كتب : إسلام مجدي
"سنحلل الوضع جيدا خاصة ما مر به الفريق في أخر موسمين، النتائج لم تكن كما كانت متوقعة، نريد بناء فريق قوي منافس بإمكانه أن يرفع من سقف التطلعات هذا هو هدفنا، وعن نفسي لا أحب كلمة ثورة". كانت تلك كلمات مارسيلينو الأولى في المؤتمر الصحفي لتقديمه كمدرب لفالنسيا في مايو الماضي.
أنهى فالنسيا موسمه الماضي في المركز الـ12 بجدول ترتيب الدوري الإسباني وهو نفس المركز الذي تواجد فيه في موسم 2015-2016، وأخر مركز تواجد فيه فالنسيا وسط الكبار كان الرابع خلال موسم 2014-2015.
ما الذي حدث لفالنسيا؟ كيف عاد من بعيد مع مارسيلينو في فترة قصيرة وأصبح في المركز الثاني من جدول الدوري؟
"التفاحة الفاسدة بإمكانها أن تفسد كل ما حولها من تفاح سليم". كانت تلك كلمات سيلفيو بيرلسكوني مالك ميلان عن ماريو بالوتيللي والمثال ذاته ينطبق على ما حدث في فالنسيا خلال فترة قصيرة من الزمن.
مارسيلينو كان المدرب رقم 13 لفالنسيا في فترة 5 أعوام، لكنه فعلا أتى ليغير كل شيء كما قال، ربما لا يحب ثورة لكنه قام بواحة للخفافيش.
لم يغير المدرب الإسباني الفريق فسحب، بل ثقافته جعله ينافس على كل نقطة بدلا من التفكير في المشاركة بصورة مشرفة، كل شيء من رئيس النادي وحتى اللاعبين تم تغييره.
مجلة "فور فور تو" أطلقت خلال عام 2015 على مارسيلينو لقب "رجل المعجزات" في تلك الفترة كان مدربا لنادي فياريال، حينما تولى تدريب الغواصات الصفراء في يناير 2013 كان الفريق يحتل المركز الـ17 في جدول الترتيب في الدرجة الثانية وعلى بعد 17 نقطة من إلتش المتصدر، أي شخص كان متابعا للفريق الأصفر في تلك الفترة كان يعلم أنه نادي بلا هوية ويخسر النقاط بسهولة.
أعاد مارسيلينو سريعا تشكيل فياريال وجعله فريق يلعب كرة حديثة ولديه هجمات مرتدة سريعة وخطيرة ومنظمة ثم فاز ضد ألميريا في أخر مباريات الموسم ليتأهل إلى الدرجة الأولى مرة أخرى.
وبعد 9 أشهر من عودة فياريال إلى الدرجة الأولى تخطى المدرب الإسباني كل التوقعات ووصل بالنادي إلى أوروبا وأنهى الموسم على بعد 10 نقاط من خصمه فالنسيا صاحب المركز السادس في ذلك الوقت.
وظهرت طريقة تفكير مارسيلينو حينما أجاب عن سؤال من مثله الأعلى من المدربين أو يبدو مثل من فرد بثبات وبالترتيب قائلا :"أريجو ساكي، جوسيب جوارديولا ورافا بينيتث". جميعهم من مدارس مختلفة تماما لكنهم مهووسون بالتفاصيل وهذا ما يحبه مارسيلينو.
يفضل المدرب الإسباني أسلوبا حادا وملتزما للغاية فيما يخص الدفاع والهجوم ويهتم كليا بتنظيم صفوفه كأنه يرسم لوحة ويهتم بأدق التفاصيل، ويرى أن التنظيم هو سر ضرب الخصوم في أسرع وقت.
صرح المدرب في فبراير عام 2015 قائلا :"إن تمكنا من إنهاء تحرك نحو مرمى الخصم في 5 تمريرات متتالية على الأرض فهذا جيد لا نريدهم 20 تمريرة، الجماعية أمر حتمي وفي فريقي يتدرب الجميع جيدا ولا يوجد نجم هناك حالة عامة من إنكار الذات".
وأضاف "ما يزعجني كثيرا أن هناك أناس يعتقدون أن لدي لاعبين في تشكيلي جيدين للغاية وأخرون ليسوا كذلك. أنا أنتقي لاعبي، التشكيك في اللاعبين هو أمر يفتقر للاحترام".
