ما قبل الأزمة.. لماذا تأخرت تغييرات جوارديولا أمام ولفرهامبتون؟

لم تكن 120 دقيقة كافية لرجال المدرب بيب جوارديولا من أجل هز شباك ضيفهم ولفرهامبتون الذي يلعب بدوري الدرجة الأولى، ليخرج فريق مانشستر سيتي من تلك المباراة لأول مرة دون هز شباك منافسهم. مانشستر سيتي تغلب على الذئاب بركلات الترجيح...

كتب : لؤي هشام

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017 - 15:42
جوارديولا أمام ولفرهامبتون

لم تكن 120 دقيقة كافية لرجال المدرب بيب جوارديولا من أجل هز شباك ضيفهم ولفرهامبتون الذي يلعب بدوري الدرجة الأولى، ليخرج فريق مانشستر سيتي من تلك المباراة لأول مرة دون هز شباك منافسهم.

مانشستر سيتي تغلب على الذئاب بركلات الترجيح بأربعة أهداف لهدف في ثمن نهائي كأس رابطة المحترفين بعدما أجبر التعادل السلبي جوارديولا ولاعبيه على الذهاب لأشواط إضافية بحثا عن الحسم الذي لم يتحقق سوى بأيدي الحارس كلاوديو برافو من نقطة الجزاء.

دخل المدرب الإسباني المباراة بتشكيل من البدلاء كعادة مسابقات الكأس، برافو حارس مرمى أمامه قلبي دفاع: صاحب الـ20 عاما توسين أدارابيويو وإلياكيم مانجالا. ظهير أيمن دانيلو والشاب ألكساندر زينشينكو على الجهة اليسرى.

في الوسط كانت ثنائية إلكاي جوندوجان ويايا توريه هي المتواجدة، وفي الأمام رباعي معتاد على المشاركة مقارنة بسابقيه هم: رحيم سترلينج وبيرناردو سيلفا وجابرييل خيسوس وسيرجيو أجويرو.

ومع مرور الدقائق واستمرار فشل السماوي في اختراق حصون ضيفهم الذي قدم مباراة كبيرة على الصعيد الفني والبدني تحت قيادة مدربهم نونو إسبريتو مُظهرا ملامح تؤكد القدرة على الصعود إلى البريميرليج مجددا، رفض بيب إجراء أي تغيير على تشكيله حتى الدقيقة 82 حينما قرر الدفع بكيفن دي بروين بدلا من خيسوس.

طوال تلك الدقائق ظهر الفريق غير قادر على الإتيان بأي أمر مفاجئ أو غير متوقع. تمريرات متوقعة وتحركات اعتيادية وافتقاد للنجاعة التي ميزته طوال المباريات الماضية، وبدا واضحا تأثير عدم تواجد دي بروين ودافيد سيلفا وليروي ساني كما ظهر تأثير غياب الأظهرة الأساسية.

لذا كان من الطبيعي أن يجري بيب تغييراته سريعا مع تأزم الوضع ومرور الدقائق، فما الذي جعله ينتظر حتى الدقيقة 82؟ هذا يضعنا أمام احتمالين.

الاحتمال الأول هو أن بيب كان ينتظر تسجيل فريقه لهدف دون الحاجة لإدخال عناصره الأساسية وإصابتها بالإرهاق، ولكنه الاحتمال الأضعف نظرا لأن الصورة كانت واضحة للغاية للمدرب. فريقه غير قادر على صنع الخطورة رغم مرور الدقائق، لذا ما الذي يمكن أن يتغير؟

وهذا يضعنا أمام الاحتمال الثاني وهو الأكثر ترجيحا. بيب لم يتوقف عن إعطاء التعليمات للاعبيه طوال المباراة ومحاولة تحسين تصرفاتهم على العشب الأخضر ولكنه لم يلجأ إلى التبديل لإصلاح الوضع إلا بعدما أصبحت الأمور أصعب وبات خطر الخروج المبكر أوضح للعيان.

لهذا وبنظرة أكثر تعمقا، ربما كان يحاول جوارديولا تأهيل لاعبيه الذين لم يشاركوا بصفة أساسية على الدوام وصنع التجانس بين بعضا منهم على الأقل، فالمدرب الإسباني يٌدرك تماما حجم المنافسة التي هو مقبل عليها.

