأة الحسين عموتة بثنائي هجومي حيث شارك أجاي بالعمق بجوار أزارو وهو أمر رائع ولكن الدفع بالسعيد كجناح أيسر غير مفهوم على الإطلاق، فكان من الممكن الدفع بأحمد حمودي فهو ليس جناحا صريحا يلعب على الخط وإنما كان سيوفر لك فكرة صانع اللعب بدخوله الدائم لعمق الملعب.
قائمة الفريق
نعم أحمد حجازي لاعب مميز للغاية ولكنه في الموسم الماضي لم يكن يشارك بشكل أساسي وكان دفاع الفريق صلبا ولكن غياب عنصر من رباعي دفاعك كان لابد من تدعيم هذا الخط بعنصر آخر لتعويض غياب حجازي.
كذلك عدم استغلال التدعيم بالرباعي ميدو جابر الذي لم يشارك سوى في دقائق قليلة وأحمد الشيخ وهشام محمد (ثنائي تعرض للإصابة ولكن مع عودتهما لم تكن هناك قناعة بمشاركتهما بعد الأداء الذي أظهراه) ووليد أزارو الوحيد الذي شارك باستمرار ولم يظهر بالشكل الحاسم للفريق.
بالطبع كلها أخطاء يمكن الوقوع بها ولكن فكرة معالجة إهدار الفرص وحدها كانت كفيلة بحل الأزمة وإحراز اللقب.
الآن الفريق في مرحلة تصحيح الأخطاء وإعادة ترتيب الأوراق، إعطاء الفرص وتجهيز البدلاء في المراكز التي عانى منها بسبب الغيابات، إعادة اكتشاف بعض اللاعبين في مراكز مختلفة مثل ربيعة في وسط الملعب، إعادة النظر في طريقة اللعب ومحاولة إعادة التنظيم الدفاعي والهجومي والعمل على ذلك في طريقين متوازيين حتى لا يحدث خللا في أحدهما، محاولة بناء فريق مرن على المستويين الفردي والجماعي بلاعبين يجيدوا اللعب في مراكز مختلفة وتطبيق طرق لعب مختلفة للفريق يجيدها لاعبوه.