ستظل ذكرى خالدة في وجدان الثنائي ماكسيميليانو أليجري المدير الفني ليوفنتوس وخورخي خيسوس المدير الفني لسبورتنج لشبونة، لكنها ليست بالذكرى السعيدة بل حزينة نظرا لكونها عن خسارة نهائيات البطولات الأوروبية.
أليجري المدير الفني ليوفنتوس تولى تدريب الفريق صيف 2014 خلفا لأنطونيو كونتي الذي قرر فجأة الرحيل عن السيدة العجوز لخلاف مع الإدارة التي أختارت أليجري الذي كان يجلس في بيته بعد طرده منذ أشهر قليلة لتراجع نتائج ميلان معه بشكل مرعب.
غضب قطاع من جماهير يوفنتوس من ذلك الاختيار وظنته خطوة إلى الوراء في الفريق الذي عاد مع كونتي للهيمنة على الكرة الإيطالية بعد تراجع مستمر منذ فضيحة "كالشيوبولي"، لكن الأمور سارت بشكل جيد بل لم تصدق جماهير الفريق ما يفعله أليجري معهم فدخل الفريق نهاية الموسم وهو الطرف الثاني في نهائي دوري أبطال أوروبا.
كان الخصم هو برشلونة وضربة موجعة تعرض لها الفريق بإصابة أحد أعمدته الرئيسية قبل اللقاء وهو المدافع جيورجيو كيلليني لكن الآمال بقيت، فيوفنتوس هو الحصان الأسود وقادر على تحقيق مفاجأة لم تتم ففي النهاية حصد برشلونة اللقب بعد أن فاز بثلاثة أهداف لهدف.
صدمة تعرضت لها الفريق وجماهيره ورحل على إثرها أرتورو فيدال عن الفريق بحثا عن الفوز بالبطولة مع بايرن ميونيخ بينما اكتفى أندريا بيرلو وكارلوس تيفيز بما قدموه مع النادي ورحلوا ليخسر يوفنتوس ثلاثة من قوامه الرئيسي ويبقى الإنهيار هو المنتظر.
استمرت البطولات المحلية ولكن السيدة العجوز ودع النسخة التالية من دوري الأبطال من دور الـ16 بعد ملحمة تاريخية لم تكتمل أمام بايرن ميونيخ في ملعب أليانز أرينا وعاد الفريق في الموسم السابق والثالث لأليجري بقوة ليحطم المنافسين الواحد تلو الأخر ويصل إلى النهائي.
خصم إسباني أخر كان هذه المرة وهو ريال مدريد والجميع انتظر أن يوقف رجال المدرب أليجري قطار زيدان وريال مدريد لكن هزيمة كبرى كانت تلك التي شهدتها كارديف بخسارة الفريق الإيطالي برباعية مقابل هدف، مشادة كبرى حدثت في غرف ملابس يوفنتوس انتهت بالتخلي عن داني ألفيش وليوناردو بونوتشي ليخسر يوفنتوس اللقب وثنائي هام في تشكيلته مرة أخرى.
قال أليجري لشبكة سكاي سبورت في 2016 "للفوز بدوري أبطال أوروبا تحتاج إلى التفاصيل الصغيرة وبعض الحظ".
أهي لعنة تلك ألقاها أحدهم على يوفنتوس ليفقد حظه في المباريات النهائية؟ الفريق وصل النهائي إجمالا تسع مرات ولم يحقق البطولة سوى مرتين وأليجري وصل النهائي مرتين وخسرهم أثناء مشاهدته لكل العمل الذي قام به هو وفريقه ينهار أمامه ليس فقط في الملعب ولكن خارجه ليكون عليه البدء في البناء من جديد.
خصمه ليلة الأربعاء في ثالث مباريات دوري المجموعات هو سبورتنج لشبونة ومدربه خورخي خيسوس. سمعت هذا الاسم بالتأكيد عندما كان يدرب بنفيكا ربما لم تسمع عن عبقريته التدريبية ولكنك سمعت عن "النحس" الذي لاصقه يوما ما عندما قاد بنفيكا لكل النهائيات وتصدر الدوري طوال أسابيعه موسم 2012-2013.
بنفيكا وخيسوس خسروا الدوري في الجولة الأخيرة وبعدها خسروا لقب الكأس أمام فيتوريا جيماريش ونهائي الدوري الأوروبي - وهو النهائي الأوروبي الأول لبنفيكا منذ 23 عاما - حينها خسره بهدفين لهدف أمام تشيلسي ليخرج المدرب وفريقه بدون أي بطولات ذاك الموسم بعد أن أن كانوا قاب قوسين أو أدنى من حصد كل شيء.
عاد خيسوس وبنفيكا بقوة في الموسم التالي وحقق الثلاثية المحلية هذه المرة وأعادهم لنهائي الدوري الأوروبي، هذه المرة الخصم كان إشبيلية ومرة أخرى الأمور لا تسير بشكل جيد وخسارة جديدة تعرض لها المدرب البرتغالي في النهائي.
على عكس يوفنتوس وأليجري ففي بنفيكا يعلمون جيدا أنها لعنة، "لعنة جوتمان" هذا هو التفسير الوحيد لخسارتي بنفيكا فالمدرب المجري السابق للفريق والذي قادهم لبطولتي دوري أبطال أوروبا في الستينيات تم طرده من النادي بسبب زيادة في راتبه فصب عليهم لعنته "لن تفوزوا بأي بطولة أوروبية لمدة 100 عام" ومن يومها فقد خسر الفريق 8 نهائيات أوروبية مختلفة.
كان خيسوس يحمل آمالهم لكسر اللعنة خصوصا أن عودة بنفيكا للنهائيات الأوروبية جاءت بعد أن قاموا بتكريم اسم جوتمان وإقامة تمثال له أمام النادي في 2012 ظنا منهم بأنهم هكذا سيكسرون اللعنة ولكن ما حدث هو الصدمة التي أكدت لهم أنه لا يوجد طريقة سوى إنتظار ما تبقى من الـ100 عام.
مواجهة الليلة تجمع بين ثنائي تدريبي يعرف جيدا مرارة مشاهدة كل شيء ينهار أمامك بسبب سوء الحظ واللعنات وبدون سبب منطقي ولكنه أيضا يعرف كيف يلملم أوراقه سريعا ويعود مرة أخرى بكل قوة للإعداد للمستقبل ومواصلة المحاولة للفوز وتحقيق الإنتصارات.