محمود سليم

"فكرة زيدان" ضمن 7 طرق تسهل اختراق الأهلي للوداد

كيف يستطيع الأهلي اقتناص الأميرة السمراء هناك في الدار البيضاء من أنياب فريق الوداد؟ كيف يتغلب حسام البدري على دفاع المغاربة المنتظر؟
الجمعة، 03 نوفمبر 2017 - 13:00
الأهلي - الوداد

كيف يستطيع الأهلي اقتناص الأميرة السمراء هناك في الدار البيضاء من أنياب فريق الوداد؟ كيف يتغلب حسام البدري على دفاع المغاربة المنتظر؟

بداية علينا أن نتفق أن الأفكار التي تفوق بها الأهلي على الترجي والنجم الساحلي التونسيين لن تكون مجدية أمام الوداد، حيث كان يترك الكرة للمنافس ويتراجع لتطبيق ضغط متوسط ويستغل المساحات خلف الظهيرين عن طريق الهجمات المرتدة. أمام الوداد لن تتمكن من ذلك فالرباعي الدفاعي وأمامه محوري الارتكاز ثابتين في كل حالات الهجوم وامتلاك الكرة، يتقدمان للهجوم بحذر شديد في حالات قليلة للغاية.

بينما كان اعتماد الفريق شبه تام على فكرتين، الأولى تمرير قطري من الخلف لأحد الجناحين أقصى الطرفين مع التقدم والانطلاق الهجومي لثنائي الوسط المساند وليد الكرتي وصلاح الدين سعيدي لتوفير المساندة للجناح المستلم للكرة الطولية (وهي أحد الركائز الرئيسية في الهجوم).

والفكرة الثانية هي الاعتماد على تمريرات ثنائي الخط الخلفي عبد اللطيف نصير الظهير الأيمن ويوسف رابح قلب الدفاع الأيمن المباشرة للمهاجم أشرف بن شرقي الذي يسقط للخلف في وسط الملعب ومن ثم ينطلق مكانه أحد الثنائي سعيدي أو الكرتي وهو ما تكرر في مواجهة اتحاد العاصمة ونجح الفريق في إحراز هدف بنفس الفكرة (كذلك كان بن شرقي الأكثر استلامًا للكرة في مواجهتي الأهلي واتحاد العاصمة الأخيرتين).

لاحظ خريطة تمريرات نصيري ورابح لبن شرقي في المواجهتين.

أما الهدف فقد بدأ بتمريرة رابح لبن شرقي المتراجع وتحول سعيدي لمهاجم وانطلاقه خلف الظهير الأيسر ثم انطلاق الكرتي لعمق المنطقة كمهاجم (لاحظ أن سعيدي والكرتي ثنائي ارتكاز مساند).

نفس التحرك يتكرر كثيرا في ومواجهات مختلفة بما فيها الأهلي وماميلودي صن داونز بل وأحرز هدفا من داخل منطقة الـ6 ياردات من كرة عرضية من لعب مفتوح بنفس التحركات الهجومية الرائعة له.

وتكررت أيضا تمريرات عمودية من الظهيرين المتواجدين في عمق الملعب على حدود منطقة الجزاء.

وفي إحدى الركلات الركنية ظهرت فكرة بتواجد مهاجم الفريق على القائم البعيد وباقي اللاعبين على حدود المنطقة ومع انطلاق اللاعبين للأمام يتراجع المهاجم للخلف بتحرك عكسي لخلخلة دفاع الخصم واستقبال العرضية عند نقطة الجزاء وهو ما نجح فيه بالفعل ولكن التسديدة علت العارضة.

ماذا يفعل البدري؟

حل زيدان

يقول أندريا بيرلو لاعب الارتكاز الإيطالي الرائع إنه كان يعتمد بشكل كبير على التمرير الطولي خلف دفاع الخصم. محاولة التمرير في الخلف مع لاعبي الدفاع لاستدراج الخصم للتقدم والضغط من الأمام حتى تظهر المساحات خلفهم التي يمكن استغلالها بتمريرات متقنة لذلك أنت بحاجة للاعب ارتكاز لديه الرؤية والقدرة على إرسال تلك التمريرات (هشام محمد) ولكن هذا الأمر شبه مستبعد لذلك يمكن الاعتماد على فكرة زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد حينما يحاول بناء اللعب وفي ظل عدم قدرة كاسيميرو لاعب الارتكاز المدافع على التمرير فيقدمه للامام كأنه صانع لعب ويعود مكانه الثنائي المساند الأخر (نفس الأمر عبد الله السعيد وعمرو السولية يتراجعان ويتقدم رامي ربيعة أو أحمد فتحي) هذا الأمر سيساعد السعيد أيضا في التخلص من رقابة النقاش ويحدث خللًا في وسط ملعب الوداد.

المهارة

استغلال اللاعبين أصحاب القدرات والمهارات الفردية ليس فقط في المراوغة ولكن عند استلام الكرة ومحاولة المراوغة سيضطر ثنائي لمواجهته وبالتالي ترك أحد اللاعبين للمربع الخاص به في هيكل الفريق الدفاعي وبالتالي تظهر الثغرة.

الكرات العرضية خلف الظهير العكسي

منتخب مصر خير مثال للاعتماد على أسلوب لعب دفاعي ولكنه يعاني كثيرا في مواجهة الكرات العرضية خلف الظهير العكسي وهو ما يشكل خطورة كبيرة على دفاع الفريق خاصة في ظل طول قلبي الدفاع بعكس الظهيرين.

تغيير وجهة اللعب

ظهر الأمر بشكل جيد في مباراة الذهاب خاصة في الجبهة اليمنى فبعد الاستحواذ وتبادل التمريرات القصيرة في اليسرى واستدراج أكبر كم من لاعبي الوداد كانت تظهر المساحة في الجبهة اليمنى لينطلق بها أحمد فتحي ويرسل العرضيات.

الكرات الثابتة

في مواجهات دفاعات متكتلة مثل أسلوب لعب الوداد لابد وأن تضع كل تركيزك على استغلال الكرات الثابتة خاصة وأن الفريق المغربي يعاني فيها دفاعيا وهو ما ظهر في مواجهتي صن داونز واتحاد العاصمة، فالفرق التي تدافع بهذا الشكل ترتكب أخطاء كثيرة بالقرب من منطقة الجزاء.

التراجع للمقابلة بالوجه والتحرك بين الخطوط

من الممكن للاعبي الوسط المهاجم (صانع اللعب والجناح عند انضمامه للعمق) عند إغلاق المساحات التراجع للخلف 10 أمتار فقط ليتسلما الكرة ويواجهان الدفاع بدلا أن يكون ظهرهما للمرمى. هذه الفكرة مع التحرك بين الخطوط (بين الوسط والدفاع) للاعب أخر تسهل من اختراق هذا التكتل.

الاستحواذ

قدرة لاعبي الأهلي على تناقل الكرة والسيطرة على إيقاع المباراة تمنحهم عدة مزايا منها تهدئة الجمهور بل ووضع لاعبي الوداد تحت ضغط جماهير لن تقبل ظهور فريقها بدون سيطرة في مثل تلك المواجهة خاصة وأنها تعلم قدرة الأهلي على التسجيل خارج ملعبه في الدقائق القاتلة.