كيف أنقذ فالفيردي برشلونة من السقوط.. "الكرة الجماعية"
السبت، 04 نوفمبر 2017 - 11:45
كتب : إسلام مجدي
"هذا العام نحن نلعب كرة جماعية كفريق وليس مجموعة بعينها". كانت تلك كلمات خوردي ألبا ظهير برشلونة متحدثا عن فريقه وما طرأ عليه من تغيير تحت إمرة مدربه الجديد إرنستو فالفيردي.
من تابع الصيف الماضي ما حدث في برشلونة من رحيل نيمار دا سيلفا إلى باريس سان جيرمان ثم سوق انتقالات صيفية ليست بالقوية ضم خلالها الفريق مارلون وعثمان ديمبيلي ونيلسون سيميدو وباولينيو وجيرارد ديولوفيو. كل تلك الأحداث بجانب الأزمة السياسية في إقليم كتالوني جعلت كل التكهنات تصب في اتجاه وحيد، برشلونة مقبل على موسم كارثي لكن هل حدث ذلك فعليا؟
بعد مرور 10 جولات من الدوري الإسباني يتصدر برشلونة جدول الترتيب برصيد 28 نقطة بفارق 8 نقاط عن ريال مدريد صاحب المركز الثالث و4 نقاط عن فالنسيا صاحب المركز الثاني.
ما الذي تغير في برشلونة مع فالفيردي؟ كل شيء تقريبا.
ليونيل ميسي أصبح يلعب في دور مركزي أكثر بالقرب من منطقة جزاء الخصم وبالتالي تسديداته على المرمى أصبحت أكثر بمتوسط 6.4 تسديدة في المرمى أعلى من المواسم الثلاثة الماضية.
قال ألبا في وقت سابق :"كل اللاعبين يشاركون ولهم دور في الملعب، فالفيردي لا يتدخل فيما يحدث داخل غرفة الملابس إن الأمر يذكرني بأول عام لي في برشلونة".
متى انضم ألبا إلى برشلونة؟ في صيف 2012 قادما من فالنسيا بمبلغ 14 مليون يورو، كان ذلك موسم تيتو فيلانوفا مدرب الفريق الراحل والوحيد له في منصبه مع الفريق وحقق خلاله لقب الدوري.
ردة فعل برشلونة جاءت قوية للغاية بعدما حطمه ريال مدريد في مباراتي كأس السوبر الإسبانية في شهر أغسطس الماضي.
بجانب تصريحات ألبا فعلينا أن نتذكر كم التقارير الصحفية حول خلافات لويس إنريكي مع بعض اللاعبين في فريقه، خلال الأعوام الثلاثة الماضية كانت هناك حالة من الجدل داخل غرفة ملابس برشلونة، تقارير صحفية قالت قبل الفوز بالثلاثية الثانية في تاريخ النادي مع المدرب الإسباني إنه في صدام مع ليونيل ميسي نجم الفريق وقد وصل لذروته لولا تدخل تشابي هيرنانديز الذي هدأ الأوضاع.
جيريمي ماثيو لاعب برشلونة الذي رحل إلى سبورتنج لشبونة كان قد قال في وقت سابق :"إنريكي كان نادرا ما يتحدث معنا، لم أعرف ما يجب أن أفعله لكي ألعب أكثر".
فالفيردي شخصيته مختلفة كليا عن لويس إنريكي، إنه مدرب واضح وهادئ ولا يحب الصراعات فهو يقدس العمل أكثر مما انعكس على برشلونة سريعا.
دينيس سواريز لاعب برشلونة كان قد تحدث عن ذلك الأمر قائلا :"فالفيردي شخصية مختلفة كليا عن إنريكي، إنه شخص واضح وهادئ وأفكاره واضحة، وقد انعكس ذلك علينا من أول يوم وصل فيها إلى النادي".
إذا هل ما حدث في موسم برشلونة الأخير من الفوز بلقب الكأس فقط يتحمله إنريكي والتألق الحالي بسبب رحيله ماذا عن فالفيردي؟
قال صامويل مارسدن محلل شبكة "إي إس بي إن":"فالفيردي لم يتجه يوما إلى مهاجمة الإدارة حينما رحل نيمار لم يتحدث عن سوق الانتقالات ولم يهاجم مجلس الإدارة ومع ارتباك الأوضاع السياسية كان هادئا للغاية، إنه مدرب يجيد جلب الهدوء والاستقرار إلى فريقه، كان دوما حريصا في كل تصريحاته، إنه يستحق الكثير من الثناء خاصة في طريقة تعامله مع الأوقات الصعبة".
ميسي سجل مع فالفيردي 11 هدفا في 7 مباريات فقط بالدوري مع فالفيردي وما كان رد فعل المدرب الإسباني؟ :"أنا فقط أضعه في الملعب وأترك له العنان".
