كتب : أحمد عبد اللطيف يوسف
"عندما عدت للزمالك منذ أيام خشيت ألا يعرفني أحد ولم أكن أحمل بطاقة الدخول للنادي، الآن أفوز بالكأس وأنا مدير فني" . هكذا تحدث مؤمن سليمان بعد أيام قليلة من الفوز بكأس مصر 2016
إدارة الفريق مؤقتا كانت المهمة الأولى، والفوز بالكأس كان الطلب الأصعب، لكنه حققهما بنجاح في غضون أيام.
الفوز على الإسماعيلي في نصف النهائي برباعية نظيفة بعث برسالة كبيرة قبل مواجهة الأهلي في النهائي، المهمة أنجزت بالفعل، وتفوق الزمالك باستحقاق على كتيبة الهولندي مارتن يول بثلاثية مقابل هدف ليحصد لقب البطولة، وليصبح مؤمن سليمان هو أول مدرب مصري يقود الزمالك للفوز على الأهلي منذ قيادة الجوهري للفوز بكأس السوبر الإفريقي 1994.
توقع الكثيرون مشروعا لمدرب كبير في الكرة المصرية، خاصةً أنه حصل على العديد من الشهادات التدريبية بالعديد من الأندية، أهمها ناديي أياكس الهولندي وفولام الإنجليزي، بالإضافة إلى معايشته للعديد من أندية اليونان لكن شئ بدا في الأفق لم يكن متوقعاً.
رفض دور الرجل الثاني
بداية مؤمن سليمان كانت في قطاع ناشئين الزمالك مساعدا لمدحت مكي في موسم 2004 ثم مدربا في الجهاز الفني للمصرية للاتصالات 2007 و2008 بقيادة طارق يحيى ثم حلمي طولان كذلك في جهاز راينر هولمان بالزمالك ثم مع أنور سلامة في إنبي 2009 ومع حلمي طولان في بتروجيت 2011 .
ثم الاتجاه للخارج لتدريب شعب آب اليمني ثم الإشراف على تدريب أم صلال القطري وأهلي جدة للشباب.
كل ذلك جعل مؤمن سليمان يبحث عن شخصية الرجل الأول وبالفعل فعلها مع نجوم المستقبل ثم الإنتاج الحربي وصعد بالفريق للممتاز قبل أن يرحل عن الفريق لرفضه العمل كمدرب عام بالدوري الممتاز مع مدير فني جديد.
مرة وحيدة كسر مؤمن سليمان قاعدته وقبل العمل مع أحمد حسن في بتروجيت 2015 لكن سرعان ما ابتعد لإحساسه بأنه لا يستطيع العمل مرة أخرى كمساعد ، تجربة الأسيوطي ثم الزمالك ولكنه اعتذر عن العودة في دور الرجل الثاني مع الزمالك.
هل جنى سليمان على نفسه بالموافقة على تولي قيادة الفريق الأول في الزمالك؟
مؤمن سليمان خاض مع الزمالك مغامرة ناجحة لم ينقصها سوى الظفر بلقب دوري الأبطال الذي خسره أمام صن داونز الجنوب إفريقي في ليلة لم تكن موفقة في بريتوريا ولم يسعفه ما حدث في الرباط بنصف النهائي. لكن تلك النقلة السريعة صنفته من الطراز الرفيع ورفعت سقف التكهنات بإنن الزمالك أزال الساتر عن أحد المدربين اللامعين بعد أن كان مغموراً.
أرسين فينجر قبل توليه أرسنال جاء مغمورا من ناغويا جامبوز الياباني حيث عنونت إحدى الصحف اللندنية "أرسين من؟" بمناسبة توليه قيادة الجانرز عام 1996، توني أدامز كابتن أرسنال كان له تصريح بعد جلوسه احتياطي في أحد المباريات "سألنا أنفسنا عما إذا كان المدرس صاحب النظارات يعلم شيئا عن كرة القدم".
نجاحات فينجر واعتباره أحد من غيروا وجه الكرة الإنجليزية والجانرز بصفة خاصة وبالأخص حتى عام 2004 .
فينجر قد واجه متاعب من السياسة المالية من قبل إدارة أرسنال إلى أن أصبح تمثاله بجوار هربرت تشابمان أسطورة أرسنال الخالدة.
12 مباراة حتى 19 نوفمبر 2016 ما بين كأس مصر ودوري أبطال إفريقيا وبداية موسم الكروي 2016/2017 حقق سليمان الفوز مع الكتيبة البيضاء في 9 مناسبات، خسر في مناسبتين وتعادل في مباراة.
سجل أبناء مائة عقبة 21 هدفا واستقبلوا 10 أهداف. لعل أبرز ما أظهر فتور العلاقة بينه وبين الزمالك كان بعد لقاء طنطا وتصريحه أنه سيكون سعيدا لو رحل عن الزمالك بسبب الضغط المتواصل من مجلس الإدارة.
إيجابيات تولي مؤمن سليمان تدريب الزمالك
نال مؤمن سليمان جائزة أفضل مدرب عربي خلال عام 2016، في الاستفتاء السنوي لجريدة الهداف الجزائرية، ثم طل علينا مؤمن سليمان عبر الشاشات كمحلل في البرامج الرياضية.
مؤمن سليمان أصبح اسما متداولاً في سوق المدربين ونال قسط أكبر من الشهرة وقاد سموحة ومن ثم مصر للمقاصة.
سلبيات فترة قيادة القلعة البيضاء
مؤمن سليمان أصبح يفتش عن ذاته لكن شبح الزمالك لايزال يطارده كالشبح أينما إرتحل، التحول السريع من مدرب درجة ثانية إلى نادي كبير هذا ما جناه مؤمن سليمان على نفسه وأبعده قليلاً عن كتابة اسمه في سجل المجد.
سموحة
بعدها قاد سموحة في 29 لقاء حقق الفوز في 12 مباراة وخسر في 7 بينما تعادل في 10 مواجهات.
. وصل مع الفريق لدور المجموعات في الكونفدرالية الأفريقية كذلك وصل لدور نصف النهائي لكأس مصر أمام الأهلي ولكنه رحل قبل المواجهة واحتل الفريق المركز الخامس في الدوري.
مصر للمقاصة
قاد مصر للمقاصة في أسوأ بداية للفريق الفيومي الموسم الحالي تعادل في مباراة وحيدة وخسر لأربع جولات متتالية، قبل أن تتم إقالته إثر الهزيمة من إنبي ضمن منافسات الجولة الخامسة من الدوري.
التحول بين يوم وليلة من قيادة الأندية في دوري الدرجة الثانية وقيادتها لدوري الترقي للممتاز إلى تولي القيادة الفنية لقلعة الزمالك العريقة ربما لم تكن بالشئ البسيط .
مؤمن سليمان الآن يدفع ثمن ذلك باهظاً ولا يقدر أحد على إعادة المجد الذي صنعه مؤمن سليمان في معايشاته الخارجية وخبراته السابقة سوى مؤمن سليمان ذاته.
فهل يستطيع التحول مجدداً من إثبات ذاته وأنه لم يكن مجرد حالة عابرة أم تكون رحلته مع الزمالك كالقشة التي قسمت ظهر البعير؟