محمود سليم

4 أفكار تفوق فيها البدري.. وعموتة نجح في إيقاف خطورة الأهلي

نتيجة مخيبة للآمال للأهلي في مواجهة الوداد المغربي لكنها بمثابة مؤشر إيجابي لشعور جميع أفراد المنظومة من لاعبين وجهاز فني وإداري بصعوبة الموقف وبالتالي من المنتظر ظهور المعدن الحقيقي للمارد الأحمر كما اعتاد الجمهور.
الأحد، 29 أكتوبر 2017 - 14:09
الأهلي - الوداد

نتيجة مخيبة للآمال للأهلي في مواجهة الوداد المغربي لكنها بمثابة مؤشر إيجابي لشعور جميع أفراد المنظومة من لاعبين وجهاز فني وإداري بصعوبة الموقف وبالتالي من المنتظر ظهور المعدن الحقيقي للمارد الأحمر كما اعتاد الجمهور.

الحسين عموتة بأسلوب دفاعي بحت في مواجهة حسام البدري بأفكاره التي اعتاد عليها في المواجهات الكبرى، فمن تفوق على حساب الأخر؟

البدري و3-4-3

كما أوضحنا في أكثر من تحليل سابق حتى قبل أن يخرج البدري نفسه بتصريحات عقب لقاء النجم ويؤكد الأمر، فإن الفريق خلال امتلاكه الكرة ينتهج التنظيم الهجومي بالـ3-4-3 حيث يتراجع لاعب الارتكاز بين قلبي الدفاع ويتحول صانع اللعب للاعب وسط بجوار الارتكاز الأخر ويتقدم الظهيران للخط التالي كلاعبي وسط وينضم الجناحان قليلا لعمق الملعب في أنصاف المساحات على يمين ويسار المهاجم.

هذه الفكرة نجحت وتفوق بها البدري على عموتة حيث أحرز الأهلي هدفه الأول بداية من شريف إكرامي ثم عودة رامي ربيعة بين الثنائي سعد سمير ومحمد نجيب وتحضير اللعب في الجانب الأيمن ثم الانتقال للاختراق من الجانب الأخر مع نجاح عبد الله السعيد في التخلص من رقابة إبراهيم النقاش وثنائية علي معلول على الخط وجونيور أجاي في الـ half-space والتي نجحت في التخلص من محمد أوناجم وعبد اللطيف نصير، وتحرك مؤمن زكريا غير المتوقع في تلك المساحة أمام قلبي الدفاع وخلف لاعبي الوسط دون رقابة ليتسلم الكرة بالقدم البعيدة "وهو نموذج لعملية الاستلام الموجه للكرة".

الأمر لم يكن صدفة، حيث تكررت نفس الفكرة مرة أخرى، ثلاثي خلفي وتحضير للعب في الجانب الأيمن ثم نقل الكرة للجانب الأخر وتمركز السعيد في أنصاف المساحات بين العمق (نقاش) والطرف (أوناجم) ليتسلم الكرة ويضغط عليه الثنائي فيصبح خلفه التفوق العددي لمعلول وأجاي ضد نصير فقط، ويتكرر نفس التحرك المميز لمؤمن زكريا ولكن تأخر أجاي في التمريرة.

الحالة الثالثة والتي أهدر فيها السعيد فرصة تهديف شبه مؤكدة عن طريق نفس الفكرة لتأكيد تفوق البدري مجددا، ثلاثي الخلف وتحضير في الجانب الأيمن ثم نقل الكرة للجانب الأيسر ولكن لاحظ تبادل المراكز بين السعيد (تحرك للخارج) ومؤمن (دخول للعمق) وفي النهاية سينهيها الثنائي مؤمن للسعيد على حدود المنطقة.

الضغط

التفوق بشكل أخر كان عملية الضغط التي مارسها لاعبو الأهلي بقيادة السعيد، لاحظ تلك الحالة كانت البداية من الحارس لقلب الدفاع الأيمن يوسف رابح بعدها بدأ السعيد في مطالبة لاعب الارتكاز الأيسر بالتقدم لتطبيق الضغط وأغلق لاعبو الأهلي فرصة التمرير للثنائي الأخطر صلاح الدين السعيدي ووليد الكرتي وتركوا النقاش ليتسلم التمريرة ثم تم الضغط عليه وعلى رابح عن طريق السعيد وإجبارهما على التمرير الطولي ليعيدها ربيعة ويحولها السعيد برأسه انفراد تام لأزارو.

