كتب : لؤي هشام
"عادة كمدافع لا أفضل أن تنتهي مباراة 4-3 ولكن الكل ينتظر فريقين يهاجمان دوما ويسجلان الكثير من الأهداف" هكذا عبر راؤول ألبيول مدافع نابولي عن رؤيته لصدام فريقه الإيطالي مع مانشستر سيتي.
مانشستر سيتي يحتل صدارة الدوري الإنجليزي، ونابولي في صدارة الدوري الإيطالي، الأخير يحل ضيفا على السماوي في ملعب الاتحاد، غدا الثلاثاء، بالجولة الثالثة من دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.
مباراة ينتظرها الكثيرون نظرا لما يمثله الفريقان من نماذج للكرة الهجومية السريعة والممتعة، فريق سجل 26 هدفا في الدوري الإيطالي والآخر وصل إلى رقم لم يتحقق منذ أكثر من 120 عاما بتسجيله 29 هدفا في الأراضي الإنجليزية.
مانشستر سيتي بات أكثر تطورا واستيعابا لأفكار مدربه عن الموسم الماضي، وشيئا فشيئا يكتسب لاعبوه ثقة أكبر، على الجانب الآخر حصد المدرب ماوريسيو ساري ثمار سنين من العمل مع فقراء الجنوب ليعيد جماهير فريقه للتفكير في أمجاد دييجو مارادونا مجددا.
ولكن قد تكون تلك المحطة هي الأهم بالنسبة لبيب في هذه المرحلة من الموسم، تلك المحطة التي ستضع أفكاره في موضع اختبار حقيقي من فريق يقدم أفكار متقاربة مع أفكاره إلى حد كبير، ذاك المحك الذي قد يعطي دفعة أكبر للأمام نحو رفع ذات الأذنين.
يعترف المدرب الإسباني بصعوبة تلك المباراة، ويشرح أكثر أن اختلاف أسلوب لعب الفرق الإنجليزية التي واجهها في الدوري عن أسلوب البارتينوبي هو السبب الحقيقي وراء تخوفه من هذه المواجهة.
ويقول: "علينا أن نتأقلم مع أسلوب نابولي، لديهم أسلوب لعب مختلف عن الذي نشاهده في الدوري الإنجليزي نابولي يفعل الكثير من الأشياء والأشياء التي يفعلها يقوم بها بصورة مثالية".
ويوضح في تصريح سابق بقوله "نابولي قادر على الضغط على حارس مرمانا، هم قادرون على قتلك بالضغط العالي".
هذا يأخذنا إلى مقارنة سريعة بين الطرفين على صعيد الأرقام، فكلا الفريقين يتمتعان بنسبة تمرير دقيقة وصلت مع نابولي إلى 90% ومثلها تقريبا من جانب مانشستر سيتي بنسبة 89%.
أما على صعيد الاستحواذ على الكرة فإن رجال جوارديولا يتفوقون بنسبة وصلت إلى 63% فيما كانت نسبة نابولي أقل بـ4%، ولكن من ناحية صناعة الفرص فإن الأخير يتفوق بـ122 فرصة مقابل 117 فرصة لمانشستر سيتي. أرقام متقاربة بين الطرفين والفارق ليس كبيرا.
الحقيقة الأخرى أن دفاع كلا الفريقين يتمتع بالصلابة والجودة، 4 أهداف استقبلتها شباك الحارس إيديرسون و5 أهداف استقبلها مرمى المخضرم بيبي رينا، ولكن الحقيقة الأهم أن سيتي لم يواجه فريقا بسرعة وقوة نابولي حتى الآن.
رغم العروض القوية التي يقدمها فريق مدينة مانشستر بالدوري الإنجليزي إلا أنه لا يمكن إغفال حقيقة هامة، بيب جوارديولا لم يواجه فريقا يضغط ضغطا عاليا على دفاعه حتى الآن.
من أصل 8 مباريات كانت مبارتين أمام الكبار واحدة أمام ليفربول وأخرى أمام تشيلسي، في لقاء البلوز اكتفى مدربهم أنطونيو كونتي بالتراجع للدفاع والاعتماد على الهجمة المرتدة كعادة أسلوبه الذي جعله يظفر بـ6 نقاط من سيتي الموسم الماضي.
أما ليفربول ورغم الانتصار بخماسية نظيفة إلا أنه لا يمكن تجاهل كون المباراة كانت سجال بين الطرفين حتى الدقيقة 37 حين نال ساديو ماني البطاقة الحمراء لتنقلب الأمور رأسا على عقب، بجانب حقيقة أخرى هي أن دفاع ليفربول الذي استقبل 12 هدفا ليس في صلادة دفاع أبناء ساري.
وحتى الفريق الوحيد – شاختار دونيتسك - الذي يراه بيب يلعب بطريقة أشبه إلى نابولي بحسب تصريحاته، حقق سيتي عليه فوزا صعبا بهدفين نظيفين، وكان الثاني في الثواني الأخيرة من اللقاء الذي تألق فيه الحارس إديرسون في أكثر من مناسبة.
رغم تخوف جوارديولا إلا أنه أعرب عن ثقته في لاعبيه قائلا "سوف أظهر لنابولي كم يتمتع لاعبيني بالجودة".