لا يمكن أن يختلف أحد على الكرة السريعة والممتعة التي يقدمها فريق نابولي تحت قيادة مدربه ماوريتسيو ساري والتي جعلته في صدارة الدوري الإيطالي.
ولكن ليلة الرابع والعشرين من شهر أكتوبر كانت شاهدة على فريق آخر في طريقه إلى تقديم كرة ممتعة وصلبة في نفس التوقيت. إنتر لوتشيانو سباليتي.
النيراتزوري في تلك المباراة حققوا الانتصار بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الجولة العاشرة، رغم تقدمهم بثلاثية بيضاء، ولكن تلك لم تكن اللقطة الأبرز.
إنتر يسير بخطى ثابتة منذ بداية الموسم ليصبح الفريق الوحيد برفقة نابولي الذي لم يتعرض للخسارة حتى الآن، ليحتل المركز الثاني برصيد 26 نقطة بفارق نقطتين عن فقراء الجنوب.
ورغم تعادلهما سلبيا في الجولة قبل الماضية إلا أن المتعة لم تغب عن تلك المباراة، فكما يقول باتريس إيفرا "الطليان هم أسياد التكتيك، في إيطاليا تكون المباراة مثل لعبة الشطرنج، ما إن تحرك أحد جنودك حتى يحرك خصمك أيضا أحد أسلحته، حركة هنا وحركة هناك".
ومن أفضل من إيفرا ليتحدث عن الفارق بين الدوريات الكبرى فقد لعب الظهير الفرنسي في ثلاث من الدوريات الخمس الكبرى (الفرنسي والإنجليزي والإيطالي).
إنتر قبل مواجهة سامبدوريا الجولة الماضية كان يمتلك الدفاع الأفضل في السيري آ بالتساوي مع روما ولكنه بات الآن ثانيا بسبعة أهداف في شباكه.
أما على الصعيد الهجومي فلم يكن الفريق هو الأفضل إذ سجل 20 هدفا كرابع أقوى هجوم بعد كلا من يوفنتوس ونابولي ولاتسيو.
كلها أمور تسير في طريق التحسن من محطة إلى أخرى فالمخضرم سباليتي أحد كبار المدربين الطليان المستمرين على الساحة التدريبية حتى الآن، وقد كان عمله مع روما في المواسم الماضية ظاهرا للعيان بكرة متماسكة دفاعية، حاسمة هجوميا، وسريعة في لعبة التحولات.
يكتسب سباليتي سمعة دفاعية ولكن البعض يتناسى أنه هو المدرب الذي أعاد فكرة المهاجم الوهمي رفقة الملك فرانشيسكو توتي إلى الواجهة قبل أن يفعلها بيب جوارديولا أيضا مع ميسي.
ويعتبر الهدف الثالث في سامبدوريا مثالا للعمل المبذول من جانب لوتشيانو ولاعبيه ومدى قدرتهم على التطور مع مرور الوقت، إذ تمكن الفريق بعد 14 تمريرة متبادلة من هز الشباك خلال 40 ثانية لتُمثل اللقطة الأبرز في المباراة.
الكرة بدأت برمية تماس للفريق قبل أن يجبر ضغط لاعبي سامبدوريا، لاعبي إنتر على التراجع نحو حارس مرماهم أسمير هاندانوفيتش ليبدأ الحارس بناء اللعب.
مجموعة تمريرات متتالية وتحركات من جانب اللاعبين لكسر الضغط، ومن ثم تمريرة في المساحة الخالية على الجهة اليمنى وعرضية ناجحة كان في انتظارها هداف الفريق ماورو إيكاردي.
سباليتي أكد على أداء فريقه القوي طوال 60 دقيقة قبل أن يحدث التراجع، وقال عقب المباراة: "شخصية الفريق أعطتنا القوة خلال اللقاء، ظهرنا بشكل جيد لمدة 60 دقيقة، كان علينا الحفاظ على هذا الأداء طوال المباراة، كنا محظوظين للغاية في الشوط الثاني".
إنتر أمامه 5 مباريات قبل مواجهة يوفنتوس في التاسع من ديسمبر، وهي المحطة التي يمكن حينها الحكم بشكل واضح على العمل الذي يقدمه سباليتي مع الأفاعي، فلقاء البيانكونيري قد يكون خير تتويج لأفكار الفترة الماضية ودفعة لانطلاقة العودة إلى الواجهة كمنافس من جديد.