التمرير القطري

أيضا كما أوضحنا في تحليل ما قبل المباراة بأن التمرير القطري من جهة لأخرى حل مثالي لضرب التكتل الدفاعي للفريق المغربي، فقد ظهر استغلال تلك الفكرة خاصة عن طريق الجانب الأيمن بقيادة أحمد فتحي وبالفعل كاد يصنع منها هدفا أو أكثر لولا سوء التوجيه من أجاي ومؤمن.

اختراق العمق

نجح كثيرا السعيد مع الثنائي مؤمن وأجاي في اختراق العمق الدفاعي سواء القنوات بين قلب الدفاع والظهير أو قلبي الدفاع، ولكن ما كان ينقص الفريق هو اللمسة ماقبل الأخيرة داخل منطقة الجزاء.

لاحظ هُنا عرضية أجاي الأرضية ارتطمت بقدم المدافع.

وهُنا تمريرة ضربت الخطوط من السعيد ومهدها أزارو لمؤمن الذي صوبها في الدفاع.

وهذه الحالة انضم مؤمن للعمق وسدد بيسراه لكن الكرة ارتطمت في الدفاع.

وتلك الحالة بين السعيد ومعلول الذي أرسل كرة عرضية أرضية مرت من أمام الجميع.

ولكن فشل البدري في استغلال فكرته الأهم التي رجحت كفته في كل المواجهات الكبرى، وكان السبب الرئيسي في ذلك الأمر هو الحسين عموتة وهو التفوق الوحيد الذي يُحسب له.

التحول

إذا عدت بالذاكرة لمواجهات الأهلي في البطولة الإفريقية أو في البطولات المحلية سواء الدوري أو كأس مصر ستجد نسبة قد تصل إلى 70% من أهداف الفريق من تحولات وسرعة انتقال من الدفاع للهجوم (هدف الفوز بالكأس، هدفي الفوز على الترجي، هدف التقدم على الزمالك في الدوري بالدور الأول، 5 أهداف ضد النجم، وهدف ضد القطن الكاميروني، وهدف من ركلة جزاء ضد المقاصة بالدور الأول).

بالتالي كان عموتة مستعدا لمواجهة هذه التحولات بتثبيت رباعي الدفاع (وهو ما أوضحناه أيضا في تحليل ما قبل المباراة) وسرعة الارتداد لثلاثي الارتكاز فلم ينجح الأهلي في صناعة خطورته من هذه الفكرة طوال المباراة سوى في مرة وحيدة في نهاية الشوط الثاني نجح مؤمن في الهروب خلف الظهير الأيسر ولكن عرضيته أبعدها الدفاع.

في أغلب الحالات التالية ستجد معلول أو فتحي ينطلق لعمل الزيادة والتحول السريع ولكن يتواجد من الوداد 7 لاعبين، رباعي دفاع وثلاثي الوسط.

هذه الحالة توضح الفكرة تماما، الفريق كان يهاجم بـ6 لاعبين، ثلاثي الهجوم إضافة لثلاثي الوسط مع بقاء رباعي الدفاع في الخلف.

لم يكتف عموتة باستغلال التحول والانتقال في التفوق على الجانب الدفاعي فقط بل خلق من هذه الفكرة هدفه الوحيد، فعند فقدان الكرة واعتماد لاعبي الأهلي على أزارو كمحطة للخروج والتحول الهجومي نجح في الضغط واستخلاص الكرة عن طريق السعيدي واستغلال المساحة خلف معلول الذي انطلق (تحول للهجوم) ليرسل منها أوناجم عرضية الهدف في ظل سوء رقابة من سعد سمير.

رغم النتيجة إلا أن المباراة تُعد مؤشرا إيجابيا للاعبي الأهلي في ظل القدرة على اختراق دفاع الخصم عن طريق هجوم منظم مبني من الخلف وكذلك اختراقات بتحركات مركبة في العمق وأيضا استغلال التمرير القطري لاختراق الطرفين، ومن المؤكد في الإياب لابد من تغيير أسلوب التحول والمرتدات إلا إذا حرر عموتة ظهيريه وهو أمر مستبعد.