كان أرسنال متأخرا على ملعبه "الإمارات" أمام ضيفه نورويتش سيتي الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى بهدف جوش مورفي.

الأمور كانت تسير في إتجاه سئ. أرسنال في طريقه لتوديع بطولة كأس رابطة المحترفين الإنجليزية من الدور ثمن النهائي، ومزيد من الانتقادات ستحل على رأس أرسين فينجر.

ولكن إدوارد نيكيتاه كان بمثابة المنقذ من كل تلك الكوابيس.

المهاجم الشاب البديل دخل بديلا في منتصف الشوط الثاني، ليعادل النتيجة في الدقيقة 85، ويلجأ الفريقان لأشواط إضافية منح نيكيتاه التفوق فيها لفريقه من الدقائق الأولى بهدف آخر، ليتأهل المدفعجية إلى ربع النهائي.

فمن هو ذلك المنقذ للمدفعجية؟

نيكيتاه الذي ولد في لندن لأبوين غانيين، بدأ مسيرته الكروية في أكاديمية هايليفيلدرز، ومنها انتقل لأكاديمية تشيلسي في 2008.

قررت أكاديمية تشيلسي منذ 3 سنوات تسريح اللاعب من صفوفها بوصوله لفريق 14 عاما بسبب قصر قامته، ليستغل نادي أرسنال تلك الفرصة السانحة.

كانت تلك بمثابة هدية مجانية من الغريم التقليدي لأرسنال، ويجني أرسين فينجر نتائجها تدريجيا في الوقت الحالي، كما يستعجب من فكرة التفريط فيه.

"لا أدري لماذا تخلى تشيلسي عنه؟ انتقال اللاعبين الشباب من أندية لأخرى أصبح أمرا شائعا".

"أنا سعيد باقتناص فرصة التعاقد معه. أثق في قدراته ومهاراته ولم أشك في قدرته على المشاركة وتأكيد مهارته"

أسبوع من المعايشة والاختبار كان كافيا للاقناع، لينضم نيكيتاه رسميا لفريق أكاديمية أرسنال، ومنه تدرج إلى كافة الفئات العمرية وصولا للفريق الأول.

تطور كبير من الناحية المهارية والقوة البدنية يدل على استثمار كبير من أكاديمية أرسنال في المهاجم الإنجليزي الشاب.

اللاعب الذي ولد في 20 مايو 1999 يتألق بقوة منذ يومه الأول في فريق تحت 18 عاما بنادي أرسنال.

24 هدفا في 28 مباراة كان رقما هائلا ومميزا بشكل كافي لتصعيده إلى فريق الفئة العمرية لأقل من 23 عاما.

27 هدفا في 42 مباراة مع كل من فريق 18 عاما وفريق 23 عاما خلال الموسم الماضي يعد دليلا هاما على موهبته التهديفية المميزة.

دفعت كل تلك العوامل المدير الفني أرسين فينجر لضم الموهبة الشابة لمعسكر الإعداد للموسم الجديد، كما دفعته للإشادة به.

"أحب جودة لعب إيدي. أحب تحركاته وحسن اختياره للمواقع التي يتواجد بها في الملعب. قوته ومجهوده وإصراره على إنهاء الهجمات أمور تثير الإعجاب".

شارك نيكيتاه في المباريات الإعدادية أمام سيدني الأسترالي وبايرن ميونيخ وتشيلسي، وذلك بعدما وقع عقده الاحترافي الأول مع النادي في سبتمبر 2016.

استمر اللاعب في المشاركة في الموسم الحالي مع فريق أقل من 23 عاما، حيث أحرز 3 أهداف وصنع هدفين خلال 6 مباريات، مع ظهور متكرر في تدريبات الفريق الأول.

كل الظروف تؤدي إلى إمكانية حصوله على فرصة مع الفريق الأول في مباريات رسمية.

أرادها نيكيتاه أمام دونكاستر في الدور السابق من بطولة كأس رابطة المحترفين، ولكن لم تسنح الفرصة.

الظهور أمام نورويتش سيتي لم يكن الأول رسميا، فقد دفع فينجر به في مباراة ضد باتي بوريسوف ضمن الجولة الثانية من مسابقة الدوري الأوروبي، وانتصر أرسنال خلالها بنتيجة 4-2.

لم يقدم إيدي بصمة كبيرة في تلك الليلة، ولكنه عاد في ليلة 24 أكتوبر ليقود أرسنال لانتصار هام كان بعيد عن المنال حتى الدقائق الأخيرة من الوقت الأصلي، ويضع بصمته المميزة الأولى لدى جماهير المدفعجية.

ماذا بعد ذلك؟

يمتلك نيكيتاه الآن هدفين رسميين مع الفريق الأول، والهدف التالي هو السعي لتطويره ودمجه مع مجموعة اللاعبين الأساسيين شيئا فشيئا.

اللاعب يتدرب مع الفريق الأول منذ بداية الموسم بشكل شبه مستمر، ولكن خطوة إعارته مع بداية الموسم القادم قد تكون خطوة أكثر نفعا لتطويره.

انضم "إيدي" لمنتخب شباب إنجلترا، حيث أحرز 4 أهداف خلال مشاركتين مع فريق أقل من 18 عاما، و3 أهداف خلال مشاركتين أخرتين مع فريق أقل من 19 عاما.

ولكنه لا يزال في كل الأحوال يمتلك فرصة الانضمام لمنتخب غانا يوما ما.

أي طريق سيسلكه إدوارد نيكيتاه في المستقبل القريب؟ لا زلنا في بداية الحكاية.