بعد رحيل نيمار كانت التكهنات دوما حول قدرة فالفيردي على التعامل مع الوضع خاصة وأنه لم يتعامل مع فريق بحجم برشلونة من قبل، فكيف جاء الأمر؟
عقب الخسارة في السوبر من ريال مدريد بنتيجة 3-1 قال :"الأمر ليس حول تواجد عدد من اللاعبين الذين يجيدون التسجيل، لم نخسر ضد ريال مدريد بسبب ضعف التسجيل، لكن خلق الثبات في طريقة اللعب الخاص بنا وإيصالها للاعبين هذا ما سيجعلنا نسجل أهدافا وتجعلنا دوما قريبين من ذلك الهدف".
وأضاف "نحن برشلونة ونرغب في أن يكون لدينا أفضل فريق، أنا أركز مع ما لدي من لاعبين هنا وسأعمل معهم".
برشلونة افتقر إلى العمق في التشكيل خلال العام الماضي وبالتالي دكة البدلاء كانت بلا قيمة تقريبا، مع فالفيردي اختلف الوضع هناك ثنائي مثل باولينيو وديولوفيو قادر على صنع الفارق في معظم الأوقات.
قال جوليم بلاغ محلل شبكة "سكاي سبورتس" :"افتقر برشلونة إلى العمق في كثير من الأحيان مع لويس إنريكي، هذا العام مع فالفيردي الأمر مختلف، كل لاعب في الفريق يشعر بأهميته، الجميع يعلم أنه مهم وله دور حيوي".
وأضاف "بالنسبة لعدد كبير من المشجعين طريقة لعب إنريكي كانت ضد عادات النادي، الأمر معه كان عبارة عن تخطي خط الوسط وإيصال الكرة إلى الثلاثي الهجومي في أسرع وقت ممكن".
وأتبع "فالفيردي غير ذلك تماما وتشكيل 4-3-3 أصبح 4-2-3-1، وخط وسط برشلونة استعاد بريقه مرة أخرى وأصبع أساس الفريق".
وأردف "حتى ولو لم يلعب برشلونة كرة رائعة، لكنه يتحكم في مجرى المباريات بالطريقة التي تتوقعها من برشلونة الهجوم والدفاع كوحدة ومجموعة، فالفيردي استعاد هوية الفريق مرة أخرى في النهاية لا ننسى أنه ابن النادي".
واسترسل :"أسلوب فالفيردي الحالي متغير فبدلا من إيصال الكرة مباشرة إلى المهاجمين وانتظار قيامهم بكل شيء، برشلونة يظهر صبرا كبيرا أثناء امتلاكه الكرة وينتظر الثغرات ويسحب الفرق بعيدا من خلال التمرير".
تحسن برشلونة دفاعيا مع فالفيردي إذ أن الفريق يستقبل على مرماه 2.8 تسديدة في المباراة الواحدة، وفي الموسم الماضي كان يستقبل 4.2 تسديدة ولم يستقبل حتى الآن سوى 3 أهداف في الدوري وسجل 28 هدفا، الأقوى في إسبانيا حاليا.
سيكون الاعتراض أن برشلونة لم يخض مواجهات قوية بعد بما يكفي لاختبار صلابة تركيبة فالفيردي فهل هذا صحيح؟
أجاب بلاغ :"برشلونة بحاجة للاستمرار في عمله وعليه أن يستعد للمباريات الكبيرة سواء في إسبانيا أو دوري الأبطال، لكن فعليا هناك مساحة لالتقاط الأنفاس في الدوري".
مشكلة أخرى كانت قد طرقت باب برشلونة بجانب كل المشاكل الأخيرة هي تقدم أندريس إنيستا في العمر وابتعاده قليلا عن مستواه، لكن القائد عاد من جديد.
النجم الإسباني نفسه صرح قائلا :"أشعر وكأنني ولدت من جديد".
أما سيرخيو بوسكيتس الذي بدا بعيدا عن مستواه قال :"أشعر أنني بخير الآن لاعبو الوسط بإمكانهم أن يؤثروا على المباراة كثيرا وهذا أفضل على المستوى الشخصي سيسهل ذلك الأمور علي كثيرا عما كانت عليه في الماضي".
وهل أفاد تطور خط الوسط دفاع برشلونة؟
وقال صامويل مارسدن في هذا الصدد :"رأينا تطورا ملحوظا فيما يخص مستوى إيفان راكيتيتش، خط الوسط أصبح جماعيا وقويا مثلما كان في الماضي والأمر ذاته ينطبق على دينس سواريز وسيرجي روبيرتو".
وأردف :"خط الوسط القوي أثر بالإيجاب على الدفاع، برشلونة استقبل في 7 مباريات مثلا هدفين فقط وهذا تغير كبير إن قارناه بالموسم الماضي".
لكن هل غير فالفيردي كل شيء من دون مشاكل؟
صرح المدرب الإسباني في وقت سابق :"أحب العمل مع عدد محدود من اللاعبين تواجد 24 لاعبا هو رقم كبير جدا علي".
هذه التصريحات قد تؤثر سلبا على برشلونة مستقبلا، خاصة وأنه قد يخسر التناغم الحالي بين عناصر فريقه.
قال مارسدن :"سيكون هناك اختبارات كبيرة بالنسبة لبرشلونة في الملعب، لكن العلامات التي رأيناها تقول إن فالفيردي يعرف كيف يتعامل مع هذه الأمور، الأمر الآن منوط باستمرار كل هذا التفوق".