كتب : أحمد عز الدين
يمكنك مشاهدة الهدف الثاني لمانشستر سيتي في ستوك يوم السبت مئات المرات، لكن من الصعب أن تفهم كيف رأى كيفن دي بروين نجم الفريق زميله ليروي ساني ليمرر له مثل تلك الكرة.
الكاتب الصحفي في إندبندنت البريطانية حاول تحليل الهدف عن طريق 7 صور ونظريتين لهدف صنعه ساني لرحيم ستيرلنج، لكن كان بطله في الحقيقة البلجيكي كيفين دي بروين.
أولا دعونا نشاهد الهدف بالتفصيل:
في تلك اللحظة ليروي ساني يجد صعوبة في التصرف بالكرة تحت ضغط دفاع ستوك. يحافظ عليها ويقف ظهره لمرمى الخصم.
يرى ليروي ساني زميله دي بروين قادما "كالعادة" بلا رقيب لأنه يتحرك من بعيد وبذكاء كبير للوقوف على حدود منطقة جزاء ستوك.
يمرر ساني الكرة إلى دي بروين الذي يجيد التصويب بكلتا القدمين.
هنا يستعد دي بروين للتصويب أو ربما التمرير إلى ستيرلنج، رقم 7 الذي يحاول التخلص من الرقابة داخل منطقة الجزاء.
ولاحظ أن رأس دي بروين يظهر للأسفل. بالتأكيد لا يرى محاولة ليروي ساني للاندفاع مجددا للأمام على الجانب الأيسر.
يمرر دي بروين الكرة إلى ساني الذي يستغل فشل مصيدة تسلل ستوك.
يمرر ساني الكرة إلى ستيرلنج.
المرمى مفتوح أمام ستيرلنج ليسجل في فوز كاسح لسيتي ضد ستوك بسبعة أهداف.
--
والآن إلى التفسيرات:
1) الحظ
الباحث أليكسندر فليمنج كان يبحث عن خلطة جيدة تصلح لأن تمنح السلطة طعما أجمل، لم يفلح في ذلك لكنه بالصدفة اكتشف البنسلين!
هل الصدفة يمكن أن تلعب دورا في هدف دي بروين؟ كان يمرر الكرة إلى ديفيد سيلفا فوجدت رجلا أفضل؟ ربما.
2) بيب
في الكريكت يتحرك زميلك بناء على هتاف واضح: نعم معناه سأتحرك. لا معناه سأقف في مكاني ابحث عن حل أخر.
لكن مع تقدم الوقت يبدأ اللاعبون في التحرك أو عدم التحرك بدون هتاف، عن طريق حفظ بعضهم البعض.
هل خلق بيب جوارديولا تلك الحالة في سيتي؟ غالبا الإجابة نعم. وربما هذا هو السر.
دي بروين
في خطة بيب أصبح دي بروين الرجل الذي يصنع الهدف لمن سيصنع الهدف!
حرك بيب نجمه من مركز صانع اللعب الذي يقف على حدود منطقة الجزاء لتوزيع الهدايا والأهداف إلى المهاجمين إلى لاعب ارتكاز ثان.
في هذا المركز يبدأ دي بروين كل شيء. تحول إلى عقل مانشستر سيتي الذي يبني الهجمة وينظمها ويجد لها المنافذ المناسبة في دفاعات المنافسين.
يقول أندريس إنيستا: "أول أيام بيب جوارديولا كمدير فني لبرشلونة كان يحدثني كثيرا عن ضرورة التفكير دوما أن الكرة ستصل إلي. فماذا سأفعل بها؟".
يسأل بيب ولا يجيب إنيستا، فيقول له جوارديولا: "عليك دوما معرفة ما ستفعله بالكرة قبل أن تصل إليك".
ويبدو أن الأمر نفسه الآن يحدث بين بيب ودي بروين.
انخفض معدل مراوغات دي بروين من 4 مرات إلى 2 فقط في المباراة، لكن صناعته للفرص زادت من مرتين في اللقاء إلى 4.
يملس الكرة فوق الـ50 مرة. وفي مباراة كريستال بالاس لمس البلجيكي الكرة 92 مرة. ويلعب في منطقة تخلو من الرقابة الفردية. وهنا تمكن الصعوبة في السيطرة على تحركاته.
تحول دي بروين إلى بطل جوارديولا.
فهل يجد أحد السبيل إلى إيقافه؟ لو كانت الإجابة هي لا إذا غالبا سيكون سيتي بطلا للدوري الإنجليزي تماما كما قاد إنيستا برشلونة لألقاب الليجا التي جاءت تحت لواء بيب.