كما يُدرك صعوبة الحفاظ على عناصره الأساسية بشكل دائم خاصة مع تعدد المسابقات وقوة الدوري الإنجليزي على الصعيد البدني والتي ستجبره – عاجلا أم آجلا – على اللجوء إلى دكة البدلاء في أوقات حاسمة من الموسم.

هُنا ربما – تظل كلمة ربما قائمة لإمكانية ورود سبب آخر بذهنه بالطبع – كان يفكر الرجل الكتالوني في مشاهدة لاعبيه يرتكبون الأخطاء من أجل أن يضع يده على نواقص فريقه، فليس هناك أفضل من الأخطاء من أجل التعلم.

دانيلو لم يكن قادرا على تقديم الدعم الهجومي والتحرك في أقصى الأطراف مثلما يفعل كايل ووكر فالعديد من الكرات التي ارتدت من دفاع الضيوف لم تجد من يستقبلها في تلك الجهة كما لم يجد زملاؤه خيارا مناسبا للتمرير في أكثر من مناسبة بسبب تأخره في الصعود.

زينشينكو فتى صغير ومازال بحاجة للكثير من أجل التطور واكتساب الجرأة للتقدم إلى الأمام أكثر، أما جوندوجان فقد كانت أول مباراة منذ بداية الموسم يشارك فيها بشكل كامل منذ عودته من الإصابة.

يظل جوندوجان هو العنصر الأهم بين قائمة البدلاء نظرا لحاجة الفريق إلى دوره في وسط الملعب، فهو الأقدر على تعويض دي بروين، بل إن جوارديولا لجأ إلى فكرة الاعتماد على البلجيكي في وسط الملعب في ظل إصابة الدولي الألماني وعدم قدرة فريقه على التحول من الدفاع للهجوم بشكل سلس.

لاعب بروسيا دورتموند السابق يتمتع برؤية جيدة للغاية في الملعب وتوازن كبير، ولولا عدم مساعدة تحركات الفريق ككل في مباراة الأمس لشاهدنا إحدى بينياته تصنع الخطورة، ولكنه يظل في حاجة إلى اكتساب لياقة المباريات من أجل الاعتماد عليه في قادم المراحل، والأهم هي اللياقة الذهنية.

نفس الأمر ينطبق على ثنائي قلب الدفاع، فثنائية جون ستونز ونيكولاس أوتاميندي مهددة بالغياب في أي وقت، حتى وإن لم يتمتع بدلاؤهما بنفس الكفاءة فهم بحاجة لفرص مشاركة من أجل التحسن على الأقل واستيعاب أكبر لأفكار مدربهم.

أما هجوميا فقد أظهر غياب ساني أهميته الكبيرة بالنسبة للفريق فهو من يضيف عنصر السرعة على الطرف الأيسر كما تتنوع حلوله من أجل الاختراق وتأتي بشكل غيرمتوقع عادة.

قد يفسر ذلك سبب دفع بيب بثلاثة تغييرات في الشوط الإضافي بمشاركة ووكر وساني وستونز في محاولة منه لإنهاء المباراة وتفادي إمكانية التعرض لمفاجأة من ولفرهامبتون ولكن الأخير كان قد اكتسب ثقة ودفعة أكبر لمحاولة صنع الإنجاز.

ولكن يبقى المكسب الأهم في تلك المباراة هو استعادة الحارس التشيلي برافو للثقة التي غابت عنه منذ الموسم الماضي وجعلت إيديرسون أساسيا على حسابه، فبرافو كان بطل اللقاء بتصديه لثلاثة انفرادات وركلتي ترجيح.

إجمالا أظهرت المباراة فارقا في استيعاب البدلاء لتعليمات وأفكار مدربهم عن الأساسيين، كما أظهرت فارقا في الجودة وهذا أمر طبيعي للغاية في كرة القدم، الأمر الأهم هو مدى قدرة جوارديولا على علاج تلك الأخطاء وتقريب تلك المسافات بين لاعبيه في المستقبل لحين الحاجة إلى مساهماتهم في قادم البطولات.