كتب : لؤي هشام
قد يلعب الحظ دورا في سبيل الرحلة لتحقيق المجد، وقد يقف القدر عائقا أمام غيرك من أجل أن يمنحك فرصة، أو ببساطة "عندما ترغب في شيء يتآمر الكون كله ليسمح بتحقيق رغبتك" كما يقول الكاتب البرتغالي باولو كويلو في رائعته الأشهر "الخيميائي".
كل ذلك ينطبق تماما كمثالا حيا على ما حدث مع الفتى الصغير الذي كان يبلغ 18 عاما وقتها، المهاجم الأساسي يتعرض للإصابة ومهاجمه البديل تعرض لإصابة أيضا لتأتي الفرصة على طبق من ذهب، والكرة تحب من يغتنمون تلك الفرص.
كان هذا الفتى الصغير هو ماركوس راشفورد، وما سبق من أحداث كانت ليلته التاريخية الأولى أمام ميتلاند الدنماركي حينما أصيب الفرنسي أنتوني مارسيال في الإحماءات وكان بديله ويل كين قد تعرض لإصابة ليحصل ماركوس على فرصة المشاركة الأولى تحت قيادة المدرب لويس فان جال.
أمام ميتلاند الدنماركي في دور الـ32 من الدوري الأوروبي نال اللاعب الشاب فرصة المشاركة لـ90 دقيقة وعندئذ أبى إلا أن يثبت للجميع موهبته بتسجيله هدفين من أصل 5 أهداف سجلها فريقه في تلك الليلة ليُعلن عن موهبة جديدة في ملاعب الإنجليز.
ماركوس راشفورد يحتفل اليوم الثلاثاء بعيد ميلاده الـ20، وfilgoal.com يصحبكم في رحلة عن عالم لاعب مانشستر يونايتد.
سرعان ما أثار راشفورد انبهار الجميع ففي كل محطة أولى له كان دائما ما يثبت أن الحظ وحده لم يكن السبب في حصوله على فرصة المشاركة فـ"الحظ لا يأتي للأغبياء" مثلما قال السير أليكس فيرجسون.
في مباراته الأولى على الإطلاق بالدوري الأوروبي سجل هدفين، وفي أول مباراة بالدوري الإنجليزي واصل نفس النهج وهز الشباك مرتين وأمام من؟ أرسنال، وبمشاركته الدولية الأولى مع المنتخب الإنجليزي سجل هدفا أمام أستراليا.
كيني سوين مدرب المنتخب الإنجليزي تحت 16 عاما سابقا كان أول من منح راشفورد فرصة المشاركة الدولية وحينها كان ماركوس الصغير في عمر 14 عاما.
ويقول سوين لصحيفة "جارديان": "لا يمكنك أن تتوقع رد فعل أحد حينما يخرج للعب أمام 75 ألف متفرج، وحينما تؤدي مثل راشفورد فإنه يعطي دفعة كبيرة للطاقم الفني، أنت ترى ما فعله وعندها تفكر (واو، لم أتوقع هذا على الإطلاق) يبدو وكأنه خرج من جسد خبير. هذا ما فعله ماركوس".
استدعاء راشفورد الأول مع فريق المدرب فان جال كان في 21 أكتوبر 2015 – على بُعد 10 أيام من الوصول لعامه الـ18 - لمباراة واتفورد حيث جلس احتياطيا وبجواره الشاب الآخر شون جوس الذي يكبره بعامين.
ويحكي جوس لجارديان "كان الفريق الأول يعاني من العديد من الإصابات على مستوى المهاجمين، لذا كنا نظن أنهم سيلجأوا للفتيان الأكبر منا سنا، ولكن راشفورد تدرب بشكل جيد، تدرب أفضل منهم وحصل على فرصته".
"أتى ريان جيجز (مساعد فان جال وقتها) يوم الجمعة إلى غرفة الملابس وأخبرني أنني سأكون حاضرا بقائمة المباراة، كان هناك شابين آخرين في غرفة الملابس المقابلة، ظننا أن أحدا منهما سوف يتم استدعائه ثم يومها في المطار وجدت راشفورد".
منذ بات راشفورد تحت الأضواء ودائما ما يُعقد الكثير من المقارنات بينه وبين العديد من أساطير كرة القدم، البعض شبهه بأسطورة أرسنال تيري هنري في طريقة اللعب. وجيجز كان واحدا منهم.
ويقول جيجز: "يمكنه اللعب على الأطراف كجناح ولكنه بالتأكيد مهاجم رقم 9، أرى تشابها بينه وبين هنري فيما يتعلق بالتحرك بعبقرية من على الطرف الأيسر، حتى لو كان مهاجما فدائما ما يميل إلى اليسار حيث يستطيع أن يراوغ المنافسين للجهة الأخرى".
كيني سوين عاد مجددا للحديث عن إمكانيات لاعبه، صاحب الـ65 عاما والذي حقق الدوري والكأس الأوروبية رفقة أستون فيلا أطلق تشبيها مختلفا أتى ربما من معاصرته لقدامى اللاعبين، ولكنه كان حقا تشبيها رائعا.
"يراوغ دوما بطريقة فريدة، أفضل موهبة رأيتها تقوم بتلك الحركة. قد يتحدث الناس عن جورج بيست في أيامه وكيف كان رائعا في التحرك بالكرة، راشفورد مثله لديه تلك الميزة عليه أن يكون ممتنا للطريقة التي يتحرك بها".
وخلال الموسم الجاري واصل راشفورد الحفاظ على معدله التهديفي الجيد بمساهمته في 12 هدفا (سجل 7 وصنع 5) لفريقه خلال 16 مباراة شارك بها في جميع المسابقات.
إجمالا فقد سجل صاحب الـ20 عاما 26 هدفا مع الشياطين الحمر في 87 مباراة وصنع 13 هدفا بجميع المسابقات.
أما مع المنتخب الإنجليزي فقد لعب 13 مباراة سجل فيهم هدفين أمام كلا من أستراليا وديا وسلوفاكيا في تصفيات كأس العالم 2018.