زيدان.. كن إيطاليا!

الأحد، 05 نوفمبر 2017 - 14:16

كتب : منار سرحان

زين الدين زيدان

ربما يمر زيدان بأسوأ فترة له مع ريال مدريد سواء كلاعب أو مدرب للفريق الملكي وربما خلال هذا الوقت الصعب معنويا على الفريق وجمهوره، فإن زيدان في حاجه للعودة للمبادئ التي جعلته ينجح مع ريال مدريد خلال العامين الماضيين وكانوا سبباً في تتويجه بجائزة أفضل مدرب في العالم.

على مدار مباراتين أخفق ريال مدريد في تحقيق نتيجة إيجابية، إذ فشل أمام الصاعد حديثا جيرونا وأعطاهم سبب آخر للاحتفال بخلاف انفصال كتالونيا، وفي دوري أبطال أوروبا لأمام توتنام، حيث أهدى المدرب بوتشيتينو مباراة عمره، وفي كلا المباراتين قرر زيدان أن يخطئ نفس الـخطاء ونجح في أن يجعل الفريق يظهر أعراض الاحتضار بكل نجاح.

بعد نهائي كارديف وصف دكتور الفلسفة الإسباني أنطونيو إيسكوتادو وأحد مشجعي ريال مدريد منذ الخمسينات بأن هذه هي أفضل مباراة في تاريخ مدريد، وأعقب ذلك التصريح قائلا "ومن هنا لا نستطيع أن نذهب أعلى من ذلك وسنبدأ بالهبوط حتى نرتفع".. تصريح قد يبدو تشائمي في وقته وعقب الاحتفال ببطولة دوري أبطال أوروبا رقم 12 في تاريخ النادي ولكن الآن يبدو أن هذا كان أكثر التصريحات واقعية في وقتها.

"كن إيطاليا" هي أغنية للمغنية الشهيرة فيرجي في فيلم "لم ينجح كثيرا" ويبدو أن على زيدان الاستماع لهذه الأغنية بداية من الآن إذا كان يريد أن يستعيد فريقه حالة التألق التي ظهر بها منذ قيادته للفريق المدريدي.

زيدان استلم الفريق من بنيتيز وهو ملىيء بالمشاكل سواء الفنية أو البدنية أو حتى المعنوية، وكان تأثير زيدان لحظي على الفريق فمن فريق مشكوك بجودته لفريق يلعب ركلات ترجيح نهائي أوروبا في السان سيرو، ليس هذا فقط فعلى الرغم من أنه كان شبه مستحيلا لأن يعود في فارق 13 نقطه مع برشلونة في الليجا بفرقه تعاني على المستوى الرياضي بشكل كامل، ولكنه نجح في أن يقدم أداء قوي في الكامب نو بأول كلاسيكو وسعى لاستغلال الليجا ليضع أساس فريقه الذي سيتوج بدوري أبطال أوروبا مرتين متتالين ولكن كل هذا بدأ عندما تذكر زيدان كيف تكون إيطاليا كرويا.

"My friend Zidane has already Italianised Real Madrid"

"صديقي زيدان قام بـ إيطالينة ريال مدريد." - شيرو فيريرا لاعب يوفينتوس السابق

إيطاليا تعد جزءا أساسيا من تكوين شخصية زيدان الكروية، وهناك تشبع من تكتيك كرة القدم وتنفيذها والالتزام بها وخلال أشهر تدريبه الأولى كنا نخشى أن يكون زيدان سلسلة لتجارب نجوم الكرة من اللاعبين الذين حاولوا استغلال اسمهم فقط لاقتحام مجال التدريب، ولكن على العكس نجح زيدان في أن يفاجيء المحبين قبل الكارهين الذين اعتمدوا على حجة "الحظ" في أن يكون هو سبب نجاحه في أول عامين له في التدريب.

زيدان بدأ باعتماده على النجوم في تجربة لم تدم طويلا، ثم قرر الاعتماد على كاسيميرو كعنصر أساسي ثم دفع بالشباب وبدأ بصناعة فريقان للدوري ودوري أبطال أوروبا، فنجاح زيدان في التزام لاعبيه الخططي بالتحديد على الجانب الدفاعي خلال العامين الماضيين ونفذ ما تعلمه في إيطاليا وصنع من ريال مدريد فريقا متوازنا ليس من السهل أن تصل لمرماه وليس من السهل أن تتفادى أهدافه، فالمبادىء الإيطالية التي طبقها زيدان جعلت نجوم ريال مدريد يظهروا التزام كبير داخل الملعب وللحظة ينسون نجوميتهم ويخضعوا مهاراتهم لصالح الفريق بالنهاية.

ولكن كل هذا يبدو أنه اختفى بأول شهرين لريال مدريد هذا الموسم واستغنى زيدان عن الصرامة الإيطالية، فبعيدا عن الإصابات أو أخطاء موسم الانتقالات، فإن فريق زيدان قد تخلى عن أي التزام خططي سواء دفاعيا أو هجوميا وعلى الرغم من أن الاستحواذ عامل أساسي بطريقة مدريد خلال العامين الماضيين، أصبح في بداية هذا الموسم دون هدف محدد واختفت فعالية الفريق من الركلات الحرة أو الركنيات التي كانت سلاحا فتاكا أيضا خلال الموسم الماضي وقد يصعب على أي مشجع أن يتذكر آخر هدف سجله الفريق من ركله ثابتة.

لاعبو ريال مدريد قدموا كرة قدم سهلة ممتعة خلال العامين الماضيين وربما اعتقد بعضهم بأن هذا أمر مُسلم به وليس هناك حاجة لمزيد من التركيز والعمل للحافظ عليه، ولذلك ومع عودة الإصابات ومع مرور فقط شهرين من بداية الموسم قد يكون على زيدان فقط أن يتذكر كيف أن يكون إيطاليا مره أخرى مع نجوم ريال مدريد.

أخر الأخبار
التعليقات