كتب : عمر ناصف
تفاجأ الجميع في إيطاليا بخبر إنتقال المدافع ليوناردو بونوتشي من يوفنتوس إلى ميلان في الصفقة الأكبر داخل إيطاليا خلال الصيف الماضي.
لا أحد توقع أن يخرج أحد قادة يوفنتوس والأصغر في ثلاثي الدفاع الحديدي للفريق والمدافع الأفضل في العالم بالنسبة للكثير من المتابعين والوجهة ليست كبار القارة الأوروبية في الوقت الحالي بل ميلان الفريق الذي يعاني على جميع الأصعدة خلال الفترة الحالية والراغب في بناء فريق جديد بأموال صينية.
استغرابك يزيد عندما تعرف أن الـ42 مليون يورو التي دفعها ميلان لخزينة يوفنتوس تم تمويلها من أحد البنوك الإيطالية التي تمتلكها وتديرها عائلة "أنيلي" المالكة لنادي يوفنتوس والذي أعلن أنه قد تخلى عن مدافعه بناء على رغبته بعدم الرحيل خارج إيطاليا لظروف عائلية.
دافيد أمولي محلل سوق الانتقالات الإيطالية قال لصحيفة "بليتشر ريبورت" الإنجليزية عن الصفقة "لقد تفاجأ الجميع منها فلا يوجد شيء منطقي في تلك الصفقة، بونوتشي ترك فريق ينافس على الألقاب الأوروبية من أجل فريق يعيش حالة من التخبط وعدم الاستقرار".
النجاح مضمون في يوفنتوس نظرا للهدوء والنظام الذي يعيشه الفريق بينما ميلان يبدأ مرة أخرى مشروع جديد للنادي لإنقاذه والخروج من النفق المظلم الذي دخله الفريق بنهاية 2011 ومازال غير قادر على الخروج منه حتى الآن.
بونوتشي بالتأكيد لا يمتلك شعور الانتماء الكروي للنادي الذي يلعب له لسابق لعبه لإنتر ميلان قبل يوفنتوس ولكن في هذه الحالة ففضل اللاعب مشاعره النبيلة تجاه أسرته لتحقيق رغبتهم بالبقاء داخل إيطاليا.
اعتمد ميلان في تلك الصفقة على جلب خبرات بونوتشي ليكون قائدا للفريق داخل الملعب وخارجه فتم إعطائه شارة القيادة واعتماده القائد المنقذ الذي سيلم شمل الجميع داخل الفريق لينجح فيما فشل فيه القائد السابق ريكاردو مونتوليفو الذي وقف قليل الحيلة ومجبس القدمين بسبب الإصابات المتتالية أثناء فترات سقوط ميلان الأخيرة.
أما يوفنتوس فتخلص من أحد مسببي المشاكل داخل غرف الملابس لديه خلال الموسم الماضي، بونوتشي تم رصده يوجه بعض الكلمات الغاضبة لأليجري بعد استبداله في أحد مباريات الموسم الماضي وتم ربطه بخلاف كبير حدث في غرف ملابس الفريق بين شوطي نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي قبل دقائق من انهيار يوفنتوس المفاجئ.
لكن بعد مرور أكثر من شهرين على انطلاق الموسم لا يبدو أن أحد قد حقق نجاحا من خلف تلك الصفقة نعم حصل يوفنتوس على المال لتعويضه ولكنه فشل في التعاقد مع مدافع جديد على مستوى يستطيع به تعويض رحيل أحد أركانه الأساسية.
تعاني دفاعات يوفنتوس هذا الموسم وتحولت نقطة قوته الأساسية في المواسم الماضية وهي صلابة الدفاع إلى نقطة ضعف واضحة في أداء الفريق الذي أصبح مخترقا ليخسر يوفنتوس الكثير مما لا تسطيع الأموال التي حصل عليها تعويضه.
أما ميلان فقد بدأ بشكل جيد الموسم قبل أن يتذبذب مستواه وهنا جاء دور بونوتشي للم الشمل وإعطاء الفريق الدفعة المعنوية اللازمة للنهوض بسرعة والقيام بدوره كقائد للفريق داخل الملعب، نجح بشكل جيد إلى حد ما خارجه فلم تظهر مشاكل فردية لأحد لاعبي ميلان رغم التغير المستمر وجلوس العديد من اللاعبين على مقاعد البدلاء لفترات طويلة.
ولكن داخل الملعب لم يجد ميلان القائد الحاسم له وفشل بونوتشي في مهمته الرئيسية وهي إعطاء دفعات معنوية وتحميس زملائه في حال التراجع أو التأخر في النتيجة فكانت النتيجة أن ميلان يبدأ بشكل جيد المباريات ثم يتراجع بشكل مخيف ولا يوجد من يوجه اللاعبين ويعيدهم إلى المباراة مرة أخرى.
بونوتشي نفسه خسر فانخفض مستواه الشخصي بشكل ملحوظ وبدلا من أن يساهم في تدعيم الخط الخلفي للروسونيري وجد نفسه يعاني هو الأخر كما هو حال زملائه وبدلا من أن يكون هو الحائط الذي تتحطم عليه هجمات المنافسين بتألقه وخبرته تحول إلى أحد الثغرات السهل اختراقها.
خسرت أطراف الصفقة الثلاثة حتى الآن فنيا وماديا فميلان قد دفع المال ويوفنتوس لم يحصل على نصف المبلغ الذي قد كان ليحصل عليه لو أرسل اللاعب إلى أحد الأندية خارج إيطاليا.
قائد ميلان وفي فترة مهمة وحاسمة من الموسم للنادي والمدرب ارتكب خطأ ساذجا وضرب أحد لاعبي جنوى داخل منطقة الجزاء ليتم طرده مباشرة بعد الاحتكام إلى إعادة الفيديو ويجد مونتيلا نفسه مطالبا بالبحث عن بديل في خط الدفاع لبونوتشي وقائد آخر للفريق قبيل مواجهة يوفنتوس المهمة غدا.
سيجلس بونوتشي الذي خذل مدربه وجماهير فريقه الجديد ميلان عندما احتاجوا إليه هذا الموسم ليشاهدهم وهم يواجهون يوفنتوس فريقه السابق الذي أعطاه كل شيء من شهرة ومجد بمشاعر مختلطة فلا يعرف مع من سيقف أصدقائه القدامى في يوفنتوس أم الجدد في ميلان؟ بالتأكيد سيشعر بالخذي لأنه ليس على أرض الملعب.
لكن الأكيد أن هناك شخص واحد فقط سيكون سعيدا غدا لأنه لن يكون مضطرا لدعم يوفنتوس من المدرجات وهو لورينزو نجل بونوتشي والعاشق لتورينو والذي كان عليه دائما في السنوات الأخيرة دعم أبيه ليوناردو وهو يقود أعداءه في يوفنتوس وغدا سيتمنى لأول مرة منذ سبع سنوات أن يخسر يوفنتوس في مقابلة ميلان.