حينما تولى مارسيلينو مهمة تدريب فالنسيا قام بالتخلص من خدمات 15 لاعبا وكأنه قرر أن يقوم بثورة دون أن يسميها كذلك، باع ماثيو ريان إلى برايتون وإينزو بيريز إلى ريفر بليت وألفارو نيجريدو إلى بشكتاش وناني أعير إلى لاتسيو وبابلو بياتي إلى إسبانيول وأديرلان سانتوس أعير إلى ساو باولو ويول رودريجيز انضم إلى إيبار ودييجو ألفيش إلى فلامينجو ورحل الثنائي ناندو وفينسيوس أراخو إلى ديبورتيفو ألافيش وريال سرقسطة على الترتيب مجانا، ثم أعير كل من ألفارو ميدران إلى ألافيش وزكريا بقالي إلى ديبورتيفو لاكورونيا وخواو كانسيلو إلى إنتر ميلان وأيمن عبد النور إلى مرسيليا وتروبي إلى لوركا.
حتى شهر أغسطس الماضي كانت هناك العديد من الانتقادات الموجهة إلى فالنسيا ومدربه، خاصة بعدما باع 4 حراس مرمى في شهرين مقابل 9.2 مليون يورو، والصيف بدا هادئا فالفريق لم يضم لاعبين بعد.
صرح المدرب الإسباني قائلا :"أنا مقتنع كليا أن فالنسيا سيضم على الأقل 4 لاعبين جدد".
وأضاف "قمنا بضم عناصر قليلة جديدة لكن النادي يعمل يوميا لضم عناصر ملائمة".
وتابع "الشيء المهم أنه بدء من يوم الجمعة سنواجه لاس بالماس في افتتاحية الدوري ونحن واثقون من أننا سنفوز".
فاز فالنسيا في تلك المباراة بنتيجة 1-0 ضد لاس بالماس.
ضم الخفافيش خلال الصيف سيموني زازا من يوفنتوس بمبلغ 16.82 مليون يورو وجابرييل باوليستا بمبلغ 11 مليون يورو من أرسنال ونيتو حارس يوفنتوس بمبلغ 6.46 مليون يورو وفابيان أوريانا من سيلتا فيجو بمبلغ 3 ملايين يورو وضم نيمانيا ماكسيموفيتش من أستانا مجانا واستعار خدمات أندرياس بيريرا من مانشستر يونايتد وجونزالو جيديس من باريس سان جيرمان وجيوفري كوندوجبيا وجيسون موريلو من إنتر ميلان.
ما جمع بين معظم صفقات فالنسيا أنهم احتاجوا لإثبات ذاتهم، زازا كان مرفوضا في يوفنتوس وابتعد تماما عن مستواه بعد أداء مخيب في بطولة يورو 2016 مع منتخب إيطاليا، وباوليستا عانى من الإصابات بجانب البطاقات الحمراء التي كان يحصل عليها، ونيتو لم يكن يشارك كما أراد مع يوفنتوس وأراد اللعب من أجل كأس العالم، أوريانا أراد تحديا جديدا على مستوى أكبر، بيريرا أراد أن يثبت أنه موهبة حقيقية وليس مجرد لاعب فشل في أن يرتقي لسقف التوقعات، ماكسيموفيتش وجد فرصة كبيرة في الانضمام لفريق مثل فالنسيا وهو في الـ22 من عمره لكي يشاهد الجميع موهبته في خط الوسط، جيديس لم يكن يلعب مع سان جيرمان وفالنسيا فرصة ممتازة، كوندوجوبيا وموريللو لم يكن لوتشيانو سباليتي يرغب في تواجدهما معه في الفريق.
صرح جابرييل عن مدربه مارسيلينو قائلا :"أول مرة عملت معه قلت يا له من مدرب، جعلنا جميعا في فياريال متعطشين للفوز ولتحقيق شيئا ما كبير، الأمر ذاته حدث في فالنسيا منذ يومنا الأول.
قال داني باريخو لاعب فالنسيا :"من أول يوم في التدريبات جميعنا شعرنا بأن هناك شيئا مختلفا، الطريقة التي تدربنا بها وكرة القدم التي رأيناها في التدريبات، وطريقة عملنا واستعدادنا، كل شيء جعلنا نشعر بحماسة كبيرة لم نرها من قبل، وقلت لنفسي كيف أضعت عاما من مسيرتي بدون العمل مع مدرب مثل مارسيلينو؟".
وأضاف "مارسيلينو هو واحد من أفضل اثنين من المدربين عملت معهم على الإطلاق، الأخر كان إرنستو فالفيردي".
ولم يكن مارسيلينو هو التغيير الوحيد في فالنسيا، تم تعيين أنيل مورثي كرئيس لفالنسيا ثم ماتيو أليماني الذي كان رئيسا لريال مايوركا عين كمدير عام للنادي.
