كتب : علي أبو طبل
يدخل كل من زين الدين زيدان وماسيمليانو أليجري بحظوظ كبيرة في ترشيحات المدرب الأفضل في العالم لعام 2017.
الأول حقق ثنائية الدوري الإسباني بالإضافة لإنجاز تحقيق دوري أبطال أوروبا لموسم ثان على التوالي رفقة ريال مدريد، والآخر حل وصيفا له في المسابقة الأوروبية الكبرى ولكنه اكتسح محليا بالتتويج بلقب الدوري مع يوفنتوس.
ما بين هذا وذاك، يدخل الإيطالي أنطونيو كونتي كطرف ثالث في دائرة الترشيحات.
كيف كانت رحلة الاستثنائي الإيطالي في الموسم المنقضي؟ وهل يسير على خطى ما حققه كلاوديو رانييري في العام الماضي؟
جائزة أفضل مدرب في العالم من الاتحاد الدولي لكرة القدم تم استحداثها في عام 2010، وكان البرتغالي جوزيه مورينيو أول المتوجين بها بعد تحقيقه لقب دوري أبطال أوروبا رفقة إنتر ميلان الإيطالي في ذلك العام.
لكن بيب جوارديولا كان ثاني المتوجين بها، ليصبح الأول في قائمة تضم 3 مدربين أسبان حققوا الجائزة.
فيسينتي ديل بوسكي كان ثاني المتوجين من إسبانيا في 2012، بينما حققها لويس إنريكي في 2015.
بين الإسمين السابقين، احتكرت ألمانيا الجائزة عن طريق يوب هاينكس في 2013 بعد ثلاثيته التاريخية رفقة بايرن ميونيخ، ثم يواكيم لوف الذي أعاد كأس العالم الغائبة عن ألمانيا منذ 1990 في 2014.
في 2016، استمرت الجائزة بعد تجديد شكل حفل جوائز الأفضل في كرة القدم بشكل عام، وكان المتوج هذه المرة هو الإيطالي كلاوديو رانييري.
إنجاز رانييري الاستثنائي بالتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليستر سيتي جعله يتفوق في الترشيحات خلال العام الماضي على زين الدين زيدان حين حقق اللقب الأوروبي الحادي عشر مع ريال مدريد، والبرتغالي فيرناندو سانتوس الذي قاد منتخب بلاده لأول لقب رسمي على الإطلاق.
فكيف تبدو حظوظ كونتي في ترشيحات عام 2017؟
رحلة كونتي وصولا إلى هذه المحطة تبدو صعبة حقا.
لاعب الوسط السابق رفقة منتخب إيطاليا ونادي يوفنتوس بدأ رحلته التدريبية في 2006 مع فريق أريزو، ومر بباري وأتالانتا وتألق مع سيينا، ليصبح الاختيار المثالي ليوفنتوس من 2011 وحتى 2014، حيث أعاد لقب الدوري إلى السيدة العجوز كمقدمة لسنوات ممتدة من السيطرة استمرت مع المدير الفني الحالي ماسيميليانو أليجري.
في 2014، اختار كونتي الرحيل لتدريب المنتخب الإيطالي في مهمة شاقة.
استمر الأمر حتى صيف 2016، حين قاد كونتي الطليان إلى ربع نهائي بطولة الأمم الأوروبية بفرنسا، قبل أن يخسر أمام ألمانيا من علامة الجزاء.
بعد ذلك، حان وقت التجربة الأولى لكونتي خارج الأراضي الإيطالية.
"رغبت في العودة إلى ملاعب كرة القدم والعمل بشكل يومي. لا أجد ذلك من خلال تدريب منتخب إيطاليا. التجربة في تشيلسي قد ترضي شغفي".
المكان هو لندن، والنادي هو تشيلسي الذي قدم موسم سابق سئ وحل عاشرا في الدوري الممتاز.
لم تكن التوقعات لكونتي في موسمه الأول أكبر من مجرد محاولة العودة لرباعي المقدمة والمشاركة الأوروبية من جديد. حتى أن بدايات الموسم لم تكن لتوحي بأكثر من ذلك.
ولكن منذ 15 أغسطس اختلف الأمر تماما، حين حقق تشيلسي فوزا على وست هام بنتيجة 2-1، كانت مجرد بداية لسلسلة 13 انتصارا متتاليا في الدوري، هي الأطول في تاريخ النادي اللندني الذي تساوى بتلك الإحصائية مع رقم أرسنال في 2002.
توقفت السلسلة في 4 يناير 2017 بهزيمة أمام توتنهام هوتسبير، ولكن لم يتوقف زحف الفريق الأزرق نحو اللقب.
لم تتوقف أرقام كونتي في موسم استثنائي مع تشيلسي عند ذلك الحد.
حسم البلوز لقبهم السادس تاريخيا من الدوري الإنجليزي الممتاز قبل جولتين من النهاية بانتصار على ويست بروميتش ألبيون بهدف نظيف متأخر من ميشي باتشواي في 12 مايو 2017، وفي 21 مايو حقق تشيلسي فوزا عريضا على سندرلاند بنتيجة 5-1.
كان ذلك هو الانتصار رقم 30 لتشيلسي في الموسم من أصل 38 مباراة، ليصبح عدد الانتصارات الأكبر لفريق خلال موسم واحد في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.
لم تخل تلك الليلة من مسحة حزن، فقد كانت الليلة الأخيرة للقائد جون تيري بقميص تشيلسي.
يعتمد كونتي في أسلوبه على طريقة 3-5-2، والتي يستمر بها خلال الموسم الحالي. ويظن الكثيرون أنها طريقة دفاعية للغاية، ولكن في الواقع فهي فعالة هجوميا.
تشيلسي حسم الدوري برصيد 93 نقطة وبـ30 انتصارا وبتلقي 5 هزائم فقط، وبرصيد من الأهداف بلغ 85 هدفا كثاني أقوى خط هجوم خلف توتنهام الذي أحرز 86 هدفا.
كان بإمكان كونتي إحراز لقب ثان في ظل موسم غاب عنه البلوز عن المنافسات الأوروبية، ولكن الخسارة أمام أرسنال في "ويمبلي" في نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي حرمت كونتي من هذا الإنجاز.
لا يزال كونتي يخوض موسمه الأوروبي الأول رفقة تشيلسي، وبثبات كبير يحقق 7 نقاط من 3 مباريات رغم بعض التعثر في حملة الدفاع عن اللقب المحلي.
ولكن تقييم كونتي في حفل "الأفضل" سيكون على ما قدمه في موسم ماض استثنائي رفقة تشيلسي.
وصولا لهذه النقطة، فإن كونتي حل في قيادة تشيلسي فنيا خلال 61 مباراة حتى الآن، حيث حقق الانتصار في 45 وتعادل في 6 وتلقى الهزيمة في 10 مباريات بمختلف البطولات، باحتساب المباراة الأخيرة ضد واتفورد، ليصل كونتي لنسبة 74% من الانتصارات مع البلوز، وهي النسبة الأفضل له من بين كل الفرق التي قادها بداية من أريزو.
فهل ما حققه الرجل الإيطالي في عامه الـ48 كافيا لانتزاع لقب "الأفضل" من زيدان وأليجري، أم أن قصته أقل سحرا من "معجزة رانييري" مع ليستر؟