وكتبت صحيفة "جارديان" تعليقا على التغييرات الإدارية في النادي :"فالنسيا بالكامل يمر بمرحلة مختلفة، لقد أصبح أكثر جدية في كل شيء".
وبعد ذلك أعلن النادي عن استمرار العمل في بناء ملعب المستايا الجديد بعد توقف العمل لفترة دامت ما يقرب من 8 أعوام، ولم يتبق من اللاعبين الذين جلبهم بيتر ليم للنادي سوى 5 فقط.
حصل مارسيلينو على ما افتقد إليه معظم المدربين الذين تولوا مهمة قيادة فالنسيا، السلطة والتحكم في كل شيء الصفقات القادمة والراحلون عن النادي كل شيء تم بموافقته ورأيه.
تشيزاري برانديللي مدرب الفريق السابق كان قد انتقد لاعبيه وقال إنهم يفتقرون للاحترافية، لذا جاء القرار بتنظيف غرفة الملابس تماما من خلال التخلص من جميع اللاعبين الذين سببوا مشاكل في الفريق.
والآن كان عليه نقل الفريق إلى مرحلة أخرى أن يكون في حالة بدنية قوية لكي يكون قادرا على نقل الكرة بسرعة ومن 5 تمريرات إلى مرمى الخصم بجانب المرتدات السريعة التي يفضلها المدرب الإسباني.
إسماعيل فيرنانديز مدرب اللياقة البدنية أضاف للفريق تلك النقطة، بدأ أولا بإجراء فحوصات على كافة اللاعبين وحدد مميزاتهم وعيوبهم بدنيا وقدرتهم على التحمل لاستيعاب تدريبات مارسيلينو ووضع حدا للدهون لدى اللاعبين إن تخطى حاجز 9.5 في مقياس الدهون فلن يكون مسموحا له باللعب.
كان ذلك ضروريا لكي تنجح طريقته 4-4-2 وصرح قائلا :"الفريق الذي يستحوذ على الكرة بنسبة 80% ويسدد 3 تسديدات على المرمى يصيبني بالملل، بدلا عن هذا أحب السرعة والهجمات المرتدة وقوة الخط الدفاعي".
وتابع "أنديتي لديها طريقة محددة في لعب الكرة، لكن ليس أمرا ضروريا أن يلعبوا بهذه الطريقة دائما، سيعتمد الأمر على اللاعبين المتوافرين لدي في التشكيل، التنظيم والعمل الجماعي هو مفتاح النجاح، إن استقبلنا 65 هدفا فهذا يعني أننا لن نكون في قمة جدول الترتيب سنكون فريقا متوازنا ونلعب بحركة كبيرة في الهجوم".
بعد ذلك تطور اللاعبون تلقائيا وبالفعل وجدوا ضالتهم، زازا سجل 8 أهداف حتى الآن في الدوري، وكوندوجبيا يقدم أداء ممتازا في خط الوسط والنادي لديه أحقية الشراء في نهاية مدة الإعارة، باريخو بدا وكأنه صفقة جديدة تماما والأمر ذلته للويس جايا، جيديس أصبح يلعب باستمرار ويصنع الفارق.
سجل فالنسيا حتى الآن 25 هدفا في الدوري أقل من برشلونة بهدف واستقبل 10 أهداف وحصد 21 نقطة ولم يسخر أي مباراة حتى الآن فاز في 6 وتعادل في 3.
قال مارسيلينو :"أحب النظام والانضباط والالتزام، بدون تلك الأشياء بجانب الصلابة والطموح وجميعها مطلوب لدي فسيكون من المستحيل أن أحقق نتائج، الرغبة في الفوز يجب أن نجتمع عليها سويا وأن نصبح أقوى معا".
جابرييل باوليستا قال إنه وزملائه سيحاولون صناعة التاريخ في فالنسيا، فهل تحلق الخفافيش في سماء الدوري الإسباني مرة أخرى؟
اقرأ أيضا
الوداد مهدد بعدم خوض نهائي إفريقيا أمام الأهلي على ملعبه
المتناوي: كنا نفاوض كوبر.. فتفاجأت بسؤاله عن مكافأة التتويج بكأس العالم
انتخابات الزمالك - أحمد سليمان يعد بخمس شركات مساهمة و7 أفرع
انتخابات الزمالك - أحمد سليمان يعلن عن قائمته
القيعي: خسارة لقب بطولة إفريقيا لا تعني سقوط طاهر أمام الخطيب
انتخابات الأهلي - القيعي يكشف كواليس تحول حبيب من قائمة الخطيب لطاهر
القيعي: كنت أغنى شخص خرج من النادي الأهلي
ملف بالفيديو - تعرف على ما فاتك في مباريات أوروبا يوم الثلاثاء "نكهة مصرية"